استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

العلاقة بأميركا لا تمر بإسرائيل

الخميس 3 فبراير 2022 08:12 ص

العلاقة بأميركا لا تمر بإسرائيل

فلسطين بوابةٌ تدخلك البيت الأبيض، وليس محصورا فقط بالبوابة الإسرائيلية.

الأميركان لا يقبلون من العرب محاربة إسرائيل، لكنهم لا يلزمونهم بمحاربة فلسطين والتخلّي عن قضيتها.

الدوحة تستضيف قيادة حماس السياسية وتستقبل قيادة منظمة التحرير وهي لا تقدّم نفسها كمحور ممانعة بقدر ما هي ملتزمة بقضية فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية.

*      *      *

يشهد العالم العربي فراغا سياسيا كبيرا بفعل الأزمات والخلافات التي عصفت به، منذ الربيع العربي وما تلاه من ثورات مضادّة أنهكته وأخرجت دولا أساسية من المعادلة، معطوفا عليها انكفاء أكثرية الدول على وضعها الداخلي ومصالحها الخاصة وزهدها في تبنّي القضايا العربية، ناهيك عن الإسلامية.

ففي وقتٍ كانت الأنظمة العربية تتنافس على تبنّي القضية الفلسطينية (جمال عبد الناصر والملك فيصل والملك حسين وصدّام حسين وحافظ الأسد)، قلّ أن تجد اليوم دولةً عربيةً تتفاعل معها وتتبنّاها.

بل انخرطت دول عربية بصفقة القرن عمليا من خلال توثيق علاقات اقتصادية وتحالفات أمنية وعسكرية مع إسرائيل، من دون أي تقدّم بالمسار السياسي (مناورات البحر الأحمر، اتفاقيات الغاز والكهرباء والعبور الجوي، برامج بيغاسوس..).

تفسّر تلك الاندفاعة بأن العلاقات مع إسرائيل هي بوابة واشنطن، ولذلك جاءت الاتفاقات الإبراهيمية بمثابة بوليصة تأمينٍ في حال مغادرة ترامب البيت الأبيض، وهذا ما حصل.

فرغم التورّط الإماراتي في قضية جورج نادر وتوم بارك، وهما قضيتان ظهرت فيهما بوضوح أسماء كبار المسؤولين في الإمارات، سواء لجهة التدخل الروسي أو العمل لصالح حكومة أجنبية للتأثير على سياسات البيت الأبيض دون إفصاح.

فوق ذلك، التقارب مع الصين إلى درجة السماح بقاعدة عسكرية وسجن سري للإيغور، ومع ذلك، وقفت أميركا بوضوح إلى جانب الإمارات بعد ضربات الحوثي أخيرا.

جاءت زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، إلى واشنطن، أخيرا، لتقدّم مقاربةً أخرى للعلاقات، تقوم على أساس تبنّي حقوق الشعب الفلسطيني بعيدا عن منطق صفقة القرن والعلاقة التحالفية مع إسرائيل، فالدوحة هي التي تستضيف القيادة السياسية لحركة حماس، وتستقبل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وهي لا تقدّم نفسها باعتبارها محور ممانعة، بقدر ما هي بلد ملتزم بقضية فلسطين وفق قرارات الشرعية الدولية.

ومستمرة في مشاريع الإغاثة وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وهي تعلم أن ذلك لا بد أن يمر عبر البوابة الإسرائيلية. يعلم الأميركان أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى شعبيا، وأن مشاريع التطبيع منذ أربعة عقود لا تحظى بشعبية، وأن أي حاكم عربي يتحدّث معهم في قضية فلسطين يتحدّث باسم العالم العربي.

يقال "تُسمع رنّة الإبرة" في لحظة الصمت، واليوم عندما يتبنّي موقف رسمي عربي الحقوق الفلسطينية يُسمع جيدا في أميركا تماما كما في العالم العربي.

لا توجد عند الأميركان مبادرات سلام، وإن كانوا سعداء بالتطبيع المجاني، لأنه لا يوجد شريك إسرائيلي، وبعد لقاءات أبو مازن وغيره من مسؤولين فلسطينيين مع مسؤولين إسرائيليين، كان الموقف الإسرائيلي حاسما في رفض أيّ عملية سياسية، واللقاءات التي تجري هي لقاءات تنسيق أمني. مع ذلك، ليس من الحكمة إهمال القضية وإبعادها عن الأجندة الأميركية.

ما يريده الأميركان من الزيارة كان واضحا، مصالحهم في موضوع الغاز في ظل الأزمة الأوكرانية وأفغانستان وصفقات الطيران. لكن مقابل تلك المصالح، بدا واضحا أن قطر ملتزمة بمعايير سوق الغاز وعقودها الدولية، ولن تنزلق في الأزمة الأوكرانية وتخسر ائتلافها مع موسكو في إنتاج الغاز وتصديره وتنظيم تسعيره.

لا تتوقف المصالح عند الغاز، إذ تدرك الإدارة الأميركية الحالية، كما سابقاتها، جدارة قطر بثقة الفرقاء، وهو ما جعل منها منصّة حوار وتفاوض وتأثير، فهي حليف موثوق لأميركا له علاقات جيدة مع خصومها وأعدائها، سواء حركة طالبان أم إيران أم حركة حماس.

وقد نجحت قطر في تقديم مقاربة تحظى بشعبيةٍ في الشارع القطري والعربي وباحترام أميركي، وهي أنّ فلسطين بوابةٌ يمكن أن تدخلك البيت الأبيض، وليس محصورا فقط بالبوابة الإسرائيلية. والأميركان لا يقبلون من العرب محاربة إسرائيل، لكنهم لا يلزمونهم بمحاربة الفلسطينيين والتخلّي عن قضيتهم.

* ياسر أبوهلالة كاتب وإعلامي أردني

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر، بايدن، الثورة المضادة، صفقة القرن، أميركا، فلسطين، الإمارات، إسرائيل، حماس،