موقع فرنسي: بوتين يدفع بيادقه في السودان

الأحد 28 نوفمبر 2021 06:50 ص

موقع فرنسي: بوتين يدفع بيادقه في السودان

تهدف روسيا إلى إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة، وهي طريقة لاستعادة موطئ قدم في القرن الأفريقي.

تعزز التعاون بين موسكو والخرطوم بعد الانقلاب الأخير الذي قام به الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان.

تدهور علاقات الخرطوم بواشنطن على خلفية الانقلاب العسكري يفتح آفاقا إضافية أمام جهات روسية غير حكومية للعمل في السودان.

مع اندلاع الاحتجاجات في الخرطوم وإدانة عواصم الغرب للانقلاب رفض لافروف وصف الحدث بانقلاب وأصر على وقف أي تدخل في شؤون السودان الداخلية.

في مايو 2019 بعد سقوط نظام البشير وقعت روسيا اتفاقيتين عسكريتين مع السودان في المجال البحري وفي نوفمبر 2020 حصلت موسكو على امتياز بميناء بورسودان بوابة البحر الأحمر الاستراتيجية.

*     *     *

تحت عنوان "بوتين يدفع بيادقه في السودان"، قال موقع عالم أفريقيا Mondafrique الفرنسي إن التعاون بين موسكو والخرطوم يتعزز بعد الانقلاب الأخير الذي قام به الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان.. فمع اندلاع الاحتجاجات في الخرطوم وإدانة العواصم الغربية للانقلاب، أصر وزير الخارجية الروسي، الذي رفض وصف هذا الحدث على أنه انقلاب، على أن “أي تدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد يجب أن يتوقف".

وأضاف الموقع الفرنسي أنه بينما كان يفترض أن يساهم انسحاب السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، والمساعدات الأمريكية الضخمة، وإعادة جدولة ديونه، وإعادة العمل بنظام مؤسسات بريتون وودز، في تسريع التعاون العسكري بين السلطات الانتقالية والمستشاريات الغربية، إلا أن هذا التغيير في مسار الخرطوم يعيد خلط الأوراق بالكامل.

وذكّر الموقع الفرنسي أنه في مايو 2019، بالكاد بعد شهر من سقوط عمر البشير، وقعت روسيا اتفاقيتين عسكريتين مع السودان، لا سيما في المجال البحري. وفي نوفمبر 2020، حصلت موسكو على امتياز في ميناء بورسودان، البوابة الاستراتيجية للبحر الأحمر، وما وراءه، لقناة السويس.

 على نطاق أوسع، تهدف روسيا إلى إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة، وهي طريقة لاستعادة موطئ قدم في القرن الأفريقي (فقدت منذ إغلاق القاعدة السوفيتية في الصومال عام 1977).

ويبدو أن الحكومة العسكرية السودانية، التي تخضع الآن لضغوط العقوبات الأمريكية، قد وجدت موطئ قدم جديدا مع روسيا والصين. ويتم تقديم القاعدة العسكرية الروسية كعامل يمنع تدخلا خارجيا افتراضيا في السودان ويسمح للنظام العسكري بالبقاء في السلطة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن تدهور العلاقات بين الخرطوم وواشنطن على خلفية الانقلاب العسكري قد يفتح آفاقا إضافية أمام الجهات الروسية غير الحكومية للعمل في السودان.

ويعود ظهور عناصر من المجموعة الروسية الخاصة المعروفة باسم مجموعة فاغنر في السودان إلى فترة ما قبل الثورة السودانية، حيث كانت هناك تقارير في نهاية يوليو 2018 عن مجموعة من 500 عنصر من مجموعة فاغنر تعمل في معسكر يقع على بعد حوالي 15 كيلومترا جنوب أم دافوق، بالقرب من الحدود مع جمهورية إفريقيا الوسطى.

 ويُذكر أن مقاتلي الشركات العسكرية الخاصة الروسية أمضوا خمسة أشهر في المنطقة ليس فقط لتدريب القوات السودانية ولكن أيضا المقاتلين من جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة.

كما أثبتت السلطات الأمريكية أن شركة M Invest الروسية المملوكة أو الخاضعة لسيطرة بريغوجين كانت بمثابة غطاء لقوات مجموعة فاغنر العاملة في السودان وكانت مسؤولة عن وضع خطط وحملات تضليل تهدف إلى قمع المتظاهرين من أجل الإصلاحات الديمقراطية.

وتابع الموقع الفرنسي التوضيح أن القائد العام للقوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، أشار في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي في الأول من نوفمبر الجاري، إلى أن بناء المركز اللوجستي للبحرية الروسية في بورتسودان سيتم ضمن إطار الاتفاقيات الموقعة التي تؤكد على "تعاون طويل الأمد ومستمر بين الخرطوم وموسكو، بما في ذلك في المجال العسكري"، موضحا أن السودان يسعى لتوسيع التعاون مع روسيا الاتحادية في المجال الاقتصادي مستشهدا بالاستثمارات في مجالات التعدين والطاقة والزراعة.

مع وضع ذلك في الاعتبار، وقعت شركة روس جيولوجيا Rosgeologia الروسية عقدا في سبتمبر الماضي لاستكشاف رواسب الذهب في السودان. ورمزا لنظرته إلى الشرق، قال عبد الفتاح البرهان لوكالة ريا نوفوستي إن "موسكو صادقة دائما وتنظر إلى كل شيء بعيون مفتوحة، بينما يرى الآخرون نصف كأس ممتلئا".

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

روسيا، السودان، بوتين، فاغنر، استكشاف رواسب الذهب، ميناء بورسودان، البرهان، انقلاب،