استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخيانة بين الذاتي والموضوعي

الاثنين 13 ديسمبر 2021 06:52 ص

 الخيانة بين الذاتي والموضوعي

عندما تكون السلطة مجرد "وكيل لقوة دولية" هنا يتم تحويل الدولة الى دولة "عميلة بكاملها ذاتيا أو موضوعيا"!

العميل الموضوعي هو شخص وطني ومخلص في عمله لكن محصلة قراراته تخدم العدو وربما اضعاف خدمة الجاسوس.

الخائن الذاتي موظف رسمي يعمل بالسر لصالح جهة معادية ويتقاضى عن ذلك مردودا ماديا (بالمعنى الواسع للمادية) ويموه سلوكه ونشاطاته للتضليل.

يحتمل عالم السياسة وتشابك العلاقات الدولية الخطأ في الحساب لكن إصرار المخطئ على أن خطأه عبقرية لا تدركها أذهان القطيع فهذه هي الخيانة العظمى!

لا أشك في وطنية عديد من زعماء العرب لكن طغيانهم ونرجسيتهم المرضية وأحيانا جهلهم أودى بدول عربية لدمار شامل يعجز عن انجازه آلاف العملاء الذاتيين.

*      *      *

 في القاموس العربي تعددت مسميات الخائن بل وتداخلت حدود جغرافية الخيانة وتضاريسها ، فهناك العسس والعيون والجواسيس والخونة والعملاء والمندسين ممن يعملون في الإطارين الداخلي والخارجي ، لكني اود التمييز بين إطارين عامين للخيانة هما: الخيانة الذاتية والخيانة الموضوعية:

فالخائن الذاتي هو موظف رسمي يعمل بشكل سري لصالح جهة معادية ويتقاضى عن ذلك مردودا ماديا (بالمعنى الواسع للمادية) ويموه سلوكه ونشاطاته للتضليل ، اما العميل الموضوعي فهو شخص (وطني) و(مخلص) في عمله لكن محصلة قراراته تخدم العدو وربما اضعاف خدمة الجاسوس.

إن نقل الجاسوس الذاتي معلومات لمن يعمل لصالحهم أمر خطير، لكن كثيرا من (الوطنيين الصادقين) انتهوا بسياساتهم (الوطنية) والغبية في نفس اللحظة الى نتائج فيها من الأوزار عشرات اضعاف نتائج الخائن/العميل  الذاتي ولنتأمل:

1- إن الديكتاتور او الطاغية يحرم الدولة والمجتمع من مساهمة المفكرين والخبراء وقادة الرأي والفكر والقوى المنظمة في وضع الخطط والتصورات الا من خلال الثقب الذي يرى منه ذلك الطاغية، فننتهي إلى سياسات اقتصادية أو عسكرية أو أمنية أو اجتماعية  كارثية تفوق عواقبها كثيرا عواقب معلومات سربها الجاسوس الذاتي.

ودعوني أعطي مثالا، لا يساورني أدنى شك في وطنية العديد من الزعماء العرب، لكن طغيانهم ونرجسيتهم المرضية وأحيانا جهلهم أودى بدول عربية لدمار شامل يعجز عن انجازه آلاف العملاء الذاتيين.

2- إذا كان الحاكم الطاغية يوصلنا الى ما اشرت له في النقطة السابقة، فماذا سيكون عليه الوضع لو كان الطاغية :

أ‌. تيارا سياسيا ربط الحياة "بأمْراسِ كتانٍ الى صُم جَندَلِ"

ب‌. منتجا سينمائيا لا هم له إلا إشعال الغرائز

ت‌. أكاديميا شهادته مسيجة بعلامات الاستفهام

ث‌. خطيبا دينيا يغلب على مستمعيه شرود الذهن خلال خطبته.

3- عند انتهائي من دراستي لمؤشرات ترتيب الدول العربية – نشرت مؤخرا– في المجتمع الدولي تبين لي ان العالم العربي تراجع خلال فترة العشرية الماضية قياسا للعشرية السابقة عليها في 413 مؤشرا للقياس بمعدل 47.6%، فهل تم هذا بفعل الخونة الذاتيين أم بفعل تكاتف بين الخائن الذاتي والخائن الموضوعي؟

4- تزداد الامور قتامة عندما تكون السلطة مجرد "وكيل لقوة دولية"، هنا يتم تحويل الدولة الى دولة "عميلة بكاملها ذاتيا او موضوعيا"، وكثيرا ما موه الوكيل نفسه بعباءة النزاهة والشرف والعقلانية ويتم تطريز العباءة بالأهازيج والأغاني والقنوات الفضائية المموهة بالدين أو المذهب أو القبلية أو حتى بتمجيد الحيوانات المنوية التي لا تنتج الا حكاما.

أخيرا : ادرك ان عالم السياسة وتشابك العلاقات الدولية يحتمل الخطأ في الحساب، لكن أن يصر المخطئ على أن خطأه هو عبقرية تقصر اذهان القطيع عن إدراكه.. فهذه هي الخيانة العظمى!..

* د. وليد عبد الحي أستاذ علوم سياسية، باحث في المستقبليات والاستشراف

المصدر | facebook.com/walid.abdulhay

  كلمات مفتاحية

الخيانة، الذاتي، الموضوعي، السياسة، العلاقات الدولية، الخائن، جواسيس، خونة، عملاء، السلطة، وكيل لقوة دولية،