ألقت صحيقة "الجارديان" البريطانية الضوء على مذكرات ينوي عضو بارز سابق في مرتزقة "فاجنر" الروسية نشرها عن خفايا هذه المجموعة، التي تؤكد تقارير أنها تتحرك بأوامر من الكرملين وجيشه، مشيرا إلى أنه إنجازات الجيش الروسي في سوريا "يرجع الفضل فيها إلى حد كبير لمرتزقة فاجنر"، على سبيل المثال.

وتحت عنوان "القتال من أجل فاجنر"، كتب العضو السابق في المرتزقة الروس "مارات جابيدولين" أنه بدأ في تدوين تلك المذكرات لتذكير الحكومة الروسية بالدور الكبير لمرتزفة "فاجنر" في ميادين القتال بأماكن متعددة حول العالم، ومنها الشرق الأوسط.

ووفقا لتقرير "الجارديان"، يبلغ "جابيدولين" من العمر 55 عاما، وهو يصر على أنه "في روسيا يفضل عدم الحديث عن المرتزقة الخاصة بنا، لإنه لا يتناسب مع الرواية الرسمية".

وانضم "جابيدولين"، وهو جندي روسي قديم في القوات الجوية، إلى "فاجنر" بعد سنة من تأسيسها، والتي كانت في ذلك الوقت مجموعة مرتزقة غير معروفة، وسرعان ما تم نشرها للقتال في سوريا إلى جانب الجيش الروسي الداعم لرئيس النظام "بشار الأسد"، وسرعان ما ترقى لقيادة إحدى وحدات "فاجنر" الخمس هناك.

وعام 2014، أسس مجموعة "فاجنر"، "ديمتري أوتكين"، الذي كان في السابق عضوا في القوات الخاصة الروسية، وهو يخضع حاليا لعقوبات أمريكية لمساعدة الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.

وتجادل الحكومات الغربية بأن "فاجنر" هي أداة غير رسمية للسياسة الخارجية للكرملين، يتم نشرها حيث تريد روسيا توسيع نفوذها أو إحداث اضطرابات، وهذا ما تنفيه موسكو.

ولم يحاول "جابيدولين" إنكار وجود "فاجنر" أو دوره النشط في المصالح الأمنية الروسية، لكنه قال إن أحد دوافعه الرئيسية وراء تأليف الكتاب هو إخراج المرتزقة من الظل، وتسليط الضوء على الفوائد المحتملة لأهداف السياسة الخارجية لروسيا، بحسب ما ترجمه موقع "الحرة" الأمريكي.

وأضاف: "مجموعات المرتزقة لا يمكن الخجل منها، هي موجودة في كل مكان، ولديها مهارات متخصصة يفتقر إليها الجيش العادي".

وتحدث "جابيدولين" عن الأحداث التي يزعم أنه شهدها في سوريا، مشددا على أن "إنجازات الجيش الروسي في سوريا كانت إلى حد كبير بسبب تضحيات المرتزقة، ولكن هذه الحقيقة تتجاهلها المؤسسة العسكرية تماما".

وردا على تقارير الأمم المتحدة التي تتهم عملاء "فاجنر" باغتصاب المدنيين في جمهورية إفريقيا الوسطى أو ارتكاب انتهاكات بحق السجناء في سوريا، يقول المقاتل السابق: "يجب أن تحقق في ذلك، هذه الجرائم كانت متوقعة".

ولفت "جابيدولين" إلى أنه شارك في معركة "خشام 2018"، حيث قُتل العشرات من المرتزقة الروس بعد غارات جوية أمريكية ضد القوات الموالية للنظام، فيما يُعتقد أنه أعنف اشتباك بين روسيا والولايات المتحدة منذ الحرب الباردة.

وقال: "ما كان يجب أن نكون هناك أبدا، قيادتنا أخطأت (..) الأمريكيون يعرفون بالضبط أين كنا".

وتقول الصحيفة إنه بعد سوريا، ازدادت شهرة "فاجنر" بعد التقارير عن العمليات في جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا، الدول الغنية بالموارد والتي تمتلك فيها روسيا مصالح استراتيجية

كما أدى النفوذ المتنامي للجماعة إلى انقسام مالي وشركائها الأوروبيين بعد أن نشرت الدولة الواقعة في غرب إفريقيا مقاتلي "فاجنر" في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ومع تصاعد التوترات بشأن أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، ذكرت وكالة "رويترز" أنه تم إرسال مرتزقة روس لم يتم تسميتهم إلى شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه الانفصاليون.

وفي الأسبوع الماضي ، أفادت صحيفة "ديلي بيست" بأن جنود "فاجنر" يتم نقلهم من أفريقيا، وربما باتجاه أوكرانيا.

وقال "جابيدولين" إنه "سمع بشكل غامض" عن نشر المرتزقة في أوكرانيا، مضيفا أن الغزو الروسي سيكون خطأ "قاتلا".

وتابع: "أعتقد أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا ستكون كارثة كاملة لروسيا، تحت أي ظرف من الظروف لا ينبغي السماح بذلك".