أوروبا على شفير الحرب.. تحشيدات عسكرية متواصلة وجهود دبلوماسية مستمرة

الأحد 13 فبراير 2022 05:54 م

"أوروبا على شفير الحرب"، تحذير أطلقته ألمانيا مساء الأحد، وجاء بعد ساعات من اتصالات رفيعة على مستوى زعماء القوى العظمى في العالم، ليؤكد أن تلك الاتصالات لم تؤت أكلها بعد، وأن شبح الحرب ما زال يطل برأسه في الأزمة الأوكرانية.

فرغم اتصالات شملت رؤساء أمريكا "جو بايدن" وروسيا "فلاديمير بوتين" وفرنسا "مانويل ماكرون"، السبت، من أجل تهدئة الأمور ووقف التحشيدات العسكرية من الأطراف المختلفة، فإن تلك التحشيدات ما زالت مستمرة، في مؤشر على استمرار التصعيد.

هذا التصعيد يرى أيضا من قريب، بالنظر إلى لغة التصريحات الخارجة من هنا وهناك، والتي باتت تتحدث عن موعد انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، بعدما كانت في اليومين الماضيين، تتحدث فقط عن التحشيدات.

ومساء الأحد، رأى نائب المستشار الألماني، ووزير الاقتصاد "روبرت هابيك" أن أوروبا على شفير الحرب، مشيرا في مقابلة إعلامية إلى وجود جيوش وحشود عسكرية كبيرة في مواجهة بعضها البعض، منبهاً إلى أن ما يجري "خطير جداً".

فيما حذر المستشار الألماني "أولاف شولتس" من أن الغرب سيفرض عقوبات "فورا" على روسيا إذا اجتاحت أوكرانيا.

وقال قبل زيارته المرتقبة، الإثنين، لكييف، ثم الثلاثاء لموسكو، إنه "في حال شُن عدوان عسكري على الأراضي الأوكرانية، فسنفرض مع حلفائنا في أوروبا وداخل الحلف الأطلسي عقوبات قاسية فورا".

كما نقلت "الفايننشال تايمز" عن دبلوماسي ألماني أن زيارة المستشار الألماني لكييف وموسكو محاولة لتجنيب المنطقة الحرب.

"أهلا بكم إلى الجحيم"

تحذيرات قادة ألمانيا لم تأت من فراغ، بل جاءت بعد إعلان السفارة الأمريكية في كييف وصول طائرتين من المساعدات الأمريكية لتعزيز دفاعات أوكرانيا.

فيما  قال رئيس الأركان الأوكراني "فاليري زالوجني"، في بيان مشترك مع وزير الدفاع "أوليكسي ريزنيكوف"، مخاطبا القوات الروسية: "أهلا بكم إلى الجحيم".

وجاء في بيان مشترك لوزارة الدفاع أن 420 ألف جندي -بمن فيهم القادة العسكريون- مستعدون للموت، وأنه تم تعزيز الدفاع عن كييف.

وأكد أن القوات المسلحة "أصبحت مختلفة عما كانت عليه عام 2014، وعلى كامل الاستعداد لصد أي عدوان، وجاهزة لكافة السيناريوهات".

وقد كشفت وزارة الدفاع أنه تم استلام، حتى الآن، ألفي طن من الأسلحة الحديثة والذخيرة والدروع الواقية من الرصاص من مختلف البلدان.

كما نقلت الوزارة نفسها آليات ومعدات عسكرية ثقيلة إلى دونباس المتاخم للحدود مع روسيا، وأظهرت صور تحركات لقوات وعتاد عسكري للجيش الأوكراني من مدينة خاركيف باتجاه هذا الإقليم.

فيما تسلمت أوكرانيا من ليتوانيا شحنة من صواريخ ستينغر الأمريكية المضادة للطائرات.

من ناحيتها، نفت وزارة البنى التحتية الأوكرانية أنباء عن إغلاق المجال الجوي.

استعدادات روسية

وفي المقابل، واصلت روسيا تعزيز قدراتها في البحر الأسود من مختلف أساطيلها البحرية في بحر البلطيق وبحر الشمال والمحيط الهادي.

وعبرت الغواصة "روستوف نا دونو" من طراز "كيلو" (Kilo) -التي تعتبر من أخطر الغواصات غير النووية في العالم- مضيق الدردنيل، الأحد، للانضمام إلى أكثر من 130 قطعة بحرية روسية، تشمل مدمرات وفرقاطات وكاسحات ألغام وسفن إنزال، لتنفيذ تدريبات واسعة النطاق للبحرية الروسية.

وحسب موسكو، ستقوم السفن والطائرات الحربية والقوات الساحلية التابعة للأسطول الروسي، خلال التدريبات، بتنفيذ عمليات رمي مدفعي وصاروخي على أهداف بحرية وساحلية وجوية.

تشاؤم أمريكي

من جانبها، حذرت واشنطن من اختلاق روسيا ذريعة للهجوم على جارتها الغربية.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان"، إن العالم "يجب أن يكون مستعدا لرؤية روسيا تختلق ذريعة للهجوم على أوكرانيا"، مشيرا إلى أن " الغزو الروسي لأوكرانيا قد يبدأ في أي يوم".

وأشار في تصريح صحفي إلى أنه لا يمكن التنبؤ باليوم الذي يمكن أن يحدث فيه غزو روسيا لأوكرانيا، وجدد استعداد بلاده لفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية المحتملة التي ستضرب النخبة الروسية.

ومن موقع مسؤوليته، أعلن المتحدث باسم البنتاجون "جون كيربي" أنه "لا مؤشرات على سير الأمور في الاتجاه الصحيح، أو لوجود نية لدى بوتين لخفض التصعيد، ولا يوجد سبب للتفاؤل".

بدوره، أكد وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" أن احتمال قيام روسيا بعمل عسكري ضد جارتها الغربية بات "وشيكا وعاليا".

وقال "بلينكن"، في مؤتمر صحفي عقده في هاواي، حيث التقى نظيريه الياباني والكوري الجنوبي، إن المسار الدبلوماسي مع روسيا بشأن قضية أوكرانيا لا يزال مفتوحا، وأوضح أن المطلوب هو أن تعمل موسكو على تهدئة الأوضاع.

ومع توالي التحذيرات بشأن قرب الهجوم المحتمل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن واشنطن أبلغت تل أبيب بأن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يبدأ الثلاثاء أو الأربعاء.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن السلطات سرّعت جهودها لإجلاء الإسرائيليين من أوكرانيا، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية أبلغتها بأن الاجتياح الروسي قد يبدأ الثلاثاء على أقرب تقدير.

من جانبها، تحدثت "يديعوت أحرونوت" عن فرصة حتى الأربعاء لإجلاء الإسرائيليين من أوكرانيا، بحسب الإشعارات التي تلقتها تل أبيب من واشنطن.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ألمانيا الأزمة الأوكرانية الغزو الأوكراني لروسيا أوكرانيا روسيا