استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

محمد صالح السبتي يكتب :نحن وايلي والتطرف!

الأربعاء 20 أغسطس 2014 06:08 ص

محمد صالح السبتي

في إحدى ليالي صيف 2009 كنت أنا وصديقان نشرب القهوة على طاولة صغيرة عند أحد «نواطير» ميناء جبيل في لبنان وقد شارف النهار على البزوغ.. وعدد كبير من المراكب الخشبية في الميناء تنتظر صياديها لدخول البحر.. وقتها لمحت عيني رجلا يعد مركبه وشباكه لدخول البحر مبكراً.. فشاورت «ربعي» فالدخول معه البحر كنوع من التغيير و«الوناسة» وذهبت اليه واستأذنته بمرافقته في رحلته القصيرة.. ورد علي بلهجة لبنانية معتادة «ولو.. تفضلوا.. بتشرفوني».. رحلته قصيرة لم تتعد ساعة واحدة.. يرمي شباكه لصيد سمك صغير لا أعرف اسمه.. سألني وهو يجهز شباك الصيد.. من وين؟ قلت له من الكويت.. «وشو بتشتغلوا»؟ فقلت له أنا محام وهذا صديقي محام أيضاً وثالثنا قريبي مدير ادارة ومستشار متقاعد من مجلس الوزراء.. لا أخفيكم اني جاوبته وبداخلي نوع من الاستعلاء أو الفخر أو الاعتداد بالنفس أو سموه ما تشاؤون من تلك الاحاسيس التي لعلنا نحسها كلنا متفاخرون بخليجيتنا أو بنوع أعمالنا!! الصدمة في التالي.. سألته وانت؟ جاوبني أنا ايلي.. خبير قانون بحري واشتغل مع شركة هولندية وفرنسية في قضايا القانون البحري وقضايا التأمين واعادة التأمين «عم بتعلم هلا أكتب بالهولندي لاني أجيد الكلام به فقط طبعاً اضافة الى لغتي الفرنسية والانجليزية الممتازة».. ورح يكون بينا شغل بالنسبة لهذه القضايا لاني «عم فكر أتعاون مع مكتب في أمريكا كمان».. قلت له.. تطلع البحر تتسلى؟؟ قال: «مش بالضبط».. أصيد لنفسي وأسرتي وأبيع الباقي طلباً للرزق «وع الساعة 8 أكون في مكتبي»!! وقتها أخذت وضعية النملة كما يقول شبابنا اليوم.. ادركت مدى الاستعلاء «وشوفة النفس» التي نعانيها نحن.
- «هذا الاستعلاء هو أحد أهم اسباب التطرف الذي نعانيه.. نحن شعوب تعتقد أنها شعوب الله المختارة.. فقط لانهم عرب أو مكتوب في شهادات ميلادهم «مسلم».. انغلاقنا على أنفسنا وعدم فهمنا أو محاولة فهمنا للاخرين.. قلة صداقتنا مع غيرنا ممن يخالفوننا الثقافات والديانات.. هذه مصانع التطرف.. نختلط مع غيرنا في السفر لكننا نعتقد أننا أفضل منهم.. نجول بلاد العالم لكننا نعيش فوضانا هناك لا نتعلم من نظامهم.. في الديانات.. في المذاهب.. في المدارس السياسية.. في الثقافات.. نحن متخوفون من الكل ونعتقد يقيناً أننا أفضل من الكل أيضاً!!
- التطرف.. صناعتنا.. زرعنا.. نحن الذي نسقيه.. نصنعه باستعلائنا على الآخرين ورفضنا المطلق عن قبول فكرة وجود رأي آخر.. بذرة تطرفنا الصغيرة تجاه الغير تكبر لينتج عنها متطرفون بيننا يمارسون ذات المنهج لكن داخل مجتمعاتنا.. المدرسة والمصنع واحد!!
- عموماً.. ايلي الى اليوم صديقي يشاركني كل مناسباتي وأشاركه لكن لم يترتب بيننا شغل الى الآن!!

المصدر: ( الوطن )

  كلمات مفتاحية

السعودية: «الحوار الوطني» يطالب بوضع تصور دقيق لواقع «التطرف»