استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

"قصة الجمل" الجديرة بالقراءة

السبت 20 نوفمبر 2021 07:32 م

"قصة الجمل" الجديرة بالقراءة

ما زاد الطين بلة دخول أشقاء لنا على خط الجمل، وربما فاق حبهم وتعلقهم وافتتناهم به، حب وتعلق وافتتان مسؤولينا به.

قبل ذلك كان الإصرار على استيراد الغاز الصهيوني المنهوب رغم أنه يمكننا استيراد الغاز من أي مكان آخر وربما بأسعار أفضل.

الجمل هنا هو الكيان الصهيوني فعندنا مسؤولون مفتونون بهذا الكيان لدرجة أنه يحشره في كل زاوية من زوايانا بمناسبة وبغير مناسبة.

إصرار عجيب على تكبيلنا بمشاريع الكيان الصهيوني رغم أنه بقليل من الجهد والتفكير يمكن إيجاد الحلول بعيدا عن هذا الكيان الذي يتربص بالبلد وأهله.

*     *     *

أعيا أحد الطلاب المدرسين والمشرفين أن يقنعوه بالكتابة عن غير الجمل في امتحانات التعبير.

كان ذلك الطالب مهووسا ومفتونا بحيوان الجمل، لدرجة أن كل موضوع للتعبير كان يجيره لصالح حيوانه الأثير المفضل.

في المرة الأولى طلب المعلم كتابة موضوع تعبير عن الصحراء، فكتب سطرا عن الصحراء ورمالها وعن أهم حيوان فيها وهو الجمل الذي.. وأكمل موضوعه عن الجمل وصفاته ... إلخ.

لم يعطه المعلم علامة جيدة فاشتكى للمشرف، الذي طلب منه كتابة موضوع تعبير عن البحر، فكتب الطالب سطرا عن البحر وزرقته وعن السفن التي تشبه الجمل لهذا يطلقون عليه سفينة الصحراء وبدأ الكتابة عن الجمل إلى أن انتهى.

غضب المشرف وأعطاه علامة متدنية، فاشتكى للمدير الذي طلب منه كتابة مادة تعبير عن الغابات المطيرة، فكتب سطرا عن الغابات وجمالها وسحرها وعن الأشجار العالية التي تشبه سنام الجمل ثم أكمل الموضوع عن الجمل إلى أن انتهى.

غضب المدير وأعطاه علامة متدنية فاشتكى لمدير التربية الذي طلب منه كتابة موضوع عن الفضاء، ظنا منه أنه يبعده تماما عن الجمل.

فكتب الطالب سطرا عن الفضاء وسعته وعظمته وكيف أن الله تعالى دعانا للتفكر فيه كما دعانا للتفكر في الجمل في قوله تعالى: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"، وأكمل الكتابة عن الحيوان الذي يحبه.

الجمل هنا هو الكيان الصهيوني؛ فعندنا من المسؤولين من هو مفتون بهذا الكيان لدرجة أنه يحشره في كل زاوية من زوايانا بمناسبة وبغير مناسبة.

فبعد الحديث الطويل عن "الناقل الوطني" لتحلية مياه البحر الأحمر من مدينة العقبة، ونقلها إلى محافظات المملكة شمالا، وبكميات تتراوح بين 250 و300 مليون متر مكعب، وقد وصل المشروع إلى تأهيل أفضل 5 ائتلافات عالمية للبدء في المشروع. نتفاجأ اليوم بالحديث عن مشروع تطبيعي مع الكيان الصهيوني.

المشروع الذي كشفت عنه موقع "أكسيوس" الأمريكي يتحدث عن مشروع أردني إماراتي إسرائيلي لبناء مزرعة ضخمة للطاقة الشمسية في الصحراء الأردنية، وذلك لتزويد الكيان الصهيوني بالطاقة، مقابل أن تبني الأخيرة محطة لتحلية المياه على ساحل البحر الأبيض المتوسط لتوفير المياه للأردن.

قبل ذلك كان الإصرار على استيراد الغاز الصهيوني المنهوب، رغم أنه يمكننا استيراد الغاز من أي مكان آخر وربما بأسعار أفضل.

هناك إصرار عجيب على تكبيلنا بمشاريع مع الكيان الصهيوني، على الرغم من أنه بقليل من الجهد والتفكير خارج الصندوق يمكن إيجاد الحلول بعيدا عن هذا الكيان الذي يتربص بالبلد وأهله.

وما زاد الطين بلة هو دخول أشقاء لنا على خط الجمل، وربما فاق حبهم وتعلقهم وافتتناهم به، حب وتعلق وافتتان مسؤولينا فيه. والله وحده يسترنا من الأيام القادمة.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

قصة، الجمل، الكيان الصهيوني، الناقل الوطني، تحلية مياه، البحر الأحمر، العقبة، إمارات، مشروع أردني إماراتي إسرائيلي،