فورين بوليسي: خلافات وانقسامات داخلية تهدد مستقبل طالبان

السبت 13 نوفمبر 2021 12:26 م

أكدت مجلة "فورين بوليسي"، السبت، أن الوحدة التي ساعدت حركة "طالبان" في السيطرة على السلطة في أفغانستان، تواجه تحديات كبيرة بسبب الخلافات والانقسامات الداخلية التي تضربها.

وذكرت المجلة الأمريكية أن "هذه الانقسامات تهدد بقاء الحركة"، إذا لم يتمكن قادتها من تجاوز الخلافات، مشيرة إلى أن الخلاف يتركز بين اثنين من قادة "طالبان" هما: الزعيم السياسي للحركة، "عبدالغني برادار"، الذي شارك في تأسيس الجماعة مع الملا "محمد عمر" وقاعدة نفوذه في قندهار، و"سراج الدين حقاني"، الذي يرأس شبكة "حقاني" المقربة من القاعدة.

ونقلت المجلة عن مصادر أمنية وأكاديمية أنه في الوقت الذي تتنافس فيه فصائل طالبان؛ للحصول على أكبر نصيب من "الكعكة"، يستقطب تنظيم الدولة الأعضاء، الذين خاب أملهم من الاتجاه السياسي الذي تتخذه الحركة.

وأضافت أن "المخابرات الباكستانية تدعم تحالفا من الجماعات الجهادية الصغيرة غير الراضية على الفصائل التي تسيطر على طالبان"، بحسب وثيقة أعدتها الحكومة الأفغانية السابقة، اطلعت عليها المجلة الأمريكية.

وأشارت الوثيقة إلى أن هذا التحالف، الذي يُعرف باسم "تحالف الدعوة الإسلامية (IIA)"، كان قد تم تشكيله بتمويل من وكالة الاستخبارات الباكستانية، في أوائل عام 2020 بهدف ضمان انتصار طالبان في معركتها مع الحكومة الأفغانية".

وقال مصدر استخباراتي مشارك في الكشف عن وجود الجماعة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الهدف الآن من هذا التحالف هو زعزعة استقرار طالبان من خلال نشر التطرف في جميع أنحاء أفغانستان.

وقال "رحمة الله نبيل"، رئيس المخابرات الأفغانية السابق: "يعتبر برادار، نائب رئيس الوزراء المؤقت الآن، رجل الغرب، بينما يمثل حقاني، القائم بأعمال وزير الداخلية، الوجه الأكثر معاداة للغرب في الجماعة، والذي يروق لباكستان".

وأكد "نبيل" أن الانقسامات بين الرجلين اللذين يربطهما اتفاق غير مستقر لتقاسم السلطة، تدفع بجنود طالبان إلى أحضان تنظيم الدولة (داعش)، وتصعب من مهمة الحركة في السيطرة على أفغانستان، وتخاطر باستقرار البلاد وربما السلام الإقليمي. وأشار إلى أن الانقسامات بين الرجلين آخذه في الازدياد.

وأصبحت هذه الانقسامات علنية في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد فترة وجيزة من سيطرة طالبان على أفغانستان، ويمكن أن تكون وراء بعض الهجمات الأخيرة ذات الخسائر العالية المنسوبة إلى تنظيم "داعش- خراسان"، وفقًا لخبيرة النزاعات بجامعة أكسيتر "ويدا مهران".

وأضافت: "كنا نعلم أن طالبان لم تكن جماعة متجانسة. وإننا نرى العنف بين الفصائل المتناحرة أصبح الآن أكثر علنية (..) داعش كبش فداء مناسب للهجمات التي يُحتمل أن تكون قد ارتكبت في معركة الطرفين من أجل السيادة".

وأدى هجوم أخير على مستشفى عسكري في كابل، إلى مقتل حليف حقاني، "حمد الله مخلص"، قائد الفيلق العسكري في العاصمة.

وقال الناجون من الهجوم إن المهاجمين هتفوا "عاشت طالبان" وتجنبوا مناطق في المستشفى حيث يعالج مقاتلو الحركة، وفقا لما أوردته وكالة "فرانس برس". وفيما بعد، أعلن تنظيم الدولة في خراسان مسؤوليته عن الهجوم.

وخلص تقرير "فورين بوليسي" إلى أن تنظيم داعش في خراسان والقاعدة جزء من مشهد سياسي معقد في أفغانستان، حيث تسعى المخابرات الباكستانية لضمان نفوذها على طالبان والسيطرة على الجهاد الإقليمي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان رحمة الله نبيل عبدالغني برادر سراج الدين حقاني تحالف الدعوة الإسلامية

طالبان تدعو الكونجرس في خطاب مفتوح لرفع العقوبات عن أفغانستان