مسكان خان.. فتاة هندية تحولت لرمز نضالي يدافع عن الحجاب

الجمعة 11 فبراير 2022 08:30 ص

"مسكان خان"، فتاة هندية انتشر مقطع لها وهي تواجه مجموعة من الشباب الهندوس الذين حاولوا منعها من الدخول إلى المدرسة كونها ترتدي الحجاب، بينما تشهد البلاد جدلا متزايدا حول قضية ارتداء الحجاب.

وتحولت "مسكان" (19 عاما)، إلى رمز للمقاومة بين الشابات الهنديات المسلمات، اللواتي تكافحن ضد قرارات منع الحجاب، بعدما انتشر لها مقطع الفيديو وهي تدخل مدرستها بينما يقترب منها حشد من الرجال، يرتدي كل منهم وشاحا أحمر مائلا إلى البرتقالي فوق كتفيه، وهو لون يرتبط بالديانة الهندوسية وجماعاتها القومية، وهم يهتفون "المجد للإله رام".

لكن "مسكان"، التي ظهرت في الفيديو مرتدية عباءة سوداء وحجابا أسود إضافة إلى قناع للوجه، وقفت في وجه الشبان الذي استمروا بمضايقتها، وبدأت تصيح قائلة "الله أكبر"، قبل أن تهرع إدارة المدرسة لاصطحابها إلى الداخل.

تقول الفتاة الهندية، عن هذا الفيديو: "كل ما أريده هو الدفاع عن حقوقي وعن تعليمي".

وتضيف: "ليست لدي مشكلة فيما يرتدون"، مشيرة إلى أن زملاءها يستطيعون ارتداء الأوشحة الحمراء المائلة إلى البرتقالي والعمائم عندما يأتون إلى الفصل الدراسي، تماما كما أن لها الحق في ارتداء الحجاب.

وتعد "مسكان" واحدة من ملايين المسلمات الهنديات اللواتي يرتدين الحجاب أو النقاب بشكل يومي، لكن هذا الخيار، تحول، خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلى أمر مثير للجدل.

وبدأ الأمر الشهر الماضي، عندما قررت تلميذات في مدرسة ثانوية في مقاطعة أودوبي الاحتجاج على قرار الإدارة بمنعهن من ارتداء الحجاب.

وقالت المدرسة إنها تسمح للطالبات بارتداء الحجاب داخل باحة المدرسة، لكن ليس داخل الفصول الدراسية.

ومنذ ذلك الحين، تفاقمت الأزمة مع بدء مدارس أخرى بفرض إجراءات مماثلة، ثم اتخذت المسألة بعدا طائفيا مع خروج جماعات مؤيدة للقوميين الهندوس في مظاهرات مؤيدة لقرارات منع الحجاب.

مع تحول الاحتجاجات إلى أعمال عنف في بعض الأماكن، أغلقت حكومة ولاية كارناتاكا المدارس الثانوية والكليات، ووصل الأمر إلى المحكمة العليا في الولاية.

حيث من المقرر أن تنظر محكمة دستورية من ثلاثة قضاة في القضية الخميس.

في غضون ذلك، شهدت الجامعات حالة من الاستقطاب، حيث بدأ الطلاب الهندوس بدخول الجامعات، وهم مرتدين الأوشحة الحمراء المائلة إلى البرتقالي.

وتقول "مسكان"، وهي ابنة تاجر محلي، إن الموقف الذي تعرضت له جاء بتخطيط من قبل رجال "غرباء"، وليسوا طلابا في مدرستها أو زملاء لها في الفصل.

وتضيف: "لقد قدمت إلى المدرسة لحضور حصصي الدراسية، ولاحظت وجود الكثير من الشبان الذي يرتدون أوشحة من القماش الأحمر المائل إلى البرتقالي".

وتتابع: "قام هؤلاء باعتراض طريقي، قائلين إنه لا يمكنني دخول الحرم المدرسي".

وتوضح أنها عند اقترابها من باب المدرسة شاهدت منع الحشد لـ3 أو 4 فتيات منقبات من الدخول.

وتذكر أن الشبان "كانوا يلوحون بأوشحتهم الحمراء ويصرخون "المجد للإله رام"، وطلبوا مني خلع الحجاب، كي أتمكن من دخول المدرسة، وهددوني".

لكنها تؤكد أنها أصرت على المواجهة.

بدأ الطلاب الهندوس بدخول الحرم وهو مرتدين أوشحة حمراء مائلة إلى البرتقالي.

وقامت بركن دراجة السكوتر الخاصة بها وهمت بالتوجه إلى فصلها الدراسي، عندما بدأ نحو "30 أو 40 شابا" بالتوجه نحوها، هاتفين: "المجد للإله رام".

تقول: "مرة أخرى طلبوا مني خلع حجابي، إذا أردت الدخول إلى المدرسة، نعم لقد صرخت في وجوههم قائلة الله أكبر، فأنا أصرخ طالبة العون من الله عندما أشعر بالخوف، وهذا يمنحني القوة".

وعند هذه اللحظة هرع طاقم المدرسة لاصطحابي إلى الداخل، تحكي "مسكان".

وتقول إنها تشعر بالسعادة بسبب التقدير الذي شعرت به على منصات التواصل الاجتماعي، مضيفة: "هذا القدر من الحب منحني القوة، أشكرهم جميعا".

كما تؤكد مجددا أنها "لا تفرق بين المسلمين والهندوس" في المجتمع.

وتختتم بالقول: "هؤلاء الشباب حاولوا منعي من التعلم فقط كوني أرتدي الحجاب، لذا فإنني فقط أدافع عن حقوقي".

وكانت مديرة المنظمة الإسلامية للفتيات في كارناتاكا، "سمية روشان"، قالت إن قرار منع الحجاب "تمييزي بطبيعته" و"يتعارض مع الحقوق التي ينص عليها الدستور الهندي".

وتعتبر أن منع ارتداء الحجاب، هو "تعد على قرار شخصي يحق للتلميذات اتخاذه ولا يؤذي أحدا".

وأمرت تلميذات مدرسة ثانوية عامة في ولاية كارناتاكا، الشهر الماضي، بعدم ارتداء الحجاب داخل المدرسة، واتبعت مدارس أخرى القرار نفسه لاحقا.

وعقب الاحتجاجات عمدت إحدى المدارس التي كانت قد منعت ارتداء الحجاب بالتراجع جزئيا عن قرارها، إذ سمحت للتلميذات المحجبات بالعودة إلى المدرسة بشرط أن يجلسن في صفوف منفصلة، حسب الصحف المحلية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الحجاب الهند مسكان خان الهندوس

فرنسا تعرقل حملة أوروبية تشجع على الحجاب