69 مليون جائع عربي بسبب صراعات الأنظمة

تمتلك البنوك المركزية العربية أكثر من 1370 طنا من الذهب  وأكثر من تريليون من احتياطي النقد الأجنبي ومع ذلك يجوع المواطن العربي.

يجوع المواطن العربي نتيجة لجوع الحكومات والأنظمة العربية للسلطة والنفوذ والجبروت على حساب الإنسان وأمنه واستقراره ومصدر رزقه وحياته.

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن عدد الجياع في المنطقة العربية ارتفع إلى 69 مليون شخص بزيادة 91 بالمئة مقارنة بعام 2000.

استحوذت أقلية على ثروت البلاد وغابت العدالة في توزيع ثروات البلاد التي تسرق أمام عين المواطن العربي الذي تحول إلى أكبر شعب يعاني من التشرد واللجوء.

أعداد الجياع العرب بمجملها نتيجة للنزاعات المسلحة وعدم الاستقرار والفقر وعدم المساواة وتغير المناخ وندرة الموارد الطبيعية وتداعيات اقتصادية مرتبطة بـ"كوفيد-19".

*      *      *

أمة تستحوذ على أكثر من 55 بالمئة من احتياطي النفط العالمي، ومن بين الدول صاحبة أكبر احتياطي، هناك خمس دول عربية تمتلك ما مجموعه 713 مليار برميل نفط. وتستحوذ على ربع الاحتياطي العالمي من الغاز.

تزخر أراضيها بكميات مهمة من المعادن، غير أنه لا يتم استغلالها بالشكل الكافي، وتتمثل المعادن الموجودة في المنطقة العربية أساسا في الحديد والزنك والنحاس والفحم الحجري، إضافة إلى الفوسفات في بعض الدول.

أمة تمتلك ثروة حيوانية مهمة تقدر بأكثر من 345 مليون رأس من الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والإبل، وتنتج حوالي 4.4 مليون طن من الثروة السمكية، وهو ما يعادل 2.6 في المئة من الإنتاج العالمي.

وتوفر الزراعة في الوطن العربي فرص عمل لنحو 26 مليون شخص، وبلغت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي حوالي 5.3 في المئة.

وتمتلك بنوكها المركزية أكثر من 1370 طنا من الذهب ، وأكثر من تريليون من احتياطي النقد الأجنبي.

ومع ذلك يعاني المواطن العربي من الجوع.

رقم صادم ومثير للغضب الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أخيرا، حول عدد الجياع في المنطقة العربية الذي ارتفع إلى 69 مليون شخص، بزيادة 91 بالمئة مقارنة بعام 2000.

وهو رقم مفزع يضاف إلى أرقام أخرى تتطرق إلى اللاجئين في الوطن العربي والذي حول دولا عربية بأكملها إلى شعب هارب من الحروب والفقر وعدم الاستقرار إلى المجهول.

أعداد الجياع العرب بمجملها هي نتيجة للنزاعات المسلحة وعدم الاستقرار والفقر وعدم المساواة وتغير المناخ وندرة الموارد الطبيعية والتداعيات الاقتصادية المرتبطة بـ ""كوفيد19"..

تقرير "الفاو" يكشف أن ما يقرب من ثلث سكان المنطقة، أي 141 مليون شخص عانى من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في 2020. 

ويواجه نحو 4ر53 مليون شخص الجوع في البلدان والمناطق التي تشهد نزاعات، وهو رقم أعلى بأكثر من 6 أضعاف الرقم في البلدان التي لا تشهد نزاعات.

ولو تتبعنا أسباب الحروب والنكبات والانقسامات التي يشهدها الوطن العربي سنجدها بفعل سوء إدارة الأنظمة العربية لأزمات المنطقة وإلى غياب لغة الحوار بين الأشقاء.

أي أن جوع المواطن العربي هو نتيجة لجوع الحكومات والأنظمة العربية إلى السلطة ومد النفوذ والجبروت حتى وأن كان على حساب الإنسان العربي وأمنه واستقراره ومصدر رزقه وحياته.

وإلى الفساد واستحواذ فئة قليلة على ثروت البلاد وغياب تام للعدالة في الاستفادة من ثروات البلاد التي تسرق أمام عين المواطن العربي الذي تحول إلى أكبر شعب يعاني من التشرد واللجوء.

* علي سعادة كاتب صحفي أردني