الأردن.. نقابة المهندسين بعد "أحداث الجمعة": مشهد متأزم وتشنج وتصعيد

الأحد 26 ديسمبر 2021 07:23 ص

الأردن.. نقابة المهندسين بعد "أحداث الجمعة": مشهد متأزم وتشنج وتصعيد

أحداث مفاجئة لم تكن لها سابقة في أكبر النقابات المهنية في المملكة وأدت إلى نشوب ملاسنات كلامية وكيل اتهامات أيديولوجية

وصف عديد من النقابيين داخل بيت النقابة التعديلات المقترحة حساسة وخطيرة إذ تخص شريحة واسعة من المهندسين وتحتاج وقفة جادة أمام من أفرزها.

وصف عديد من النقابيين داخل بيت النقابة التعديلات المقترحة حساسة وخطيرة إذ تخص شريحة واسعة من المهندسين وتحتاج وقفة جادة أمام من أفرزها.

جدل متصاعد حول أحداث نقابة المهندسين المتعلقة بتعديلات مقترحة تخص النقابة لم ينته بل غدا سمة غالبة قبل دعوة الاجتماع الذي حدث يوم الجمعة أو بعده.

قام نقيب المهندسين أحمد سمارة الزعبي بوقف ومنع التعليق على مجموعة الواتس آب الخاصة باللجنة الاستشارية للنقابة والتي تضم 54 شخصية نقابية.

*      *       *

يبدو أن الجدل المتصاعد حول أحداث نقابة المهندسين الأردنيين المتعلقة بتحديث سلسلة من التعديلات المقترحة التي تخص النقابة لم ينته بل أصبح سمة غالبة الطابع سواء قبل دعوة الاجتماع الذي حدث يوم الجمعة أو بعده.

الأحداث المفاجئة التي لم تكن لها سابقة في أكبر النقابات المهنية في المملكة وأدت إلى نشوب ملاسنات كلامية وكيل اتهامات أيديولوجية وضرب بعض زجاجات المياه وتسديدها باتجاه أعضاء الهيئة العامة، دفعت النقيب أحمد سمارة الزعبي لرفع الاجتماع وتأجيله حتى إشعار آخر في محاولة لتهدئة النفوس واحتواء حالة الغضب.

ويبدو أن المشهد المتأزم والمتشنج نوعاً ما ليس سهلا فقد وصف العديد من النقابيين داخل بيت النقابة أن التعديلات المقترحة حساسة وخطيرة كونها تخص شريحة واسعة من المهندسين وتحتاج إلى وقفة جادة أمام من أفرزها.

غير أن كثيرا من المعارضين لها صبوا جام غضبهم على أعضاء الهيئة العامة الذين صمموا على مشروع التعديلات، معتبرين أنهم يعيشون في حالة انفصال عن أعضاء النقابة.

 في حين اعتبر آخرون أن المقترحات الجديدة سترهق الجميع، وستدفع كثيرا منهم إلى حالة من عدم الانتماء لأكبر النقابات المهنية العريقة، والتفكير حتى في الانسحاب من العضوية.

ورداً على المغرضين الذين اتهموا القائمة البيضاء (الإخوان المسلمين) بالتسبب بحالة الفوضى والنزاع، أكد نقابيون مستقلون أن الاعتراض جاء من مختلف التيارات وليس من الإسلاميين وحدهم، محذرين من زج الإسلاميين في فوهة المدفع وهذا ما يدلل على ابتكار فكرة جديدة لتمرير المقترحات من قبل نشطاء الظل.

وتعزز قرار الهيئة العامة بفرض التعديلات من خلال إثارة الجدل مع تيار القائمة البيضاء بسبب وجود معارضين شرسين للإسلامين داخل النقابة مما يسهل المهمة التي وقعت على عاتق النقيب الزعبي والانفراد بحجة قوية لتسهيل مهمته ويقع الحابل بالنابل بعيدا عن الحدث الرئيسي وهي القوانين الجديدة المقترحة.

وفي الإطار ذاته، قال الناشط النقابي المهندس ميسرة ملص، إن الذي يفك الاشتباك في نقابة المهندسين -بعد ما أوصلنا النقيب لما أوصلنا إليه- نزاهة عملية التصويت على تعديلات القانون يوم الاثنين القادم.

وكان ملص قد نفى استعمال كلمة "بلطجة" بخصوص أحداث الجمعة ومشيرا إلى أنها وردت في تغريدة له على فيسبوك في وصف الحالة التي سبقت تلك الأحداث.

واعتبر ملص أن عملية التصويت إذا لم يشبها أي عملية تزوير ولم يتدخل الرسمي بها يخضع الكل لنتائج التصويت ويصدع لها وبعكس ذلك ستتحطم النقابة أمام أعيننا.

وبدوره شدد النقيب أحمد سمارة الزعبي على أن عملية التصويت ستجري وفقا للنظام وبعدالة ونزاهة وبكل فروع النقابة داعيا أي شريحة نقابية لاحترام خيار التصويت مرجحا وجود حسابات انتخابية محدودة وراء سعي البعض للتأزيم.

وكان الناشط ملص، انتقد قيام نقيب المهندسين أحمد سمارة الزعبي بوقف ومنع التعليق على مجموعة الواتس آب الخاصة باللجنة الاستشارية، والتي تضم 54 شخصية نقابية من نقباء سابقين ونواب وأعيان ووزراء سابقين وناشطين، وهي مجموعة توفر منصة لتبادل وجهات النظر بمختلف المواضيع الخاصة بالنقابة أو بالشأن العام، والانتقاد عليها لا يقتصر على النقيب فقط.

ومن ناحيته، علق الناشط النقابي رائد الخطيب حول ما حدث الجمعة خلال اجتماع الهيئة العامة لنقابة المهندسين الخاص بالتعديلات على قانون النقابة قائلاً: إن ما حدث بالاجتماع الاستثنائي للهيئة العامة للنقابة، هو أن طرفا استحوذ وأقصى جميع المهندسين لمدة تزيد عن ربع قرن، لم يحضر لمناقشة التعديلات أو للسماح لأي كان أن يلتقط الميكرفون، لكي يبدي رأيه سلباً أو إيجابا.

وتابع: استنفدوا جميع وسائل الحشد والتعبئة، وإلى بدء افتتاح الجلسة من قبل النقيب، كان عدد الحضور لا يتجاوز الـ 1174 زميلا، لذلك فهم كانوا على دراية تامة أنهم غير قادرين على إيقاف قطار تحديث تشريعات النقابة الذي بدأ وبناء عليه لم يكن أمامهم سوى ممارسة هذا الفعل الخارج عن الأعراف.

وفي مقال للمهندس عوني الساكت، قال: "مخجل ما حصل في نقابتنا العزيزة، في الوقت الذي كنا ننتظر فيه حواراً نخبويا راقيا دائما ما كان يعبر عنه في النهاية الصندوق الانتخابي. الصندوق الانتخابي وحده.

وأنا أتابع ما جرى كنت أتساءل: ألم يكن فيهم رجل رشيد، يصيح بهم وسط هذه الفوضى أنكم إنما تكشفون منا أسوأ ما فينا، في حين ينتظر منا المجتمع بأسره أن نظهر له أعمق أشكال الرقي الحضاري حين نختلف.

ليس الامتحان في طريقة أدائنا في الظروف الطبيعية، بل في مثل هذه الظروف، عندما نختلف، فنظهر لنا أولا وللجميع من خلفنا أننا نستحق أن نكون مهندسين".

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الأردن، نقابة المهندسين، تعديلات، الإسلاميين، بلطجة، ملاسنات كلامية، اتهامات أيديولوجية،