استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فوضى المراهنة

الأحد 29 نوفمبر 2015 06:11 ص

يمكن تلخيص استراتيجية اليمين الاسرائيلي بكلمتين: سيكون جيدا!

الجمهور الفلسطيني في الضفة ينتفض ضد الاحتلال الاسرائيلي؟ سيكون هذا جيدا.

هل تحول يأس 1.6 مليون انسان محبوسين في قطاع غزة الى تهديد استراتيجي؟ هذا سيكون جيدا. بين النهر والبحر يتشكل واقع دولة واحدة لن تستطيع بأي شكل من الاشكال أن تكون يهودية وديمقراطية وصهيونية في نفس الوقت؟ سيكون هذا جيدا. مشروع الاستيطان ينشيء قوى ظلامية تشوه الصورة الاخلاقية لدولة (إسرائيل)؟ سيكون هذا جيدا.

(إسرائيل) يتم النظر اليها في الغرب كدولة عنصرية؟ سيكون هذا جيدا.

كل شخص يقوم بالتنبؤ بالسوء يرى واقعا أسودا، وكل شخص يحذر من المخاطر وهو خائف من أن الأبد الاسرائيلي لا يكذب وشعب (إسرائيل) لا يُخيب الأمل؟ سيكون هذا جيدا. ها نحن اقوياء ومزدهرين، ورغم أننا قمنا بمحو الخط الاخضر فان التسونامي السياسي لم يحدث ولم يكن هناك حصار اقتصادي، ورغم أننا أحضرنا مئات الآلاف من التلال فاننا نبيع الهاي تيك للصين وعلاقتنا جيدة مع الهند وتل الكابتول في أيدينا.

كل من لا يرى أن (إسرائيل) في خطر، فإن ايمانه مغلوط. وكل من يتردد في فهم أن كل شيء هنا جيد، هو صفر. تعلمنا التجربة أنه يمكن الذهاب الى الحرم ويمكن التحرش بأمم العالم ويمكن التغاضي عن القوانين الديمغرافية الحديدية السياسية والتاريخية، وسيكون كل شيء جيدا.

المشكلة: المنطق الذي سيكون جيدا هو منطق المغامرين. كان هذا المنطق في السنوات قبل حرب يوم الغفران. وكان منطق المراحل الاولى لحرب الجزائر وحرب فيتنام وحرب العراق وحرب لبنان. وخلافا لذلك: كان ايضا منطق السنوات التي سبقت الكارثة.

في الجولات الأولى تكون المراهنة العمياء جيدة. والموسيقى في الكازينو ملفتة، والاضواء مُشعة والفتيات جميلات. لذلك فان المراهنة الفوضوية تترك الزبون بجانب طاولة الروليت وتجعله يزيد المبلغ الذي سيراهن عليه شيئا فشيئا. وفي لحظة معينة يبدأ بالاقتناع أن يد موجهة تحافظ عليه وتضمن فوزه.

لكن كما كانت تقول جدتي: الغباء الذي ينجح يبقى غباءً. والمراهنة التي لم تفشل فورا تبقى مراهنة. إن كل شيء سيكون جيدا، كما يقول اليمين، هو مراهنة مجنونة على كل المبلغ. إن كل شيء سيكون جيدا يشبه الشخص الذي يسير على الثلج في حقبة ذوبان الثلوج ويقول انظروا أنا لم اسقط بعد في المياه المتجمدة، لم أسقط بعد.

يجب أن نفهم أنه لا يوجد شيء مضمون في عدم فعل أي شيء. في الظروف التي توجد فيها (إسرائيل) فان خطورة الابقاء على الوضع الراهن أكبر كثيرا من خطورة محاولة تغييره. وسبب ذلك هو أن (إسرائيل) صعدت فوق خط يؤدي الى التحطم المؤكد. نظرا لأننا سيئين فقد نربح سنة أو سنتين، ولأننا أقوياء، وقد نستمر عقد أو عقدين. لكن في نهاية المطاف لا توجد قوة في العالم ستسمح لنا بالاستمرار في فعل ما نفعله يوميا في يهودا والسامرة.

لا توجد قوة في العالم ستسمح لنا بالاستمرار في السيطرة على ملايين الفلسطينيين، وفي نفس الوقت انتماء (إسرائيل) الى العالم الحر. إن سموم «سيكون جيدا» هي سموم مُسكرة،كاذبة وقاتلة. لكنها ايضا تهديد على وجودنا. فقط عندما نستوعب الحقائق أنه ليس جيدا ولن يكون جيدا، فسنستطيع البدء في عمل النظام الذي سيمنحنا الأمل والمستقبل.

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) الاحتلال الإسرائيلي اليمين الإسرائيلي فلسطين الفلسطينيين القضية الفلسطينية