ف.بوليسي: انقلاب السودان كشف تلاشي التأثير الأمريكي وظهور فاعلين إقليميين

الأحد 5 ديسمبر 2021 06:20 م

قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن انقلاب قادة الجيش السوداني على الحكومة المدنية، في أكتوبر/تشرين الأول، والأزمة الحادة التي تسبب فيها، كشفت تلاشي الدور الأمريكي في أفريقيا، وظهور فاعلين إقليميين جدد.

وذكرت الصحيفة أن قبل 15 عاما اعتمد قادة السودان المتحاربين على أمريكا بصفتها القوى العظمى لمساعدتهم في إنهاء الحرب الأهلية الطويلة، لكن الآن، تعتبر واشنطن "مجرد لاعب غير حاسم بالمرة"، بينما يظهر لاعبين آخرين يحاولون حل يحاولون حل أكبر أزمة سياسية تمر على الدولة الأفريقية منذ عقود".

وأوضحت الصحيفة أن قوى إقليمية جديدة، مثل دول الخليج ومصر إضافة إلى روسيا والصين، أصبح لديها طرقا للتأثير في السودان بشكل خاص وأفريقيا بشكل عام، وعلى نحو يتناقض أحيانا مع المصالح الأمريكية.

ووفق الصحيفة، لم بتوقف الأمر عند ذلك الحد بالنسبة لواشنطن، بل أن ثمة اختلاف واضح بين المسؤولين الأمريكيين بشأن الطريقة الواجب التعامل فيها مع الأزمة السودانية والرد على الجنرالات المنقلبين.

ولفتت الصحيفة إلى نشوب أزمة داخلية بين المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي "جيفري فيلتمان" الذي حبذ فرض العقوبات على قادة الانقلاب، و"مولي في" مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية التي فضلت طريقة تصالحية مع قادة السودان العسكريين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهما إن "في" رفضت خلال زيارة لها إلى السودان عرض من "فيلتمان" بمرافقتها في اللقاءات مع قادة الجيش السوداني.

واعتبرت الصحيفة الأزمة السودانية "تعطي نظرة ثاقبة للدبلوماسية الأمريكية الفوضوية والمندفعة أحيانا، في الوقت الذي تتلاشى فيه لحظة القوى العظمى الوحيدة لها في العالم".

كما تعطي الأزمة، وفقا للصحيفة، دراسة حالة حول الكيفية التي بذرت فيها الولايات المتحدة بذور تلاشي أهميتها في القارة الإفريقية، وبخاصة في قضايا الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية والحرب على الإرهاب.

وقالت الصحيفة إن الخرطوم كانت بمثابة ساحة نكسات ذكرت الولايات المتحدة بمكانها. مشيرة إلى أن جنرالات الجيش السوداني لم يهتموا بـ"فيلتمان" وأعلنوا انقلابهم بمجرد ركوبه الطائرة وأمروا بقمع المتظاهرين، وبعد يوم واحد من زيارة في للخرطوم.

وبعد ذلك، لم تقم الحكومة السودانية باستشارة واشنطن عندما أعلن "عبدالله حمدوك"، رئيس الحكومة الذي أقاله الجيش في أكتوبر/ تشرين الثاني عن قبوله الاتفاق مع الجيش، وعاد إلى منصبه كرئيس للوزراء، مع احتفاظ الجيش بملء الحكومة بالموالين له.

وقال محللون سودانيون للصحيفة، إن غياب أمريكا مرتبط بغياب الاستراتيجية المتماسكة؛ وهو ما أدى لازدياد الشعور بانسحاب الدبلوماسية الأمريكية وفتح المجال للقوى الإقليمية الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن "خلود خير"، المديرة المشاركة في معهد "إنسايت استراتيجي بارتنرز"، في الخرطوم، قولها: إن إدارة دونالد ترامب حولت سياستها الخارجية للمتعهدين في المنطقة.

وأضاف: "لست متأكدة إن كانت إدارة بايدن تفهم إرث إدارة ترامب التي نقلت وبشكل فعلي السياسة من السودان والسياسة الخارجية من المنطقة بشكل عام إلى الإمارات العربية والسعودية؛ وهي سياسة لا تزال قائمة".

ورأت الصحيفة أن الغياب الواضح للسفير الأمريكي في الخرطوم يزيد من ضعف التأثير الأمريكي، فبعد عقود من التوتر وافقت واشنطن على استئناف العلاقات مع الخرطوم بعد ثورة 2019. ولكنها لم ترسل بعد سفيرا، حيث تعتمد على الدبلوماسي "براين شوكان" لإدارة سفارتها في الخرطوم كقائم أعمال.

ولم يعين الرئيس السابق "دونالد ترامب" أبدا سفيرا، ومضى عام على "بايدن" ولم يرشح بعد سفيرا.

من جانبه، قال "كاميرون هدسون"، المسؤول السابق في "سي آي إيه "والخبير في شؤون أفريقيا، إن وصول قوى جديدة إلى السودان وتراجع التأثير الأمريكي؛ هو نتاج عقد من غياب الاهتمام الدبلوماسي.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

السودان انقلاب السودان واشنطن