استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بين الدبلوماسية الناعمة والدبلوماسية الصلبة

الاثنين 24 يناير 2022 07:15 ص

بين الدبلوماسية الناعمة والدبلوماسية الصلبة

في ضوء تكلفتها هل تستحق أن تطور الدول دبلوماسيتها الناعمة؟ وهل يسع هذه الدول الانكفاء على ذاتها؟

في الأزمات تكون المعادلات صفرية لذلك يكون استخدام هذا الشكل من الدبلوماسية الناعمة أكثر تأثيراً في أوقات السلام.

الدبلوماسية الناعمة استثمار وككل الاستثمارات كلما زاد رأس المال زاد العائد المتوقع طالما كان الاستثمار مجديا لكن حسابات الاستثمار الدبلوماسي أكثر تعقيدا.

القوة الصلبة عسكرية وسياسية واقتصادية والقوة الناعمة ترتبط بأدوات الثقافة والإعلام والتعليم والعمل الخيري لا تستخدم الإكراه المباشر أو الابتزاز لتغيير المواقف.

دول مثل قطر يتجاوز حجم اقتصادها جغرافيتها وتمر بتحديات جيوسياسية معقدة تحتاج مساحة دولية ودورا بالمجتمع الدولي لضمان مصالحها الاقتصادية ابتداء من سلاسل التوريد وخطوط التصدير وانتهاء بأمنها المباشر.

*      *      *

عند الحديث عن القوة في سياق الدول نتحدث عن القوة الصلبة والقوة الناعمة، الصلبة يقصد بها القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية والناعمة يقصد بها المرتبطة بالأدوات الأخرى التي لا تستخدم الإكراه المباشر أو الابتزاز لتغيير مواقف الدول الأخرى مثل الثقافة والإعلام والمساعي الحميدة والعمل التنموي والتعليم، وعلى غرار القوة يمكن تصنيف الدبلوماسية كذلك باعتبارها صلبة وناعمة.

الدبلوماسية الصلبة هي تلك التي تقوم الدول من خلالها بتوظيف آلتها الدبلوماسية لتغيير مواقف الدول الأخرى بشكل قسري أو بالتلويح بجزرة بمقابل واضح، فحين تلجأ القوى الكبرى للقيام بمناورات عسكرية في إقليم معين تكون تلك رسالة دبلوماسية لطرف إقليمي بالاستعداد للتدخل العسكري.

وحين تفرض عقوبات اقتصادية يكون الهدف هو تغيير السلوك السياسي أو موقف معين لدى هذه الدولة، ومعظم هذه الإجراءات تكون استعراضاً للعضلات وتهديداً لا يصل للتنفيذ، الطرف الآخر إما أن يذعن أو يقرر أن هذه الدبلوماسية الصلبة هي "دبلوماسية" فقط ويغامر بتجاهلها، وفي كثير من الأحيان تكون كذلك.

الدبلوماسية الناعمة تستخدم أدوات مثل الوساطة والاتفاقيات الثنائية والعمل متعدد الأطراف وعبر المنظمات الدولية المختلفة لتحقيق أهداف من منطلق الربح المتبادل.

في الأزمات تكون المعادلات صفرية ولذلك يكون استخدام هذا الشكل من الدبلوماسية أكثر تأثيراً في أوقات السلام، وهو في الحقيقة يشكل ضمانة لعدم الوصول لأزمات، وبالنسبة للدول الصغيرة والمتوسطة التي لا يدعمها ميزان القوى تكون هذه الدبلوماسية هي الخيار الوحيد تقريباً.

انطلاقاً مما سبق تسعى الدول الصغيرة التي ترغب في أن يكون لها تأثير دولي يحمي مصالحها في توظيف أدوات القوة لديها بشكل مضاعف كما فعلت النرويج عبر جهودها في الوساطات المختلفة وكما تفعل قطر في السياق ذاته، لكن لهذه الدبلوماسية تكلفة ليست بالبسيطة.

هي أولاً مباشرة من خلال الإنفاق المطلوب على جهود التنمية والمبادرات الإقليمية والدولية وغير مباشرة من خلال رأس المال السياسي الذي يستهلك والمخاطر التي قد تعود على هذه الدول جراء انخراطها في مساحات أزمات شائكة، فهل هذه التكلفة تستحق أن تطور هذه الدول دبلوماسيتها الناعمة؟

الإجابة تحتاج لسؤال آخر، هل يسع هذه الدول الانكفاء على ذاتها؟ في الغالب الإجابة هي لا، الدول التي تقوم بذلك إما أن تكون في محيط مزدهر هادئ ليس فيه مخاطر وهذا احتمال ضعيف جداً، أو أن تقبل بالتراجع أمام القوى الإقليمية واللقاء في حالة تبعية تفقدها القدرة على تنمية قدراتها اقتصادياً.

أما الدول مثل قطر والتي يتجاوز حجم اقتصادها جغرافيتها وتمر بتحديات جيوسياسية معقدة فهي بحاجة إلى تلك المساحة الدولية وذلك الدور في المجتمع الدولي لضمان شبكة مصالحها الاقتصادية ابتداء من سلاسل التوريد وخطوط التصدير وانتهاء بأمنها المباشر.

الدبلوماسية الناعمة هي استثمار في محله ومثل كل أنواع الاستثمار كلما زاد رأس المال زاد العائد المتوقع طالما كان الاستثمار مجدياً، إلا أن لعبة الأرقام في الاستثمار الدبلوماسي أعقد من أي سوق عرفته البشرية.

* د. ماجد محمد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي المساعد بجامعة قطر

المصدر | الشرق

  كلمات مفتاحية

الدبلوماسية الصلبة، الدبلوماسية الناعمة، القوة الصلبة والقوة الناعمة، تحديات جيوسياسية، القوى الإقليمية، قطر،