استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

يوم آخر في الطريق إلى الدولة ثنائية القومية

الخميس 26 نوفمبر 2015 10:11 ص

أمس كان يوم عادي آخر في الثورة الفلسطينية. يوم مأساوي آخر في الطريق إلى واقع الدولة الواحدة، ثنائية القومية، لليهود الإسرائيليين والعرب الفلسطينيين، الذين يحتكون الواحد بالآخر والواحد إلى جانب الآخر. يدهسون، يطعنون، يطلقون النار وتطلق عليهم النار.

الجندي «زيف مزراحي» الذي قتل أمس هو الضحية الـ 23 (بمن فيهم المواطن الإرتيري) منذ بدأت الثورة الفلسطينية قبل نحو شهرين. وحسب معطيات نجمة داود الحمراء، فقد أصيب 200 اسرائيلي. وحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، قتل 90 فلسطينيا وأصيب نحو 500.

لقد وقعت عمليات أمس عندما كان رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» يتجول في غوش عصيون، حيث قتلت أول أمس «هدار بوخارس». لقد أصبح مفترق الغوش أحد المغناطيسات للإرهاب الفلسطيني. ولكن عمليا، يفيد تحليل أحداث الإرهاب بأن ليست له حدود أو تفضيلات. فهو يقع في الضفة الغربية والقدس. ضرب في تل أبيب، في كريات جات، في بئر السبع وفي معبر الحدود في غلبوع. باختصار، كل البلاد جبهة.

ليس للإرهابيين مزايا أو صورة جماعية يمكنها أن تشير إلى الميل. فمنفذو العمليات هم في الغالب شباب أو شابات، وفي بعض الحالات حتى أطفال أبناء 12. ولكن كان أيضا منفذون في سنوات العشرين والثلاثين من أعمارهم، ولهم عائلات (مثل منفذ العملية في بيت بانوراما في تل أبيب).

معظمهم ماكثون غير قانونيين، ولكن كانت أيضا حالة واحدة (مرة أخرى الحالة في بيت بانوراما) والتي كان فيها للمخرب تصريح عمل. ليس لمعظمهم خلفية أمنية أو انتماء تنظيمي – باستثناء بعض الحالات التي كان فيها المنفذون نشطاء او يتماثلون مع حماس او الجهاد الاسلامي. بعضهم أبناء عائلات كان أبناؤها أو أقرباؤها قتلوا، أصيبوا أو سجنوا لدى (إسرائيل).

يشير تحليل الأحداث مع ذلك إلى ميزة واحدة بارزة: هذا إرهاب منفذين افراد، ليسوا جزءا من خلية إرهابية، ولا توجد خلفهم قيادة. هم يعملون حسب دافع عاطفي أو بعد تفكير – برأيهم المستقل.

 في هذه الظروف نجد أن المخابرات – التي تنجح في الغالب، آجلا أم عاجلا في التسلل والكشف عن خلايا الإرهاب واعتقال المنفذين – تفقد الوسيلة. يمكن للمخابرات أن تجند عملاء في المنظمات الفلسطينية وتعرف قدرته ونواياها، ولكنها لا يمكنها أن تتسلل إلى رأس من يقرر الخروج إلى عملية إرهابية.

كما أن ليس للجيش الإسرائيلي حلول لكيفية صد موجة الإرهاب. بمعنى أن للجيش الاسرائيلي خططا وفيرة. يمكنه أن يفرض حظر تجول واغلاق، أن يمنع الفلسطينيين من العمل في (إسرائيل)، وأن ينغص حياة السكان، ولكن هذه وسائل يعرف قادة الجيش، ولا سيما مديرية التنسيق مع الفلسطينيين (الإدارة المدنية) بأنها تشكل سهما مرتدا وستلحق ضررا أكبر من النفع.

وعليه، فان الجميع يحاولون الحفاظ على روتين الإرهاب. السلطة الفلسطينية، التي لا تأسف لما يحصل، لا تشجع ولكنها لا تمنع أيضا. أجهزة الأمن فيها تواصل التنسيق مع المخابرات والجيش الإسرائيليين، ولكن بانعدام رغبة واضحة، وكأنهم تملكهم الشيطان.

حكومة (إسرائيل) تواصل السماح لأكثر من 100 ألف فلسطيني العمل في (إسرائيل) وتواصل تشجيع مبادرات اقتصادية (جيل ثالث لشركات الخلوي الفلسطينية)، ولكن هذا روتين الرمال المتحركة. كل شيء يمكن أن يتغير في دقائق. عملية واحدة مع إصابات كثيرة أو رد إسرائيلي يخرج عن نطاق السيطرة. كل شيء محدود الضمان.

لقد خرج «نتنياهو» أمس إلى جولة في مفترق غوش عصيون كي يظهر، كعادته، بأنه رئيس وزراء نشط يحرص على مواطنيه. ولكن الحقيقة هي أن ليس لدى «نتنياهو»، ولا لدى وزير الدفاع ولا لدى حكومة (إسرائيل) حل للوضع. وهم يشبهون من يركب ظهر نمر نعس، لم يندفع بعد بكامل سرعته.

اليوم يصل إلى (إسرائيل) وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري». فرصة في تحريك مسيرة سياسية هزيلة أكثر من امكانية أن تقرر إدارة «أوباما» إرسال قوات للقتال على الأرض ضد «داعش».

«نتنياهو» يريد مفاوضات ولكنه غير مستعد لأن يدفع الثمن لقاء اتفاق حقيقي. «أبو مازن» لا يريد المفاوضات التي من ناحيته هي مجرد محاولة إسرائيلية لجر الأرجل وكسب الوقت. في واقع مميت كهذا، ليس لدى الشعبين حتى ولا بارقة أمل لمستقبل أفضل أو حتى لوعد ألا يكون الوضع أسوأ بكثير.

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) الشعب الفلسطيني الثورة الفلسطينية أبومازن نتنياهو المفاوضات القدس فلسطين

استشهاد فلسطينين اثنين بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية

المقاومة الشعبية الفلسطينية

عن الهبّة الفلسطينية و«نتنياهو» وبضاعة «كيري» الكاسدة

للمقاومة في فلسطين القول الفصل

فلسطين بانتظار «سنوات الفراغ»

ليس المجتمع رديف الخير.. ولا الدولة رديف الشر