نيويورك تايمز: الصين تسعى لإزاحة أمريكا من الشرق الأوسط لكن المنافسة شرسة

الخميس 3 فبراير 2022 06:38 ص

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الصين تسعى جاهدة إلى أن تحل محل أمريكا في الشرق الأوسط، لا سيما مع توجه الأخيرة للانسحاب من المنطقة تدريجيا، لكن في اللحظة الحالية لا تزال بكين بعيدة عن منافسة دور واشنطن الضخم بالمنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تنسحب من الشرق الأوسط، بينما تحل الصين محلها بتوسيع علاقاتها مع دول المنطقة من خلال استثمارات في مشاريع البنية التحتية والتعاون في مجال الأمن والتكنولوجيا.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن شهر يناير/كانون الثاني الماضي، شهد زيارة 5 مسؤولين من دول الخليج إلى الصين لبحث التعاون في مجال الطاقة والبنى التحتية.

وبحسب الصحيفة، فإنه في الشهر ذاته تعهد كبير دبلوماسيي تركيا (وزير الخارجية "مولود جاويش أوغلو") بوقف التقارير الإعلامية التي تستهدف الصين، من أجل تحقيق تقدم في اتفاقية استثمار 400 مليار دولار وعدت الصين بها أنقرة.

وذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي تعاني فيه الولايات المتحدة من الإجهاد في الشرق الأوسط، بعد عقود من الحروب والاضطرابات وسعيها للحد من تورطها بالمنطقة، تعمل الصين على تعزيز علاقاتها مع أصدقاء وأعداء واشنطن في المنطقة.

ومع ذلك، اعتبرت الصحيفة أن الصين لا تزال بعيدة عن منافسة دور الولايات المتحدة الضخم في المنطقة، لكن دول الشرق الأوسط تتطلع وبشكل متزايد إلى بكين.

هذا التطلع، وفق الصحيفة، ليس فقط حتى تشتري الصين نفط دول المنطقة ولكن رغبة أيضا في أن تستثمر الصين في البنية التحتية وللتعاون في مجال التكنولوجيا والأمن، وهو توجه قد يزيد لو قررت الولايات المتحدة الخروج.

ورأت الصحيفة أن الصين تسعى لتقديم نفسها كبديل عن الولايات المتحدة في دول المنطقة، مشيرة إلى أن الدور الصيني يرتكز في الجانب الاقتصادي تجنبا للصدام مع المصالح الأمريكية.

وعزت "نيويورك تايمز" اهتمام الصين بالشرق الأوسط إلى حاجتها للنفط، لافتة إلى أنها تشتري نصف نفطها الخام من دول الخليج.

ووفق الصحيفة، فإن السعودية تتصدر قائمة مصدري النفط لبكين، وهي في حاجة مستمرة لها نظرا لتطور اقتصادها الذي يعد الثاني في العالم.

من جهة أخرى ضخت الصين خلال السنوات الأخيرة استثمارات في البنى التحتية بالمنطقة ووقعت عقودا لتزويد دوله بتكنولوجيا الاتصالات والعسكرية.

يشار إلى أن معظم نفط الصين يأتي من أعضاء "أوبك" في الخليج العربي، ويجري العملاق الآسيوي 45% من تجارته في الشرق الأوسط ودول آسيا، في حين يجري 14% فقط مع الولايات المتحدة، و7% مع أوروبا.

وكانت مجلة "فوربس"، قالت في وقت سابق، إنه "سيتم تحديد أمن الشرق الأوسط وإمداداته من الطاقة في العقدين القادمين من خلال توازن القوة العسكرية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، وداخل المنطقة، ستحتل التوازنات بين السعودية والإمارات من جهة، وإيران وقطر من جهة أخرى، مركز الصدارة".

وتحتفظ الصين بقاعدة عسكرية كبيرة في جيبوتي، في باب المندب، عند مدخل البحر الأحمر المهم استراتيجيا، والذي يؤدي إلى قناة السويس، ويعد باب المندب أحد نقاط الاختناق الرئيسية الثلاثة في الطرق البحرية العالمية، بجانب مضيق ملقا وقناة بنما.

وتعد جيبوتي أيضا موطنا للقاعدة البحرية الأمريكية، "كامب ليمونيه"، على بعد 11 كم فقط من القاعدة الصينية. وتشكل القاعدتان المتعارضتان مشهدا مصغرا للمصالح الوطنية المتنافسة في القارة الأفريقية، حتى إن القوات الصينية والأمريكية قد انخرطت في مناوشات بالليزر؛ حيث وجهت الصين أشعة ليزر عالية الطاقة لمضايقة الطيارين الأمريكيين.

ووفق "فوربس"، تنشر الصين نفوذها الاقتصادي والدبلوماسي في الشرق الأوسط أولا، في حين يأتي التدخل العسكري لاحقا، حين ينطلق البترويوان ليعلن انتهاء عصر البترودولار ومع تدفق الأموال والشركات الصينية ونمو السياحة الصينية في الخليج وكلها تمت مناقشتها في مؤتمر سنغافورة بتفصيل كبير، وستكون هذه الأدوات التي تستخدمها بكين لتوسيع نفوذها من المغرب إلى مسقط، وخارج تلك المنطقة.

وأضافت المجلة: "قد تصبح الهيدروكربونات، المورد الأهم في الشرق الأوسط على مدى المئة عام الماضية، موردا محدودا خلال عقود قليلة. وقريبا، قد تكون البنية التحتية، والطاقة المتجددة، وتكنولوجيا المعلومات، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتكنولوجيا العالية، هي الخدمات التي تدفع التنمية الاقتصادية في المنطقة".

وتابعت: "لم تخسر الولايات المتحدة الشرق الأوسط لصالح الصين بعد، لكن الشركات الأمريكية والأوروبية ستحتاج إلى عمل مضاعف للبقاء في المنافسة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الصين أمريكا الشرق الأوسط