كشفت صحيفة أمريكية أن الولايات المتحدة تكثف محاولاتها لإقناع غينيا الاستوائية بالوقوف أمام مساعي الصين بناء قاعدة عسكرية على أراضي هذا البلد المطل على المحيط الأطلسي.

وذكرت "وول ستريت جورنال"، في تقرير لها، أن وفدا من كبار المسؤولين الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين يعتزمون زيارة الدولة الصغيرة الواقعة في وسط إفريقيا، الأسبوع المقبل.

ومن المتوقع أن يناقش الوفد المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لمكافحة القرصنة وغيرها من الحوافز الرامية لإقناع رئيس غينيا الاستوائية برفض العرض الصيني، بحسب التقرير.

وكانت تقارير استخباراتية أمريكية قد أشارت، الشهر الماضي، إلى أن الصين تعتزم بناء أول قاعدة لها على المحيط الأطلسي في غينيا الاستوائية، وعلى الأرجح في مدينة باتا، التي تمتلك بالفعل ميناء تجاريا بنته الصين بمياه عميقة تكفي لرسو السفن البحرية.

وفي وقت لاحق، أكد قائد القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم) الجنرال "ستيفن تاونسند" نتائج التقارير، وأخبر إذاعة "صوت أمريكا"، في يناير/كانون الثاني الماضي، أن "بكين عازمة على بناء قاعدة جوية عسكرية أو منشأة بحرية في غينيا الاستوائية".

ولم يعلق متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن بشكل مباشر على مساعي بكين على الساحل الغربي لأفريقيا، لكنه قال إن "الصين ملتزمة بسياسة دفاعية وطنية وهي دائما من تبني السلام العالمي".

وتعمل الشركات الصينية المملوكة للدولة على بناء الموانئ والبنى التحتية الأخرى في جميع أنحاء أفريقيا، ابتداء من الطرق السريعة في كينيا وانتهاء بالمستشفيات في المناطق النائية بغينيا الاستوائية.

ويقول خبراء صينيون إن القاعدة العسكرية في باتا ستلائم النموذج الصيني لدمج الأهداف التجارية والسياسية، لأنها ستمنح الجيش الصيني مكانا لتجديد وإعادة تسليح السفن الحربية في المحيط الأطلسي.

ومن شأن القاعدة أيضا أن تمنح الشركات الصينية إمكانية الوصول إلى المناطق الداخلية من وسط أفريقيا عبر الطرق السريعة الممتازة في غينيا الاستوائية.

وأنشأت الصين أول قاعدة عسكرية خارج حدودها في جيبوتي على الجانب الآخر من أفريقيا عام 2017 بالقرب من قاعدة عسكرية أمريكية.

وتطل جيبوتي -المستعمرة الفرنسية السابقة- على مضيق باب المندب، وهو ممر استراتيجي لحركة الملاحة البحرية العابرة لقناة السويس.

وتمتلك المنشأة الصينية رصيفا قادرا على إرساء حاملة طائرات وغواصات نووية، وفقا للقيادة الأمريكية في أفريقيا.

وتبعد القاعدة الصينية على بعد 6 أميال (نحو 9.6 كيلومترات) من معسكر ليمونيه، حيث تقع أكبر قاعدة أمريكية في أفريقيا وموطن لنحو 4500 جندي أمريكي.

يذكر أن الشركات الصينية المملوكة للدولة أنشأت نحو 100 ميناء تجاري في أفريقيا خلال العقدين الماضيين، وفقا لبيانات حكومية.