استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل ستقع حرب خليجية ثالثة؟

الخميس 16 ديسمبر 2021 01:52 م

هل ستقع حرب خليجية ثالثة؟

هل كان كل ما يجري من نشاط في المنطقة يهدف إلى التصعيد وزيادة التوتر أم إلى التهدئة؟

قيام حرب خليجية ثالثة فرضياً له احتمالاته التي لا يجوز لأي حريص إهمالها أو استبعادها كلية من حساباته.

ستكون كلفة حرب خليجية ثالثة باهظة فإيران ستُضْرب بالصواريخ ضربةً قويةً تهدم بناها التحتية ومرافقها الخدمية وحقول نفطها ومراكز برامجها النووية.

حرب خليجية ثالثة ستنتج عداوة أبدية بين العرب والعجم مما لا أحد يريده في المنطقة وإسرائيل لن تضرب إيران وحدها لكنها أيضا تكسب مزيداً من النفوذ في المنطقة جرّاء التهديد الايراني.

*      *      *

كُشِفت أرقام كبيرة عن حجم التبادل والتعاون الاقتصاديين بين دولة الإمارات وإسرائيل خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، أبوظبي الأسبوع الجاري، فحجم التبادل التجاري بينهما يقارب المليار دولار.وباستثناء النفط ومشتقاته، يبقى هذا الحجم في حدود 800 مليون دولار أميركي.

وبلغ عدد الاتفاقات الثنائية الموقعة بين الجانبين في مختلف القطاعات حوالي ستين اتفاقية، والأرقام ليست مذهلة، ولكن هذا، قياساً إلى مدة التطبيع بينهما، نمو سريع.

وفي المقابل، زار مستشار رئيس دولة الإمارات للشؤون الأمنية، طحنون بن زايد، إيران، والتقى الرئيس إبراهيم رئيسي، ووجه الدعوة له لزيارة الإمارات، ولا تتوفر معلومات عن استجابته للدعوة حتى كتابة هذه السطور.

وصرح مصدر أردني مسؤول، يوم الاثنين الماضي، الموافق الثالث عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، بأن لقاءات أمنية تجري في الأردن بين ممثلين عن حكومتي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ونرى أيضاً تحرّكات واضحة لنائب رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي التقى مع الوفد المرافق بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وزارة الخارجية الأميركية، للتوقيع على الحوار الاستراتيجي الرابع بين البلدين.

وبحسب أقوال الوزير الأميركي، فإن جدول البحث شمل مساحات واسعة من مجالات التعاون الثنائي، كالأمن، والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، والتعاون في مجال القضايا والتحدّيات الإقليمية، وتنمية العلاقات بين الشعبين، وغيرها من الأمور.

وتشهد الساحة الأردنية نقاشاً واسعاً وحاداً أحياناً حول توقيع وزير المياه الأردني، محمد النجار، مذكرة تفاهم لدراسة مشروع تبادل المياه مقابل الكهرباء، عبر الحدود بين الأردن وإسرائيل، وبتمويل إماراتي.

في حين زار رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، رام الله، ليشهد توقيع تسع اتفاقيات بين الأردن والسلطة الفلسطينية، خصوصا زيادة التبادل السلعي، والتعاون في مجالات الاتصالات، والتعليم، والكهرباء، والشحن وغيرها. علماً أن الحكومة الإسرائيلية وقعت اتفاقاً مع الأردن للسماح بزيادة الصادرات الأردنية إلى الأراضي الفلسطينية بمقدار 500 مليون دولار سنوياً.

وفي المقابل، يزور وزير خارجية إسرائيل، يئير لبيد، واشنطن، ليبحث برنامج إيران النووي مع نظيره الأميركي. وكان قبلها بيومين قد اجتمع في القاهرة بكل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجية مصر سامح شكري.

كذلك قام وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، بجولة هو الآخر شملت الهند، واللقاء بعدد من المسؤولين هناك، هذا عدا عن زيارة وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، تل أبيب (والقدس). وذلك كله من أجل البحث في البرنامج النووي الإيراني.

من ناحية أخرى، يتزايد التصعيد على المستوى الإقليمي الدولي، فقد حلقت 13 طائرة صينية مقاتلة فوق تايوان، مرسلة إشارة تحذير إلى الولايات المتحدة التي عادت إلى توثيق التعاون العسكري مع تايوان، وتزويدها ببطاريات صاروخية متقدّمة.

وكذلك، زادت حدّة الألفاظ والتصريحات بعد لقاء وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة. وعلى الرغم من اللقاء الافتراضي بين رئيسي البلدين، بوتين وبايدن، إلا أن نغمة التصعيد والتهديد في أوكرانيا ما تزال على أشدها.

وتهديدات المسؤولين الأوروبيين بعقوبات اقتصادية شديدة ضد روسيا، ترد بيلاروسيا على ذلك بأنها ستوقف تزويد أوروبا بالغاز الروسي بقطع تدفق الأنبوب الذي يمر عبر أراضيها. وفي الوقت نفسه، ترى أن الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا يزداد كثافة، في وقتٍ يصرّح فيه الرئيس بوتين بأن هذه مجرّد تنقلات لوحدات عسكرية روسية داخل الأراضي الروسية. وقس على ذلك من تحرّكات واستعراضات للعضلات من كل الأطراف.

هل كان كل ما يجري من نشاط في المنطقة يهدف إلى التصعيد وزيادة التوتر أم إلى التهدئة؟

تشدّد السعودية وقوات التحالف في اليمن من ضرباتها لقوات الحوثي، في وقتٍ ترسل هذه القوات طائرات مسيرة ومفخّخة إلى المدن السعودية، فهنالك تصعيد على جبهة القتال. وهنالك لقاءات دبلوماسية مباشرة. وينطبق الحال نفسه على اللقاءات الإماراتية مع مسؤولين إيرانيين وإسرائيليين.

وفي الوقت الذي يصعّد فيه الجميع من أوروبيين وأميركيين، ويضغط فيه إسرائيليون مصعّدين حالة التوتر ورفع ضربات طبولها، نرى إيران تقول إنها جاهزة للعودة إلى الاتفاق السابق المعقود عام 2017، إذا رفعت العقوبات عنها، كما ذكرت مصادر رسمية في مسقط، التي تقوم هي الأخرى بدور وسيط بين إيران والغرب.

وحيال هذا كله، التفسير الوحيد لما يجري أن الكل يلعب مع خصمه أو خصومه لعبة "من يرمش أولاً؟"، تحت وقع سنابك الخيل وصلصلة السيوف: أو من الممكن أن ننظر إلى الجانب المتشائم أن هذه اللقاءات الثنائية ليست إلا غطاءً للاستعدادات العسكرية الجارية، تمهيداً لحرب كبيرة ضد إيران من حلف الناتو وإسرائيل لا تسمح لروسيا في أثنائها بغزو أوكرانيا، ولا تسمح للصين باحتلال تايوان.

الوضع معقد، واحتمال قيام حرب خليجية ثالثة لا يزال فرضياً له احتمالاته التي لا يجوز لأي حريص إهمالها أو استبعادها كلية من حساباته. لكن كلفتها ستكون باهظة، فإيران سوف تُضْرب بالصواريخ ضربةً قويةً تهدم كل بناها التحتية ومرافقها الخدمية وآبار نفطها ومراكز برامجها النووية.

وفي المقابل، فإن عداوة أبدية ستنتج عن ذلك بين العرب والعجم. وهو أمرٌ لا أحد يريده في المنطقة. وإسرائيل لن تضرب إيران وحدها، ولكنها، في الوقت نفسه، تكسب مزيداً من النفوذ في المنطقة جرّاء التهديد الايراني القائم.

* د. جواد العناني سياسي وخبير اقتصادي، نائب رئيس الوزراء رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق.

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران، العرب، الإمارات، إسرائيل، التجارة، أسواق النفط، حرب خليجية ثالثة، النووي،