نيويورك تايمز: أوروبا وأمريكا يطورون حزمة إجراءات اقتصادية وعسكرية لردع موسكو عن مغامرة ضد أوكرانيا

الأحد 21 نوفمبر 2021 09:53 ص

حذرت المخابرات الأمريكية الحلفاء الأوروبيين من أن "الوقت ينفد لمنع روسيا من القيام بعمل عسكري ضد أوكرانيا؛ ما دفع الدول الأوروبية للعمل مع الولايات المتحدة على تطوير حزمة من الإجراءات الاقتصادية والعسكرية لردع موسكو"، حسب ما أفاد مسؤولون أمريكيون وأوروبيون لصحيفة "نيويورك تايمز".

وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا لم تقرر بعد ما تنوي فعله بالقوات التي حشدتها قرب حدود أوكرانيا، لكن تلك التعزيزات العسكرية يتم أخذها على محمل الجد، ولا تفترض الولايات المتحدة أنها مجرد تحرك خداعي.

فقد سافرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية "أفريل هاينز" إلى بروكسل هذا الأسبوع؛ لإطلاع سفراء الناتو على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية بشأن الوضع والتدخل العسكري الروسي المحتمل في أوكرانيا.

وكانت زيارة "هاينز" مخططة قبل فترة طويلة، وتناولت مجموعة متنوعة من القضايا، لكن المخاوف المتصاعدة بشأن التحركات الروسية إزاء أوكرانيا كانت من بين التهديدات قصيرة المدى التي تمت مناقشتها، وفقا لمسؤولين مطلعين.

كما عملت الولايات المتحدة على تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا.

إذ هاتف رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة "مارك ميلي" القائد العام للجيش الأوكراني "فاليري زالوجني"، الجمعة؛ لمناقشة "النشاط الروسي المقلق بالمنطقة"، وفق بيان لهيئة الأركان.

ووفق "نيويورك تايمز"، تزداد قناعة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية بأن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يُفكر في القيام بعمل عسكري للسيطرة على مساحة أكبر من أوكرانيا، أو لزعزعة استقرار البلاد بما يكفي لتشكيل حكومة موالية لموسكو.

وفي أبريل/نيسان الماضي، أطلق مسؤولون أمريكيون وأوروبيون تحذيرات عندما حشدت روسيا قوات لها بالقرب من حدودها مع أوكرانيا. لكن التعزيز الحالي للقوات الروسية، الذي يبدو أنه يتضمن أعدادا أكبر من الجنود ونوعيات متطورة من الأسلحة، ولد المزيد من المخاوف، لا سيما مع تحرك روسيا للتشويش على طائرات الاستطلاع الأوكرانية من دون طيار.

كما تصاعدت الأعمال العدائية منذ أن استخدمت أوكرانيا إحدى طائراتها من دون طيار لمهاجمة مدافع هاوتزر للانفصاليين؛ ما دفع روسيا إلى التحرك لإعاقة قدرات تلك المسيرات.

وحول ذلك، يعتقد القائد الأعلى السابق للجيش الأمريكي في أوروبا والذي يعمل حاليا لصالح "مركز تحليل السياسة الأوروبية"، "فريدريك هودجز"، أن قيام روسيا بعمل عسكري ضد أوكرانيا "ليس أمرا حتميا"، "لكن كل القطع موجودة" لحدوث ذلك.

ويضيف: "إذا كنا، نحن الغرب، نبدو كأننا لسنا متماسكين ومستعدين للعمل معا، فإن خطر ارتكاب الكرملين لسوء تقدير رهيب يرتفع".

وذكرت "نيويورك تايمز" أن مسؤولي المخابرات الأمريكية أخبروا الحلفاء الأوروبيين أن "بوتين" بات محبطا من عملية السلام التي أقامتها فرنسا وألمانيا عام 2014، بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ودبرت تمردا انفصاليا في شرق أوكرانيا.

ويقول بعض المسؤولين السابقين إن "بوتين" قد يكون عازما على تأمين طريق بري بين شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم. ويعتقد المحللون الأمريكيون أن "بوتين" يرى في الأشهر القليلة المقبلة لحظة فريدة للتحرك.

فقد أدى ارتفاع أسعار الطاقة إلى جعل أوروبا أكثر اعتمادا على إمدادات الغاز الروسية الرخيصة، خاصة مع اشتداد الشتاء وانخفاض احتياطيات الغاز في أوروبا. وقد تحد المخاوف من فقدان القدرة على الوصول إلى الطاقة الروسية من دعم أوروبا لعقوبات صارمة على موسكو.

وقال مسؤول غربي في بروكسل إن روسيا بدأت بالفعل في التلاعب بإمدادات الطاقة في أوروبا، موضحا أنه عندما ترتفع أسعار الطاقة يشعر "بوتين" أن لديه المزيد من الحرية للعمل.

كما أنه مع ارتفاع أسعار الغاز ومحدودية الإمدادات، تمتلك روسيا المزيد من الأموال المطلوبة للعمليات العسكرية.

وبحسب "نيويورك تايمز"، يريد المسؤولون الأمريكيون إنشاء "وصفة مشتركة" مع الحلفاء الأوربيين للإجراءات التي سيتم اتخاذها إذا تحركت روسيا ضد أوكرانيا عسكريا.

وفي حين لم تخضع بعض قطاعات الاقتصاد الروسي للعقوبات، ستحتاج الولايات المتحدة إلى دعم أوروبي قوي لكي تكون الإجراءات الجديدة فعالة.

المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا روسيا أمريكا

تحذير أمريكي شديد اللهجة لروسيا بشأن أوكرانيا

ناشيونال إنترست: روسيا قد تتخذ إجراء بعد استخدام أوكرانيا للمسيرات التركية