أمير قطر في واشنطن: شراكة استراتيجية تعكس مكانة الدوحة دوليا

الأربعاء 2 فبراير 2022 06:42 ص

أمير قطر في واشنطن: شراكة استراتيجية تعكس مكانة الدوحة دوليا

بحث أمير قطر على الحقوق الفلسطينية المشروعة مع بايدن تعبير أوضح عن انشغال الدوحة بالقضايا العربية القومية أسوة بالملفات الدولية.

قطر ثالث أكبر دولة مصدرة للغاز المسال بعد روسيا وإيران الأمر الذي يرتكز على توفير حاجة عالمية مشروعة لا تشترط استقطابات سياسية أو عسكرية.

استقرار الدوحة على سياسة إيجابية تعتمد الحوار والانفتاح والدبلوماسية الرشيدة وطد موقع قطر الحيوي بالمنطقة وأتاح شراكة تعاونية قطرية أمريكية تبحر بأمان.

رعت قطر جولات تفاوض بين أمريكا وطالبان على امتداد ثلاث إدارات أمريكية وكانت وسيطاً بالغ الفاعلية في تسهيل التوصل لاتفاق ختامي أسفر عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

*      *      *

زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الولايات المتحدة تكللت بنجاح كبير على أصعدة عديدة تتجاوز العلاقات المتينة بين البلدين وتشمل سلسلة شؤون جيوسياسية واقتصادية واستثمارية هامة ذات طابع إقليمي وعالمي كفيل بتوطيد موقع الدوحة في خدمة مصالح الشعوب واستقرار المجتمعات والسلام العالمي.

خاصة وأن الزيارة هي الأولى لزعيم خليجي إلى واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن. وليس إصرار أمير قطر على بحث الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني مع بايدن سوى التعبير الأوضح عن انشغال الدوحة بالقضايا العربية الوطنية أسوة بالملفات الدولية.

وكان طبيعياً أن يتوّج ذلك النجاح قرار بايدن بإعلان دولة قطر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي، بما تعنيه هذه الخطوة النوعية من «اعتراف بمصلحتنا الوطنية في تعميق التعاون الدفاعي والأمني» مع الدوحة، حسب تصريح الرئيس الأمريكي.

ففي ملف أفغانستان رعت قطر جولات التفاوض بين الولايات المتحدة والطالبان على امتداد ثلاث إدارات أمريكية، كما كانت وسيطاً بالغ الفاعلية في تسهيل التوصل إلى الاتفاق الختامي الذي أسفر عن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

وفي هذا الملف أيضاً وعلى الجوانب الإنسانية واللوجستية كانت قطر صاحبة الدور الأبرز والأكثر نجاحاً ونجاعة في إجلاء عشرات الآلاف من المواطنين الأمريكيين أو الأفغان أو حملة الجنسيات الأخرى من الراغبين في مغادرة أفغانستان.

كما تولت الطواقم الفنية التي أرسلتها الدوحة إدارة العمليات الأكثر حساسية لإعادة تشغيل مطار كابول وتنظيم مئات الرحلات واستقبال آلاف الأطنان من المساعدات الإغاثية.

ولقد سارعت الولايات المتحدة إلى شكر قطر على جهودها هذه وسواها، والتي ليس آخرها اليوم أن السفارة القطرية في كابول تتولى رعاية المصالح الأمريكية في أفغانستان.

كذلك تواصل الدوحة مبادرتها المفتوحة لتقريب وجهات النظر بين أمريكا وإيران بصدد مفاوضات فيينا حول برنامج إيران النووي، ليس لتذليل صعوبات إحياء الاتفاق أو التوصل إلى صياغة جديدة له فقط، بل كذلك بصدد إيجاد ركائز تتيح تخفيف العقوبات الأمريكية التي تثقل كاهل الاقتصاد الإيراني.

وفي هذا الميدان كان أمراً حيوياً أن يقوم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بزيارة طهران والاجتماع مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قبيل التوجه إلى واشنطن والتهيئة لزيارة أمير قطر.

وضمن أجواء الاحتقان الراهنة حول الحشود الروسية على الحدود الأوكرانية واحتمالات حدوث أزمات في تصدير الغاز المسال الروسي إلى أوروبا، ليست خافية المهام الحيوية التي يمكن أن تُلقى على عاتق الدوحة بوصفها ثالث أكبر دولة مصدرة للغاز المسال بعد روسيا وإيران، الأمر الذي يرتكز على توفير حاجة عالمية مشروعة لا تشترط أي استقطابات سياسية أو عسكرية.

صحيح أن العلاقات القطرية ـ الأمريكية ظلت تتوطد منذ تدشينها سنة 1972 بصرف النظر عن الإدارات المختلفة، إلا أن استقرار الدوحة على خط سياسي إيجابي يعتمد الحوار والانفتاح والدبلوماسية الرشيدة لم يتكفل بتوطيد موقع قطر الحيوي في المنطقة فحسب، بل أتاح للشراكة التعاونية بين الدوحة وواشنطن أن تبحر بأمان حتى خلال بعض الأنواء.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

تميم بن حمد آل ثاني، الولايات المتحدة، بايدن، قطر، طالبان، أفغانستان، فلسطين، الغاز المسال، إيران،