لوبوان: البرهان والسيسي رأسا حربة انقلاب السودان وهذا وجه الاختلاف بينهما

الخميس 11 نوفمبر 2021 06:22 م

اعتبرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن الجنرالين الحالي بالسودان "عبدالفتاح البرهان" والسابق في مصر "عبدالفتاح السيسي" هما رأسا حربة الانقلاب الذي وقع بالخرطوم في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وأطاح فيه الجيش بالحكومة المدنية شريكته في السلطة الانتقالية.

وذكرت المجلة أن "السيسي" – بحسب تقارير متواترة- أعطى "البرهان" الضوء الأخضر للإطاحة برئيس الوزراء السابق "عبدالله حمدوك"، ورفض التوقيع بالأحرف الأولى على إعلان مشترك يدين الانقلاب، مشيرة إلى أن أجهزة المخابرات المصرية تدير الملفات المتعلقة بالسودان بدلاً من وزارة الخارجية. 

وذكرت المجلة أن القائدين العسكريين "السيسي" و"البرهان" يتقاسمان أهدافا مشتركة حيث يطمح كل منهما إلى "الحفاظ على التفوق العسكري ومنع أي عملية لتحول ديمقراطي في بلديهما"، إضافة إلى أهداف اقتصادية مشتركة للجيشين.

كما يبدو أن الرئيس المصري، يريد أن يقدم لنفسه ضمانا للاستقرار من خلال توسيع القوة العسكرية الموجودة بالفعل خلال الثلاثين عاما من ديكتاتورية "عمر البشير"، التي أطيح بها في 11 أبريل/نيسان 2019.

ونقلت المجلة عن المحلل السياسي السوداني "جهاد مشامون" قوله إن "البرهان" استخدم فشل السياسيين في السودان من التوصل إلى الاتفاق كذريعة لإعلان انقلابه وحل الحكومة التي عملت حتى ذلك الحين مع ائتلاف من الأحزاب غير قادر على الموافقة على تشكيل مجلس تشريعي.

من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية المقيم في مصر، "مانون لاروش"، على رغبة وإرادة الرئيس المصري في ضمان استمرارية معالجة الملفات الإقليمية الراهنة، وخاصة ما يتعلق بمسألة سد النهضة الإثيوبي، التي تتقاسم فيها مصالح "البرهان والسيسي".

وبحسب الباحث السياسي "سليمان بالدو" ينطبق الشيء نفسه، على مثلث حلايب الحدودي الذي تديره مصر ويطالب به المدنيون السودانيون.

لكن وفقًا لـ"بالدو"، فإن أسواق المثلث المربحة هي التي ينوي "السيسي" إنقاذها قبل كل شيء بمباركته لعودة الجيش إلى رأس السودان.

وعقب أن مصر تصدر سلعا سودانية لا تنتجها مثل الصمغ العربي والسمسم والماشية، وفي هذا الإطار يعتبر الجيش السوداني شريكا تجاريا رئيسيا لمصر. وهو الذي استمد الإلهام من الجنود المصريين للاستثمار بكثافة في الإنتاج والتجارة.

واستدرك "بالدو" أنه بالرغم من تلك الاستفادة لا يبدو أن نظام "السيسي" مستعد لوضع يده في جيبه من أجل إنقاذ حلفائه في السودان الذين على مشارف الإفلاس.

وذكرت المجلة أن الانقلاب لم يكن منظما بشكل كبير وبعد أسبوعين، ما يزال "البرهان" غير قادر على تعيين حكومة لأنه لن يوافق أي شخص ذي مصداقية على التعاون مع الجيش بعد إطاحتهم بـ"عبدالله حمدوك" رئيس الوزراء المعزول.

وأشارت المجلة إلى أن مصر ستتبع مصالحها الخاصة وستترك السودان بلا شك. على أي حال، ليس لديها الوسائل لدعم السودان على المدى الطويل.

ورأت "لوبوان" أن الجنرال السوداني الذي تلقى تعليمه في مصر مثل معظم كبار الجنود السودانيين، لا يملك قاعدة صلبة داخل وطنه.

في المقابل تظهر المعارضة المدنية السودانية على أنها موحدة ونشطة وتحظى بتأييد واسع. وهذا ما يشكل عائقا بالنسبة للجيش السوداني، عكس ما حدث في مصر عام 2013، حيث كان الدعم للجيش أكبر بكثير رغم أن المعارضة المدنية ظلت قائمة.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

السودان مصر الجيش السوداني الجيش المصري عبدالفتاح البرهان عبدالفتاح السيسي

ماكرون قلق للغاية تجاه الأحداث الجارية في السودان

مليونية الغضب في السودان ترفع شعار اللاءات الثلاث

مواقع مصر والسعودية والإمارات.. الجغرافيا السياسية لانقلاب السودان 

خارجية هولندا: السيسي انقلابي وغير ديمقراطي.. ويناير انتفاضة شعبية

تستغرق يوما واحدا.. السيسي يتوجه إلى السودان في زيارة غير معلنة