فايننشال تايمز: أمريكا لن تخوض 3 حروب بوقت واحد وهذه بدائلها المتاحة

الثلاثاء 14 ديسمبر 2021 05:56 م

رجحت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عدم قيام الولايات المتحدة بخوض 3 حروب في وقت واحد في كل من أوروبا مع روسيا، وآسيا مع الصين، والشرق الأوسط مع إيران.

وأشارت الصحيفة إلى واشنطن ربما تلجأ لاستخدام بدائل أخرى للخيار العسكري مثل العقوبات القاسية؛ لتجنب هذا المصير، رغم عدم استبعادها بالكامل للخيار العسكري في النزاعات الثلاثة المذكورة.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يحصلون على إحاطات تتحدث عن خطط روسية لغزو أوكرانيا في "أقرب وقت من عام 2022".

وفي الوقت نفسه، حذر وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" من أن المناورات العسكرية الصينية قرب تايوان تبدو كأنها تدريب على غزو عسكري شامل.

يأتي ذلك فيما يبدو أن إيران تقترب من إنتاج مواد انشطارية كافية لتصنيع السلاح النووي، وهي نتيجة أنفقت الولايات المتحدة عقودا لمنع حدوثها.

وفي غضون ذلك، تبدو أمريكا بعد الخروج الفوضوي من أفغانستان هذا الصيف، ضعيفة، وهو ما يزيد من محاولات كل من الصين وروسيا وإيران بمعالجة المظالم القديمة أو الدفع قدما لتحقيق الطموحات التي طالما حلمت بها.

وذكرت الصحيفة أنه  لو حدث هجوم على أوكرانيا وتايوان من قبل روسيا والصين بدون أي مواجهة ومعارضة أمريكية، فسيكون هذا إيذانا بتحول في ميزان القوى العالمية. 

وفي حالة تقديم الولايات المتحدة تنازلات لروسيا في وجه التهديد الذي تمثله على أوكرانيا، فسوف تتجرأ الصين وتزيد من الضغوط على تايوان وربما تسرع إيران جهودها للوصول إلى السلاح النووي، كما سيفقد حلفاء واشنطن الثقة فيها كقوة عظمى.

وعليه، فإن موقف أمريكي قوي في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، قد يساعد على إعادة الردع الأمريكي حول العالم، لكن السؤال يتعلق بالمكان الذي على الولايات المتحدة استعراض عضلاتها فيه، بحسب "فايننشال تايمز".

ويؤشر حجم التهديد للصين، أما ميزان الاستفزاز فيميل لروسيا ويميل ميزان المخاطر الصغير باتجاه إيران التي لم تدخل بعد النادي النووي. 

ومن الناحية الإستراتيجية تشعر إدارة "بايدن" أنها مدفوعة بغريزتها للتركيز على الصين باعتبارها التحدي الأبرز للقوة الأمريكية المتفردة في العالم. 

وقال "بايدن" إن أمريكا ستدافع عن تايوان لو تعرضت لهجوم من الصين، لكنه لم يقدم تصريحات مماثلة عن أوكرانيا.

ومع ذلك يعتقد معظم المحللين الأمريكيين أن هجوما على تايوان ليس محتملا في 2022، وذلك بسبب أن الرئيس "شي" يريد استقرارا حتى يعزز سلطته في مؤتمر الحزب الشيوعي المقبل في الخريف المقبل. 

لكن التهديدات الروسية لأوكرانيا محتملة، لكن مواجهة عسكرية مباشرة مع دولة مسلحة نوويا غير محتملة. 

وبدلا من ذلك هدد "بايدن" "بوتين" بعقوبات اقتصادية شديدة لو غزا أوكرانيا التي وعدها بالدعم العسكري، حال تعرضها للهجوم العسكري.

وضمن هذا السياق، فإن غارات جوية على المنشآت النووية الإيرانية تبدو أقل خطرا من الاشتباك مع القوات الروسية والصينية. لكن "بايدن" مثل سلفيه "باراك أوباما" و"دونالد ترامب" متردد بالتورط في حرب جديدة بالشرق الأوسط. 

ومن الواضح أن إدارة "بايدن" لن تسحب خيار العمل العسكري عن أي من النزاعات الثلاثة، لكنها ستعول على الأسلحة الدبلوماسية والاقتصادية، مثل العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران ويمكن استخدامها ضد روسيا والصين حالة حصل الهجوم على تايوان وأوكرانيا.

وخلصت "فايننشال تايمز" إلى أن كل هذا لا يعني بداية حرب عالمية ثالثة، ولكن نهاية العولمة.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة الصين إيران روسيا نزاعات