و.س. جورنال: أفغانستان تحولت إلى ساحة للمنافسة بين الدول الخليج

الأحد 5 ديسمبر 2021 05:54 ص

أفادت صحيفة أمريكية، الأحد، بأن أفغانستان تحولت إلى ساحة تنافس كبير بين السعودية والإمارات وقطر، خاصة بمجال المساعدات الإنسانية والرحلات الجوية، في محاولة لتعزيز النفوذ لدى حركة "طالبان"، التي تسيطر على السلطة.

ونقلت "وول ستريت جورنال" أن الدول الثلاث تتنافس على النفوذ لدى حكام أفغانستان الجدد، وفيما حافظت قطر على جسر جوي مع أفغانستان، أعادت الإمارات والسعودية تشغيل الخطوط الجوية مع كابل.

وتحولت قطر إلى قناة رئيسية بين أفغانستان والغرب بعد استيلاء "طالبان" على السلطة في 15 أغسطس/آب الماضي، وتواصل تشغيل رحلات جوية للأفغان المعرضين للخطر والأجانب نيابة عن الدول الغربية.

وانتقل العديد من السفراء الغربيين لدى كابل إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد سيطرة "طالبان" على السلطة. وفي الشهر الماضي، بدأت قطر أيضا في تمثيل المصالح الدبلوماسية للولايات المتحدة في أفغانستان.

وتحتفظ قطر حاليا بقوات في مطار كابل، وسمحت حركة "طالبان" لوكالة "GAAC" (مقرها الإمارات) بمواصلة عملياتها في محطة الركاب الدولية، ما أثار استياء قطر، التي أبلغت "طالبان" في الأسابيع الأخيرة أنها لا تثق في أن الوكالة توفر الأمن الكافي، حسب الصحيفة الأمريكية.

بالمقابل، استأنفت الرياض و أبوظبي الرحلات الجوية مع كابل، وبدأت شركة الطيران الأفغانية "أريانا" القيام برحلات إلى دبي والرياض، كما استأنفت شركة الطيران الأفغانية الخاصة "كام إير" رحلاتها إلى دبي هذا الأسبوع.

واستأنفت السعودية كما الإمارات، عمل سفارتيهما في كابل. وأعلنت وزارة الخارجية السعودية، الثلاثاء، أن إعادة فتح القسم القنصلي في سفارتها في كابل نابع من "حرصها على تقديم كل الخدمات القنصلية للشعب الأفغاني".

وأبلغت الإمارات الحكام الجدد لأفغانستان بأن الرئيس الأفغاني السابق "أشرف غني" لن يسمح له بأي نشاط سياسي، بعد نشره لفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في أغسطس/آب الماضي يشرح فيه ظروف مغادرته للبلاد، ما اعتبره مراقبون محاولة لكسب ثقة "طالبان".

والإمارات، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، واحدة من بين عدد من دول الخليج التي لعبت دورا محوريا في المساعدة أيضا على إجلاء الأجانب والأفغان من البلاد في أعقاب دخول "طالبان" إلى كابل منتصف الشهر الماضي.

وتسعى "طالبان" إلى فك العزلة عن نظامها عبر "تطبيع" العلاقات مع الدول المؤثرة في المنطقة، ولم تعترف أي دولة حتى الآن بنظامها بسبب مخاوف من إعادتها للقوانين الصارمة التي ميزت فترة حكمها السابقة بين 1996 و2001.

ويرى المحلل القطري "علي الهيل" أن تنافس الخليجي في أفغانستان ينحصر في مجال المساعدات الإنسانية، وذلك "لكون قطر تولت الملف الأفغاني منذ 2013، و"طالبان" تثق في مصداقية الدوحة كوسيط"، وفقا لما نقله موقع قناة "الحرة" الأمريكية.

فيما يبرر الكاتب والمحلل السعودي "مبارك العاتي" تحركات دول الخليج الأخيرة بأنها نابعة من "حرص مجلس التعاون على أمن واستقرار أفغانستان"، مشيرا إلى أن "السعودية تعتبر نفسها معنية بهذا الاستقرار"، حسب تعبيره.

وأقر "العاتي" بالدور الدبلوماسي القطري، مشيرا إلى أن الدوحة قامت بجهود كبيرة في المحادثات بين "طالبان" وواشنطن، لكنه استبعد أن يكون هناك تنافس مع قطر  في الشق السياسي.

واعتبر المحلل السعودي أن عودة عمل قنصلية بلاده في كابل يأتي ضمن جهود "مساعدة الأشقاء في أفغانستان"، مضيفا أنه "فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية، فقد دعت الرياض إلى اجتماع طارئ لوزراء منظمة التعاون الإسلامي، هذا الشهر في جدة، لبحث المساعدات".

ويرى المحلل اليمني "مانع المطيري" أن التحرك الدبلوماسي السعودي هو أمر طبيعي، إذ أن الرياض تسعى لتطبيع علاقاتها مع "طالبان" التي باتت القوة المسيطرة على البلاد.

ويشير "المطيري" إلى أن أفغانستان "تتمتع بموقع استراتيجي مهم، خصوصا مع وجود حدود طويلة بينها وبين إيران وقربها من الصين أيضا، وتقتضي مصلحة السعودية أن تسعى لإقامة صداقة مع النظام الجديد في أفغانستان وأن لا تترك هذه المنطقه المهمة والحيوية ليتوسع فيها نفوذ طهران مستقبلاً".

ويرى المطيري أن الدوحة لها "علاقات دافئة" مع "طالبان"، وعندما رغبت واشنطن في الانسحاب من أفغانستان أسندت لقطر بعض المهام.

ومن المتوقع أن يناقش مجلس التعاون الخليجي المبادئ المشتركة لتوجيه مشاركة الدول الأعضاء في أفغانستان عندما ينعقد الأسبوع المقبل في الرياض.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أفغانستان طالبان الإمارات السعودية قطر