وثائق: لا علاقة للبحيري بمنح قياديين بالإخوان الجنسية التونسية

الأحد 23 يناير 2022 10:29 ص

عرضت مصادر إعلامية وثائق رسمية تونسية تكشف خطأ الاتهامات التي أطلقها وزير الداخلية التونسي "توفيق شرف الدين"، بحق وزير العدل التونسي الأسبق (2011-2013) ونائب رئيس حركة النهضة "نورالدين البحيري"، والمسؤول السابق بوزارة الداخلية التونسية "فتحي البلدي"، المُعتقلين حاليا.

وتتعلق الاتهامات بقيام كل من "البحيري"، و"البلدي" بمنح الجنسية التونسية لقياديين في جماعة الإخوان المسلمين بالمخالفة للقانون.

وشملت الوثائق شهادة الجنسية التي أعطاها السفير التونسي في فيينا للقياديين بجماعة "الإخوان المسلمون"، المصري "يوسف ندا" والسوري "علي غالب همت"، ما يثبت أن منح الجنسية التونسية لكل منهما جاء بطريقة قانونية، وبتصديق رسمي من وزارتي الخارجية والعدل والقنصليات التونسية في فيينا وبيرن السويسرية، حيث كان "ندا" و"همت" يُقيمان هناك، ودون تدخل من "البحيري"، وفقا لما أورده موقع "عربي 21".

وشملت الوثائق أيضا بطاقة ترسيم لصالح "ندا" بتوقيع السفير التونسي تعود إلى أبريل/ نيسان 1981، وشهادة الجنسية التونسية الصادرة له من وزارة العدل بتونس بتاريخ 19 فبراير/شباط 1983، وخطاب رئيس مصلحة الجنسية بتونس نيابة عن وزير الخارجية في 14 مارس/آذار 1983.

 

 

 

 

واتهم وزير الداخلية التونسي "البحيري" و"البلدي"، في 3 يناير/كانون الثاني الجاري، بصنع وتقديم شهادات جنسية وبطاقات تعريف وجوازات سفر بطريقة زعم أنها غير قانونية لأشخاص لم يفصح عن أسمائهم.

وأوضح أنه جرى تسليم جواز سفر أول بتاريخ 10 ديسمبر/كانون الأول 1984 من سفارة تونس في العاصمة النمساوية فيينا، وآخر بتاريخ 19 يوليو/تموز 1982، مؤكدا أن "هناك شبهة إرهاب في هذا الملف بناءً على أبحاث عدلية"، على حد قوله.

وذكرت وسائل الإعلام التونسية آنذاك أن هذين الشخصين المقصودين بشهادات الجنسية وجوازات السفر هما القياديان البارزان في جماعة الإخوان "ندا" و"همت".

من جانبه، قال "ندا" إن الحديث في الصحافة التونسية والعربية كثر "عقب تصريحات توفيق شرف الدين وسيده قيس سعيّد لمحاوله تجريم نورالدين البحيري بالادعاء عليه بأنه أصدر أو جدّد جوازات سفرنا التونسية مُخالفا بذلك القوانين السارية، ومزج ذلك بأوضاع عائلية من مصاهرة وعائلات شرّفها الانتماء القانوني والعائلي إلى تونس الحبيبة".

وأضاف: "تركزت الحملة في الصحافة التونسية، ولاحقا نقلت عنها الصحافة العالمية، على أسمائنا وما أصابنا من الرئيس الأمريكي الأسبق (جورج بوش) من ظلم وافتراء، والذي ذهب هو إلى مزابل التاريخ، وسيلحق به مَن فعل مثل فعله من ظلم وافتراء، في حين ظللنا ننعم برحمة الله".

واستطرد "ندا" قائلا: "انتقلت بعد ذلك حملة الوزير (توفيق شرف الدين) إلى الادعاء الظالم والواهي بأن جوازات سفرنا التونسية جدّدها لنا (البحيري) بطريقة غير قانونية، وهو محض كذب وافتراء وتدليس، بل إنه يثير السخرية والضحك، ولذلك وجب إيضاح الأمور حتى لا يُصفى بطل من أبطال تونس، والذي ضحى بشبابه وعلمه وإيمانه وحريته وعائلته ليخدم تونس الحبيبة".

وأردف: "لقد شرفنا الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة -غفر الله له- بأن منحنا –أنا وأخي علي غالب همت- الجنسية التونسية في ستينيات القرن الماضي، وسجّلنا جوازات سفرنا في القنصلية التونسية في العاصمة النمساوية فيينا، حيث كنّا نقيم، وأبلغ القصر الرئاسي السفير التونسي بذلك، ولذلك فقد حرص السفير شخصيا أن يمهر بطاقات الهوية بتوقيعه وليس فقط بتوقيع القنصل، وبالفعل صدر لنا ولعائلتنا الدفتر العائلي".

وتابع: "عندما انتقلنا للإقامة في سويسرا سجّلنا في القنصلية التونسية في مدينة بيرن، ولأسباب بيروقراطية، وللحفاظ في أرشيف العائلة طلبنا شهادة الجنسية فُأعطيت لنا من القنصلية بحسب القانون، ورجونا الرئاسة أن نحصل على شهادة الجنسية من وزارة العدل وليس فقط من القنصلية وأُعطيت التعليمات لوزارة العدل لإصدار الشهادة وصدرت وأُرسلت لنا بالفعل، رغم أننا لا نحتاجها لحصولنا على جنسيات أخرى وأصبحنا من متعددي الجنسيات".

وأكمل: "بناء على تعليمات الرئاسة التونسية فقد وقّع السفير التونسي في فيينا بنفسه على بطاقات الترسيم الخاصة بحصولنا على الجنسية، رغم أن الإجراءات العادية كانت تستلزم توقيع القنصل فقط".

ونفى "ندا" بشكل قاطع أن تكون هناك "أي شبهات لا من قريب أو بعيد بشأن حصولهما على الجنسية التونسية"، مشددا على أنهما حصلا عليها بطريقة شرعية وقانونية بنسبة 100%، "خاصة أن كل الشهادات المرتبطة بها موثقة تماما بشكل لا لبس فيه"، حسب قوله.

وأردف القيادي البارز بجماعة الإخوان: "المفارقة العجيبة والغريبة هنا هي أننا حينما حصلنا على تلك الجنسية كان البحيري سجينا في السجون التونسية".

بخلاف ذلك، نوّه "ندا" إلى أنه يحتفظ بما وصفه بـ"أرشيف الرئيس بورقيبة الخاص ببعض الأسماء والشخصيات التونسية، ومنها قيس سعيد وتوفيق شرف الدين"، مؤكدا أنه لا يستطيع أن ينشر أي شيء منها، إلا بعد أن يؤذن له من الوصي عليها".

وأضاف: "هذه قصص مضى عليها أكثر من نصف قرن، وللأسف تُنهش القبور لتصفية أخلص الوطنيين في الدولة التونسية الذين قضوا شبابهم في تضحيات شهد بها العدو والصديق من أجل تونس الحبيبة".

واختتم "ندا"، وهو المفوض السابق للعلاقات الدولية بجماعة "الإخوان المسلمون" المصرية، بقوله: "لعل تلك المعلومات والحقائق المؤكدة تنقذ أحد رموز الربيع التونسي، وإلا فستكون كل قطرة من دمه لعنة على الظالم".

وفي 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت حركة النهضة التونسية عن "اختطاف" القيادي "نور الدين البحيري" (63 عاماً) من قِبل رجال أمن بزي مدني، واقتياده إلى جهة غير معلومة.

ونُقل "البحيري"، في 2 يناير/كانون الثاني الجاري، إلى قسم الإنعاش بأحد مستشفيات مدينة بنزرت (شمالا)، إثر تدهور صحته جراء إضرابه عن الطعام، رفضاً لاعتقاله.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

توفيق شرف الدين تونس قيس سعيد نور الدين البحيري الإخوان المسلمين فتحي البلدي نورالدين البحيري الإخوان المسلمون يوسف ندا علي غالب همت