أظهرت صور الأقمار الصناعية تعزيز روسيا لحشدها العسكري بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، وسط تصاعد للتوتر بين الجارتين، واتهامات غربية لموسكو بالاستعداد لـ"غزو عسكري".

وذكرت شركة "ماكسار تكنولوجيز"، المتخصصة في مراقبة الأقمار الصناعية، أن الصور تظهر توسعًا في التعزيزات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، "حيث أصبحت خيام القوات وملاجئ الجنود مرئية الآن في كل موقع انتشار للقوات "في بيلاروسيا والقرم وغرب روسيا"، وفقا لما أورده موقع "أكسيوس" الأمريكي.

وأضافت أن الصور تظهر موقع إقامة جديدة للجنود وآثار لتدريبات بالذخيرة الحية، كما تظهر أن الوحدات العسكرية الروسية، الموجودة مسبقًا، "زادت من مستوى استعدادها العام".

وأظهرت الصور أيضا مركبات قتال لقوات المشاة الروسية، ومدافع، ومعدات عسكرية أخرى في شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا عام 2014، رغم كونها جزءا من الأراضي الأوكرانية منذ عام 1954 (ضمن جمهوريات الاتحاد السوفييتي آنذاك).

وترفض الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الاعتراف بالضم الروسي، وردت عليه بدعم أوكرانيا عسكريا، وهو ما اعتبرته موسكو توسعا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قرب الحدود، ما يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومي الروسي.

وبحسب "أكسيوس"، فإن صور الأقمار الصناعية أظهرت أيضا دبابات ومدفعية ومعدات عسكرية بالقرب من مدينة "يلنيا" الروسية، على بعد حوالى 250 كيلومترا شمال الحدود الأوكرانية، وأخرى في مدينة "بوجونوفو"، جنوبي روسيا، إضافة إلى موقع لنشر صواريخ "إسكندر" بالقرب من مدينة "أوسيبوفيتشي" في بيلاروسيا.

وتنفي روسيا وجود أي نية لديها لمهاجمة أوكرانيا، معتبرة أن هذه الادعاءات تستخدم ذريعة لتعزيز الوجود العسكري للناتو قرب حدودها.

والإثنين الماضي، قال الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إن روسيا ستواجه عواقب خطيرة إذا اختارت الابتعاد عن الدبلوماسية في أزمتها مع أوكرانيا، في إشارة إلى رد حاسم على أي عمل عسكري تشنه موسكو ضد كييف.

وأضاف "بايدن"، في بيان بمجلس الأمن الدولي، أن الولايات المتحدة عرضت بالتفصيل، "الطبيعة الكاملة للتهديد الروسي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، مؤكدا أن إدارته ستواصل الحوار مع روسيا "بحسن نية إذا كانت صادقة بشأن معالجة المخاوف الأمنية".

ومؤخرا، عقد "بايدن" اجتماعا مع فريقه للأمن القومي، بما في ذلك مستشار الأمن القومي "جيك سوليفان"، بعد يوم من لقاء وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" مع وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" في جنيف.

وأعلن البيت الأبيض آنذاك، في بيان، أن "بايدن اطلع على الوضع الحالي للعمليات العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا وناقش جهودنا المستمرة لتهدئة الموقف بالدبلوماسية ومجموعة إجراءات الردع التي يتم تنسيقها عن كثب مع حلفائنا وشركائنا، بما في ذلك عمليات التسليم الجارية للمساعدة الأمنية لأوكرانيا".

وشددت الإدارة الأمريكية على أن "بايدن أكد مرة أخرى أنه في حالة غزو روسيا أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة ستفرض عواقب سريعة وخطيرة على روسيا".