إضراب عام وحداد في عقارب التونسية رفضا لتدخل الأمن ضد المحتجين

الأربعاء 10 نوفمبر 2021 01:34 م

تعيش مدينة عقارب جنوبي تونس، الأربعاء، إضرابا عاما بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل، تخللته وقفات احتجاجية من أجل التنديد بالتدخل الأمني ضد احتجاجات رافضة لإعادة فتح مكب نفايات بالمدينة، فيما قال الاتحاد إن الإضراب سيكون حدادا أيضا على وفاة أحد المحتجين.

وشل الإضراب العام أغلب مناحي الحياة بمدينة عقارب الواقعة في محافظة صفاقس، وعطل العمل في المؤسسات العامة والخاصة كما أغلقت المحال التجارية أبوابها.

وأفادت الجزيرة بوقوع إصابات في صفوف المحتجين وقوات الأمن بمحيط مكب النفايات بمدينة عقارب التي يتواصل فيها الاحتقان على خلفية قرار حكومي يقضي بإعادة فتح مكب نفايات أغلق سابقا بقرار قضائي.

كما أفاد شهود عيان بالمدينة بأن قوات الأمن استعملت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في محيط مكب النفايات.

وأظهرت مقاطع فيديو -بثتها منصات التواصل الاجتماعي- بداية الإضراب العام وتجمع سكان عقارب في ساحة عامة من أجل الانطلاق في يوم آخر من الاحتجاجات، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي قيام قوات الأمن بإطلاق الغاز المدمع على محتجين، حاولوا الوصول إلى مكب النفايات من أجل إعادة إغلاقه، وذكرت "الأناضول" أن عقارب تشهد انتشارا واسعا لوحدات الجيش.

وقال شهود ووسائل إعلام محلية في عقارب إنه مع استمرار التوتر في البلدة وصلت وحدات من الجيش إلى المدينة، سعيا لحماية المباني والممتلكات العامة.

وأضاف الاتحاد أن الإضراب سيكون يوم حداد أيضا على وفاة أحد شباب المدينة، والذي يقول الاتحاد إنه توفي جراء اختناقه بالغاز المدمع أثناء التحركات الاحتجاجية مساء الإثنين، فيما تنفي وزارة الداخلية الأمر، وتقول إن الوفاة كانت بسبب وعكة صحية.

ونددت منظمات مدنية وأحزاب سياسية في تونس بما وصفته بالحلول الأمنية تجاه مشكلة "مكب القنة" للنفايات، وحمّلت 3 أحزاب، في بيان مشترك، الرئيس "قيس سعيّد" المسؤولية السياسية عن أحداث عقارب، مطالبة بفتح تحقيق في الأحداث، ومن الأحزاب التي نددت بذلك؛ التيار الديمقراطي (22 نائبا في البرلمان)، والتكتل من أجل العمل والحريات (لا نواب له) والحزب الجمهوري (لا نواب له).

وتعود مشكلة مكب النفايات إلى عام 2018، عندما شهدت المدينة احتجاجات تحت شعار "خنقتونا" للمطالبة بغلق المكب، وبعد الاحتجاجات بأشهر صدر قرار قضائي بإغلاقه بالنظر لمخاطره البيئية والصحية على السكان، وأمهل القرارُ الجهات التي تشغل المكب 6 أشهر لإزالة النفايات.

ولكن خلال العام الجاري 2021، أعادت وزارة البيئة فتح المكب مع اتخاذ عدد من إجراءات السلامة بعدما تسبب إغلاقه في تراكم آلاف الأطنان من النفايات المنزلية، وتسببت إعادة فتح المكب في احتجاجات كان أوجها ما حدث أمس، إذ أحرق محتجون مركزا للحرس الوطني بالمدينة.

واحتجاجات عقارب هي أول اختبار جدي لحكومة "نجلاء بودن"، التي عينها الرئيس "سعيّد" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في كيفية الرد على الغضب والإحباط المتناميين بسبب سوء الخدمات العامة، والظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الصعبة.

ودعا "سعيّد" وزير الداخلية "توفيق شرف الدين" ورئيسة الحكومة، في اجتماع معهما الإثنين، إلى إيجاد حلول عاجلة للوضع البيئي في صفاقس الذي وصفه "بالكارثي".

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تونس عقارب صفاقس قيس سعيد

محتجون يحرقون مركز الحرس الوطني في مدينة عقارب وسط تونس

الأمن التونسي يستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين في صفاقس

تونس.. شلل اقتصادي في صفاقس بعد إضراب موظفي 174 مؤسسة خاصة

ف. بوليسي: زواج المصلحة بين قيس سعيد والأمن يفاقم الوضع الحقوقي بتونس