الإخوان المسلمون يمزقون أنفسهم.. والجماعة تنتظر ربيعها الخاص

الخميس 9 ديسمبر 2021 08:21 م

عندما أسس "حسن البنا" جماعة الإخوان المسلمون، منذ ما يقرب من قرن من الزمان، حث أتباعه على السعي للتضحية بأنفسهم، وليس لتحقيق منافع شخصية.

لكن أتباع "البنا" يكافحون اليوم للامتثال بما أمرهم بهم زعيمهم، فالجماعة التي كانت ذات يوم أقدم حركة إسلامية وأكثرها قوة أصبحت تمزق نفسها بنفسها.

ويتبادل قادة الجماعة في إسطنبول ولندن الإهانات، ويتهمون بعضهم البعض بالفساد، بل الأسوأ من ذلك أنهم أصبحوا يتهمون بعضهم بالعمل لصالح وكالات التجسس الأجنبية.

وتعليقا على ذلك، يقول "أسامة جاويش" العضو السابق بالجماعة والذي يعيش في بريطانيا: "بدلا من التضحية بأنفسهم، فإنهم يضحون بالحركة".

ومنذ إنشائها، كانت الخلافات موجودة داخل جماعة الإخوان المسلمين حول الاستراتيجية والتكتيكات، لكنها تفاقمت بعد أن أطاح "عبدالفتاح السيسي" وزير الدفاع آنذاك آنذاك بأول حكومة منتخبة ديمقراطياً في مصر، بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، في عام 2013.

وقام "السيسي"، الذي يشغل الآن منصب الرئيس، بسجن العديد من أعضاء الجماعة. فيما اختبأ آخرون أو فروا إلى الخارج.

ونشأت الخلافات حول كيفية الرد على قمع "السيسي"، ففي حين أعطى "الحرس القديم" الأولوية لبقاء الإخوان على قيد الحياة ودافعوا عن نهج براجماتي في التعامل مع الدولة المصرية، فضل آخرون موقفا أكثر تصادمية، وتحول بعض الأعضاء إلى العنف.

واليوم تبقى الأولوية هي لإخراج المعتقلين في السجون المصرية، حسبما أكد العديد من أعضاء الجماعة، لكن هذه الجهود تم عرقلتها بسبب نشوء خلاف جديد بين أعضاء الحرس القديم حول من يجب أن يقود جماعة الإخوان.

من جهة، هناك "إبراهيم منير "، الذي خلف "محمود عزت" في منصب مرشد الجماعة بالنيابة بعد القبض على الأخير في مصر العام الماضي.

وهناك أيضا "محمود حسين "، الأمين العام السابق للجماعة، الذي علق عمله "منير" في أكتوبر/ تشرين الأول، مع خمسة أعضاء بارزين آخرين، بسبب مزاعم فساد.

وبعد رفضه قرار تعليق علمه، أصدر "محمود حسين" والأعضاء الخمسة بيانًا يقيل "منير" من منصبه.

وفي حين يشرف "منير" الذي يعيش في لندن على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وله علاقات جيدة مع الحكومات الأجنبية، فإن "حسين" الذي يعيش في إسطنبول يسيطر على موقع الجماعة على الإنترنت، إضافة إلى حسابات الجماعة المصرفية، كما يسيطر على قناة وطن التابعة للجماعة التي تتخذ من إسطنبول مقرا لها.

ويواجه "حسين" انتقادات بأنه يطيح بخصومه فضلا عن قيامه بوقف المدفوعات المالية لأسر المعتقلين التابعين للجماعة. ويقول "عزام التميمي" المفكر الإسلامي في الأردن: "إنه يتعامل مع الإخوان على أنها ملك له".

وأدى الخلاف العلني غير المعتاد، الذي ينطوي على حملات تشويه من الجانبين، إلى إلقاء جماعة الإخوان المسلمين في حالة اضطراب في وقت يكافح فيه الإسلاميون السنة في جميع أنحاء العالم العربي.

فقد أطاحت الانتخابات بهم في العراق والمغرب من الحكومة، بينما أطاح بهم رجال أقوياء في تونس والسودان من السلطة.

وقدمت قطر وتركيا الملاذ للإخوان في المنفى، ودعمت كل منهما الجماعة كوسيلة لإظهار النفوذ.

لكن الدولتين لديهما الآن أولويات أخرى، كلاهما يسعى وهما تسعيان إلى المصالحة مع الجيران المناهضين للإسلاميين، مثل مصر والإمارات العربية المتحدة.

وطلبت قطر من نشطاء الإخوان المسلمين المغادرة. ومارست تركيا ضغوطا على المحطات التليفزيونية الفضائية الإسلامية للتخفيف من انتقاداتها للنظام المصري.

ويقول التميمي: "الحركة العالمية لم تعد موجودة".

انتعش الإخوان في ظل موجات القمع في الماضي. لكن ليس من الواضح كيف سيحدث ذلك الآن، حيث يقع على عاتق قادتها عادة تسوية الخلافات الداخلية.

وفي حين أن الأعضاء منقسمون حول من يتبعونه، يشعر الكثير منهم بخيبة أمل. ويقول البعض إن قادتهم لم يبذلوا جهداً كافياً للتوصل إلى اتفاق مع السيسي للعفو عن المعتقلين. كما يشتكي الأعضاء الأصغر سنًا من قلة الوجوه الجديدة في قمة التنظيم.

وعين "منير" على الأقل متحدثًا شابًا اسمه "صهيب عبدالمقصود". الذي قال بدوره: "نحن بحاجة إلى ربيعنا العربي إذا أردنا نهضة".

المصدر | إكونوميست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جماعة الإخوان المسلمون خلافات الإخوان عبدالفتاح السيسي إبراهيم منير

بيان بلهجة صارخة لإخوان مصر عن بعض القيادات: ليسوا منا ولسنا منهم