لكن موقفها "لم يتغير".. الإمارات تنصاع لضغوط أمريكا وتغلق المنشأة الصينية

الجمعة 10 ديسمبر 2021 06:52 ص

أوقفت السلطات الإماراتية العمل بمنشأة صينية بعد ضغط من الولايات المتحدة، بعد معلومات أن بكين كانت تريد استخدام هذه المنشأة لأغراض عسكرية، وفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وقال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات "أنور قرقاش"، خلال حديثه في جلسة بمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن "الإمارات أمرت بوقف العمل في هذه المنشأة بطلب من الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أن أبوظبي "لا تعتقد أن المنشأة كانت مخصصة للاستخدامات العسكرية أو الأمنية".

وأضاف: "أوقفنا العمل في المنشأة، لكن موقفنا لم يتغير أنها لم تكن منشآت عسكرية".

وأشار إلى أنه تم الأخذ "بمخاوف حلفائنا" في الحسبان.

وخلال الفترة الماضية، ضغطت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لإقناع حليفتها الإمارات بوقف بناء قاعدة صينية في البلاد.

وحذرت إدارة "بايدن"، التي شعرت بالقلق، الحكومة الإماراتية من أن الوجود العسكري الصيني في بلادها قد يهدد العلاقات بين البلدين، وفقا للصحيفة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية اكتشفت، أن الصين كانت تبني سرا ما يشتبه منشأة عسكرية في ميناء في الإمارات.

وقادت "صور الأقمار الصناعية السرية التي حصل عليها المسؤولون الأمريكيون، الربيع الماضي، إلى استنتاج أن الصينيين كانوا يبنون منشآت عسكرية في الميناء".

وبعد جولات من الاجتماعات والزيارات لمسؤولين أمريكيين إلى الإمارات، توقف البناء مؤخرا في الميناء؛ حيث تبين أن الحكومة الإماراتية لم تكن على دراية بالطبيعة العسكرية للنشاط الصيني.

وتأتي هذه الجهود من قبل الصين لإنشاء موطئ قدم عسكري في الإمارات، بما يعكس حقيقة التنافس والتحديات التي تواجهها الإدارة الأمريكية من الصين على مستوى العالم.

والولايات المتحدة والصين على خلاف بشأن النفوذ في منطقة المحيطين الهندي والهادي وممارسات بكين الاقتصادية، وفي ما يتعلق بهونج كونج وتايوان وحقوق الإنسان في إقليم شينجيانج الصيني.

وباتت الصين الشريك التجاري الأكبر للدول العربية في النصف الأول من عام 2020؛ إذ تجاوز التبادل التجاري بين الجانبين 115 مليار دولار، منها شراكات استراتيجية شاملة مع 12 دولة عربية.

وجعلت الحكومة الصينية "مبادرة الحزام والطريق" جزءا رئيسيا من خطة انتشارها الإقليمي في المنطقة، وهي المبادرة التي تهدف إلى توسيع التجارة العالمية من خلال إنشاء شبكات من الطرق والموانئ والمرافق الحيوية الأخرى عبر دول عديدة في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا.

ووفق تقرير نشرته وكالة "بلومبرج"، في نوفمبر، باتت المخاوف من إجبار دول الخليج، وخاصة الإمارات والسعودية، على الاختيار بين الولايات المتحدة، شريكها الاستراتيجي الرئيسي، والصين، أكبر زبون لها في مجال الطاقة، تضاهي التهديدات المنبثقة من إيران والجماعات الإسلامية التي تتراوح من "الإخوان المسلمين" إلى تنظيم "القاعدة".

وتكشف هذه المخاوف الكثير عن الحقائق غير المؤكدة حول النفوذ في منطقة تعد بمثابة المركز لقطاع الطاقة في العالم.

ففي الوقت الراهن، وفق "بلومبرج"، تحتاج دول الخليج إلى دعم أمني خارجي، والولايات المتحدة فقط يمكن أن توفره بشكل فعال؛ لذلك تظل ملتزمة بالحفاظ على واشنطن كشريك استراتيجي رئيسي لهم.

لكن هناك ضرورات أخرى؛ فدول الخليج تحتاج إلى الصين كزبون رئيسي لنفطها، ومن أجل خططتها التنموية المتصاعدة. كما تحتاج أيضا إلى التأكد من أن إيران، التي تعمل على ترسيخ شراكة مع بكين، لن تطور علاقة حصرية مع الصين في المستقبل. 

المصدر | الخليج الجديد + وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

أمريكا الصين الإمارات

رسميا.. الكونجرس يكلف الاستخبارات الأمريكية بتقرير عن التعاون بين الإمارات والصين

صفقة إف-35.. التكتيكات الأمريكية تدفع الإمارات أكثر إلى الصين

تقرير: أمريكا وإسرائيل وراء خسارة شركات صينية تطوير حقل "أم الشيف" الإماراتي 

خطوة تغضب أمريكا.. الإمارات تعتزم شراء 12 طائرة صينية من طراز إل 15

العلاقات الإماراتية الصينية.. إبحار هادئ وسط أمواج أمريكية عاتية