معلومات مضللة وخطاب كراهية.. حرب إنترنت موازية للصراع اليمني

الجمعة 7 يناير 2022 11:01 ص

يوازي الحرب باليمن، التي أودت بحياة نحو 377 ألف شخص، وأجبرت 4 ملايين على الفرار، صراع آخر ساحته الإنترنت ووسائل الإعلام الرقمية والتقليدية، بحسب تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

وأوضح التقرير أن تلك الحرب تتمثل في نشر معلومات مضللة عبر الإنترنت وخطاب الكراهية، مشيرا إلى أن تلك الأضرار الرقمية لا تؤدي فقط لإبطاء الجهود المبذولة للتخفيف من انتشار جائحة "كورونا"، بل تعمق العداوات بين اليمنيين وتقوض فرص التسوية السلمية للصراع.

ويشهد اليمن صراعات دموية منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2014، التي سرعان ما تحولت إلى صراع إقليمي بالوكالة بعد أن سيطر الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء؛ ما أجبر الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" وإدارته على الاستقالة عام 2015، قبل تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية بغية "دعم الحكم الشرعي في البلاد".

وفي وقت مبكر من الصراع، سيطرت المليشيات الحوثية على نطاق الاتصالات "ye"، الذي يمكن للمواقع اليمنية استخدامه بدلا من النطاق "دوت كوم" "com."، بالإضافة إلى سيطرتهم على مزود خدمة الإنترنت المحلي شركة "يمن.نت" من أجل التحكم بالمحتوى وإدارة المواقع المحلية. 

وبمرور الوقت، عمد الحوثيون إلى تقييد استخدام الإنترنت من خلال فرض رقابة على المواقع وحجب العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع شن حملات إلكترونية لحشد الدعم ضد الهجمات السعودية والضربات الجوية الأمريكية وما يصفوه بـ"المؤامرة السعودية الأمريكية الإسرائيلية ضدهم". 

حرب ناعمة

ويصف السكان المحليون المواقع الموالية للحوثيين بأنها عبارة عن "حرب ناعمة" مدعمة بأفلام وثائقية وقصص إعلامية ورسوم كاريكاتورية ساخرة ومنشورات على الإنترنت لجذب الجمهور. 

ومن أجل محاربة المحاولات الأجنبية لعرقلة جهودهم الدعائية المضللة، أقدم الحوثيون على قطع الكابلات البحرية بدعم إيراني.

وساعدت تلك الجهود، وفقا لتقرير "فورين بوليسي"، الحوثيين في السيطرة على تدفق المعلومات والبيانات عبر الفضاء الإلكتروني وعززت دعاية تلك المليشيات في الخارج، وزادت من "شرعيتهم" في الداخل. 

واليوم، من المرجح أن يثق اليمنيون الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في وسائل إعلام تلك المليشيات ويعتبرونها موثوقة حتى لو كانت تنشر معلومات مضللة بشكل واضح وصريح.

وفي هذا الصدد، وجدت دراسة استقصائية أجرتها شبكة "DT Global"، العام الماضي، أن الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون يعتبرون قناة "المسيرة"، الناطقة بلسان الحوثيين والمحظورة في عدة دول خارج اليمن، من بين أكثر وسائل الإعلام موثوقية.

وحدد استطلاع سابق عام 2020 أن ما يقرب من 80% من أولئك الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون يثقون بمسؤوليهم المحليين، مقارنة بحوالي بـ25% في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

في المقابل، سعت الحكومة اليمنية الشرعية، للتصدي لتحركات الحوثيين عام 2018 من خلال إطلاق مزود الإنترنت الخاص بها "عدن.نت" من الأراضي السعودية بغية انتزاع السيطرة من مزودة الخدمة "يمن.نت" الذي يسيطر عليه الحوثيون.

وشددت المجلة في تقريرها على أن الاتصال المستمر بالأخبار المزيفة يؤدي إلى اضطراب في البيئات المستقرة، فما بالك في مناطق الحروب؛ حيث يمكن أن تصبح المعلومات المزيفة والمضللة قاتلة، لافتة إلى أن "الوصول إلى المعلومات الموثوقة أمر ضروري لتجنب المواجهة العنيفة، والحصول على مساعدات الإغاثة، وإرساء السلام والمصالحة في نهاية المطاف".

المصدر | الخليج الجديد + الحرة

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيين التحالف العربي الإنترنت