موسكو ترد على قطع بث قناة أر تي في ألمانيا بإغلاق مكتب دويتشه فيله

الخميس 3 فبراير 2022 07:54 م

أمرت السلطات الروسية، اليوم الخميس، بإغلاق المكتب المحلي لشبكة الإذاعة والتلفزيون الألمانية الدولية "دويتشه فيله" ومنع بث برامجها، ردًا على قطع بث قناة "آر تي" الروسية في ألمانيا، في سابقة لوسيلة إعلام غربية في تاريخ ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

واعتبرت وزيرة الثقافة والإعلام الألمانية "كلاوديا روث" أن قرار روسيا بشأن "دويتشه فيله" "غير مقبول"، وأشارت إلى أن "أر تي بالألمانية" تبثّ ”بدون ترخيص ولم تطلب تصريحًا بخلاف "دويتشه فيله" في روسيا.

ويأتي إغلاق مكتب الشبكة الألمانية في خضم أزمة بين موسكو والدول الغربية بشأن أوكرانيا التي تخشى غزوًا روسيًا.


وفي السنوات الثلاثين الأخيرة، حرص الكرملين على عدم مهاجمة وسائل إعلام أجنبية، الأمر الذي لا ينطبق على الإعلام الروسي المعارض منذ أن وصل "فلاديمير بوتين "إلى سدة الرئاسة عام 2000.

مع تدهور العلاقات مع الدول الغربية، تغيرت في السنوات الأخيرة، هذه السياسة خصوصًا مع طرد صحفية في شبكة "بي بي سي" البريطانية ومراسل هولندي عام 2021.

وتتضمن "إجراءات الرد" التي اتخذتها موسكو، الخميس، بحسب ما جاء في بيان الوزارة، "إغلاق المكتب" المحلي لدويتشه فيله و "سحب الاعتماد من جميع موظفي" المكتب و "ووقف البث" على الأراضي الروسية.

وأعلنت الوزارة أيضًا بدء آلية تهدف الى اعتبار دويتشه فيله "عميلًا أجنبيًا"، وسبق أن طبقت هذه الآلية على الكثير من وسائل الإعلام الروسية المعارضة.

من جانبه، قال رئيس "دويتشه فيله" "بيتر ليمبورغ" في بيان إن القناة "تحتج على رد الفعل العبثي" و ستواصل العمل في مكتبها في العاصمة الروسية، إذ إنها لم تُبلّغ رسميًا بعد، واعتبر أن ”تدابير السلطات الروسية غير مفهومة ومبالغ فيها“.

وقالت الخارجية الروسية إن عقوبات ستُفرض أيضًا على "ممثلي هيئات حكومية وعامة ألمانية ضالعة في قطع بثّ محطة (أر تي)"، التي تروّج خصوصًا لمواقف الكرملين في الخارج.

وأوضحت الوزارة أن هذه الإجراءات هي بمثابة مرحلة أولى في سياق الرد، واعدةً برد آخر "في الوقت المناسب.

وقبل بضع ساعات، ندد الكرملين بحظر بث محطة "أر تي" التلفزيونية في ألمانيا معتبرًا أن ذلك يشكل "انتهاكًا لحرية التعبير".

توعد روسي

وكانت موسكو توعدت الأربعاء بمعاقبة المنصات الإلكترونية التي "ألغت بشكل تعسّفي وغير مبرر حسابات القناة"، في إشارة واضحة إلى منصة يوتيوب العملاقة الأمريكية التي حجبت حساب "أر تي بالألمانية" يوم إطلاقه.

وتوقف البثّ عبر الأقمار الصناعية للقناة الروسية في ألمانيا بعد وقت قصير من صدور القرار.

وحظرت الهيئة الناظمة لوسائل الإعلام في ألمانيا (زاك) بثّ قناة "أر تي بالألمانية" على موقعها الإلكتروني وتطبيقها على الهواتف، مشيرةً إلى أنه لم يتم التقدم بأي طلب ”للحصول على الترخيص الضروري بموجب قانون وسائل الإعلام“.

وتعتبر موسكو أن هذا القرار "مدفوع باعتبارات سياسية".

نافالني وعملية اغتيال

وتدهورت العلاقات بين روسيا وألمانيا في السنوات الأخيرة، إذ أكدت برلين أن المعارض الروسي أليكسي نافالني تعرّض لعملية تسميم واعتبرت أن عميلًا من الأجهزة الأمنية الروسية نفّذ عملية اغتيال في العاصمة الألمانية.

وبين المسائل التي تثير غضب موسكو تأخير تشغيل أنبوب "نورد ستريم 2" للغاز الذي يربط البلدين.

وتأتي الأزمة حول "أر تي" و"دويتشه فيله" أيضًا في سياق التوترات بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.

وقناة "آر تي" التي كانت تُعرف سابقًا باسم "روسيا اليوم"، ممولة من الدولة الروسية وتقدّم خدماتها الإخبارية بلغات عدة بينها الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية والعربية.

وأثارت القناة جدلًا في دول عديدة لاسيما في الولايات المتحدة، حيث صُنّفت على أنها ”عميل أجنبي“ وفي بريطانيا حيث هدّدت السلطات بسحب ترخيص بثّها، ومُنع بثّ القناة في عدد من الدول بينها ليتوانيا ولاتفيا، وفي فرنسا، تتّهم السلطات ”أر تي“ بأنها وسيلة تضليل بيد الكرملين.

في البداية، حاولت ”أر تي بالألمانية“ أن تسجّل نفسها عبر شركتها القابضة، في لوكسمبورغ، لكنها لم تنجح في ذلك. ثمّ استخدمت ترخيصًا تملكه المجموعة في صربيا، في آلية لا تعترف بها الهيئة الناظمة الألمانية.

وتستند موسكو إلى الاتفاقية الأوروبية للتلفزيون التي وقّعتها برلين، وتعتبر أن الترخيص الصربي للبثّ عبر الكابلات والأقمار الصناعية يجب أن يكون كافيًا لقناة ”أر تي“.




 

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

روسيا اليوم دويته فيله