إثر تحركات صربية انفصالية.. البوسنة ترتعب مع إطلالة شبح الحرب الأهلية

الخميس 10 فبراير 2022 06:52 ص

رصدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وجود حالة من الهلع والخوف تسيطر على الدوائر السياسية في البوسنة في الآونة الأخيرة، بسبب بعض تحركات صرب البوسنة الانفصالية من جهة، وحظر الممثل الأعلى السابق لإنكار الإبادة الجماعية التي وقعت بحق شباب ورجال البوسنة في حرب تسعينات القرن الماضي.

وخلال سنوات الحرب الرهيبة بين عامي 1992 و1995 حين حاصر جيش الصرب عاصمة البوسنة سراييفو، شهدت البوسنة والهرسك إراقة دماء وقسوة ومعاناة لم يشهد أحد مثيلاً لها في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ووقعت أسوأ الفظائع في سريبرينيتسا في الشرق حيث قتل جنود صرب البوسنة أكثر من 8000 رجل وصبي من مسلمي البوسنة خلال بضعة أيام في يوليو/تموز 1995.

ويقضي اثنان من قادة صرب البوسنة في تلك الحرب، "رادوفان كارادزيتش" و"راتكو ملاديتش"، عقوبة السجن مدى الحياة بتهمة الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وانتهت الحرب في عام 1995 باتفاق تم التوصل إليه في قاعدة للقوات الجوية الأمريكية في دايتون بولاية أوهايو والذي جمّد الصراع بدلا من إيجاد حل له.

وتضمن قوة كبيرة من قوات حفظ السلام وممثلا أعلى يتمتع بصلاحيات لتمرير القوانين، صمود الاتفاق، لكن في 9 يناير/كانون الثاني الماضي سلط عرض عسكري في مدينة بانيا لوكا، عاصمة الصرب بحكم الأمر الواقع، الضوء على مشاكل البوسنة.

وشاركت الشرطة شبه العسكرية في عرض عسكري شق شوارع المدينة لإحياء الذكرى الثلاثين لإعلان استقلال صرب البوسنة، في عام 1992 حين كانت يوجوسلافيا تتفكك وكانت البوسنة تتجه نحو حرب أهلية شاملة.

وترأس العرض القائد الصربي "ميلوراد دوديك"، الذي رحب به الأمريكيون بعد حرب البوسنة واعتبروه بمثابة "نفحة هواء نقي" وقتها فيما ينظر إليه الآن على أنه رجل صربي قوي لا يتردد في إعادة التذكير بأشباح الماضي، وفق ما رصدته "بي بي سي".

وأحد أهم حلفاء "دويك" هو رئيس الوزراء المجري "فيكتور أوربان"، وأظهر العرض الصربي عدم الاستقرار المتأصل في بنية البوسنة والهرسك المقسمة.

وقسمت اتفاقية دايتون البلاد إلى كيانين لهما مجموعة من المؤسسات الوطنية المشتركة من بينها رئاسة مشتركة، وتتبع الحدود بين الكيانين الخطوط الأمامية للجبهة حين توقف القتال مع بعض التعديلات الطفيفة، الكيان الصربي يسمى جمهورية صربسكا، والآخر اتحاد البوسنة والهرسك يديره البوسنيون المسلمون والكروات.

ووفق "بي بي سي"، لم تكن العلاقات بين الكيانين مريحة أبداً لكنها أصبحت متوترة في يوليو/تموز الماضي عندما حظر الممثل السامي المنتهية ولايته، "فالنتين إنزكو"، وهو نمساوي ينحدر من يوجوسلافيا السابقة، إنكار الإبادة الجماعية.

وأثار هذا الإجراء غضب زعيم صرب البوسنة، ورفع من حدة لهجته الانفصالية وتوقف عن التعاون مع المؤسسات الوطنية التي هو جزء منها بصفته ممثل الصرب في الترويكا الرئاسية.

وقال الممثل السامي الحالي "كريستيان شميدت"، وهو وزير ألماني سابق، إن البوسنة تواجه "أكبر أزمة وجودية منذ توقف الحرب".

وأضاف أن تهديد "دوديك" بتحويل شرطته المسلحة إلى جيش جديد لصرب البوسنة يهدد باحتمال عودة الحرب.

وأدان السفير البريطاني في البوسنة "مات فيلد" مناورات "دوديك"، وقال إنها تتضمن خطابات كراهية وتتجاهل قوانين البوسنة لتدمير الأمن والازدهار.

وفي الأسبوع الأول من عام 2022 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على "دوديك" بسبب "أعماله التي تزعزع الاستقرار ومحاولات تفكيك اتفاق دايتون للسلام".

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية

البوسنة صرب البوسنة حرب البوسنة إبادة جماعية

تغير المعادلات.. كيف خسرت إيران نفوذها في البوسنة؟