من الجفاف للتلوث.. خبراء يحذرون من بيئة عراقية مدمرة للحياة

الخميس 23 ديسمبر 2021 07:51 ص

قال خبراء إن البيئة المدمرة في العراق على مستويات عدة باتت تشكل خطرا كبيرا على السكان، الذين تزايدت معاناتهم بين شح المياه أو تلوثها وتعرض البلاد لخطر جفاف حقيقي، علاوة على زيادة درجات الحرارة بشكل كبير في فصل الصيف، والثلوج التي تغطي الكثير من الشوارع في الشتاء.

هذا المشهد لخصت نتائجه الحكومة العراقية مؤخرا عندما قالت إن "مساحة الأراضي الزراعية المزروعة بالمحاصيل لموسم 2021-2022، تعادل فقط 50% من المساحة المزروعة العام الماضي".

وفي هذا الصدد، قال الخبير البيئي العراقي "نوري المعموري"، لموقع قناة "الحرة" الأمريكية، إن "نقص المياه في العراق أمر حقيقي، واحتمال شحها إلى درجة لا تبقى فيها مياهه لأي نشاط غير الشرب وارد جدا خلال السنوات العشر المقبلة".

وأضاف أن "التدهور البيئي حلقة يزداد اتساعها، تبدأ من قلة مستويات المياه العذبة وهي مشكلة عالمية، لكن في العراق يضاف إليها درجات الحرارة المتزايدة بسبب قلة الغطاء النباتي، والتلوث، مما يؤدي إلى التصحر، ويؤدي التصحر مرة أخرى إلى قلة إنتاج النباتات للأكسجين، وتقليل الأمطار".

وتابع: "انخفضت المساحات المزروعة في العراق بمقدار 60-70% منذ عام 2003، وهي تنخفض باستمرار وبسرعة".

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في تقرير صدر مؤخرا، إنه بسبب "ارتفاع درجات الحرارة أصبح الصيف أكثر سخونة".

وارتفع متوسط ​​درجة حرارة العراق بمقدار 4.1 درجة فهرنهايت منذ نهاية القرن التاسع عشر، وفقا للصحيفة؛ أي ضعف المعدل العالمي.

ونقلت الصحيفة عن منظمات إغاثية إنه من المتوقع أن ينخفض ​​إنتاج القمح في شمال العراق بنسبة 70%، فيما تنفق العوائل بالمناطق التي لا تصل إليها الأنهار، جزء كبير من دخلها الشهري على مياه الشرب.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من 20 ألف عراقي عام 2019؛ بسبب عدم توفر مياه الشرب النظيفة، ومعظمهم في جنوب البلاد.

وفي مشهد آخر للأزمة، يظهر اللون الأسود المنبعث عن إحراق الغاز المصاحب لعملية استخراج النفط بأربيل.

ويمتد هذا الدخان جنوبا ليغطي كل العراق؛ حيث ينبعث من حقول كركوك وديالى وواسط وبغداد وصلاح الدين وميسان وذي قار والبصرة.

وقدر تحليل للبنك الدولي نشر في يوليو/تموز 2020 أن العراق يحرق 17.91 مليار مكعب من الغاز خلال عملية استخراج النفط؛ ما يجعله ثاني أكبر دولة في العالم، بعد روسيا وقبل الولايات المتحدة وإيران، في حجم الغاز المحترق.

وإضافة إلى الآثار الاقتصادية المدمرة لهذه العملية، فإن الآثار البيئية تبدو أشد خطورة على المدى البعيد.

ويقول موقع "Undark" المتخصص بالقضايا التي تخص البشرية إن "بعض الحقول يبعد فقط أقداما قليلة عن منازل السكان".

وتستخدم مصافي النفط في جميع أنحاء العالم تقنية تسمى "أكوام التوهج"، لحرق منتجات ثانوية وتكرير النفط الخام، لكن بعض الدول تستخدمها أكثر من غيرها.

ويطلق هذا الحرق "كوكتيلا" من الملوثات الخطرة في الهواء، بما في ذلك الكربون الأسود، المعروف أيضا باسم "السخام".

ونقل الموقع عن "جيران" بعض هذه المصافي في كردستان العراق إن "بشرتهم ومنازلهم مغطاة دائما بالسخام الأسود".

وفي قرية "أغا لان" على مشارف أربيل، يقول الموقع إن 300 حالة إجهاض سجلت في القرية منذ بدء تطوير حقل النفط والمصفاة القريبين منها.

وليس النفط والإجهاض فقط، فوفقا لتقارير طبية عراقية غير حكومية، فإن حالات السرطان ارتفعت أيضا في البلاد، ويقول الموقع إنه "من السهل العثور على بقايا اليورانيوم وملوثات بيئية خطرة جدا في المياه والتربة العراقيين".

وفي حين اعترفت الحكومة العراقية علنا بالتلوث الواسع النطاق الناجم عن النزاع ومصادر أخرى، ونفذت بعض برامج الإصلاح، إلا أن قلة من المنتقدين يعتقدون أن هذه التدابير ستكون كافية لمعالجة مشكلة بيئية وصحية عامة متنوعة توسعية جغرافيا وتعزى إلى أجيال من صناع القرار -الأجانب والمحليين على حد سواء - الذين لم يحاسبوا أبدا.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العراق الجفاف ندرة المياه التلوث

أهوار العراق.. مبادرة لإسعاف الجواميس بمساعدة فرنسية

الجفاف يهدد أرز العنبر المكون الرئيسي للمائدة العراقية