قال أربعة مسؤولين أمريكيين، اشترطوا عدم ذكر أسماءهم، إن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخباراتية بأن إعلان روسيا انسحابًا عسكريًا من حدود أوكرانيا كان "خدعة متعمدة" لتضليل الغرب، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".

وأشارت الصحيفة إلى "التحذير القاتم" الذي وجهه الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في اليوم التالي لإعلان موسكو سحب جزء من قواتها من على الحدود الأوكرانية، والذي أكد فيه أنه لا يزال يعتقد بأن الكرملين سيشن هجوما "خلال عدة أيام".

وقالت إن التفاؤل بإمكانية تجنب الصراع جاء عندما أشار القادة الروس إلى أنهم سيبدأون في سحب أكثر من 150 ألف جندي كانوا قد حشدوا على الحدود الأوكرانية، وكان هذا الإعلان مصحوبًا بمقاطع فيديو أنتجها الكرملين لما زعموا أنها دبابات ومعدات ثقيلة أخرى تغادر المناطق الحدودية عبر السكك الحديدية.

لكن المسؤولون الأمريكيون يعتقدون الآن، بحسب الصحيفة، أنها كانت محاولة لإخفاء النوايا الحقيقية لروسيا.

ونقلت "واشنطن بوست" عن المسؤولين الأربعة، أن القوات الروسية استمرت في التحشد بالقرب من الحدود الأوكرانية وتصاعد القصف شرق أوكرانيا؛ مما زاد من المواقف القاتمة في واشنطن والعواصم الأوروبية التي كانت تأمل في إحباط الحرب.

وتواصل روسيا التدريبات في بيلاروسيا، التي يسهل الوصول منها إلى أوكرانيا، والتي يخشى مسؤولو المخابرات أن توفر غطاءً لغزو محتمل.

ومن المقرر أن تنتهي التدريبات، الأحد المقبل.

والخميس، جدد الرئيس "جو بايدن" تحذيره من هجوم روسي وشيك على أوكرانيا، لافتًا إلى أن "لا نية" لديه للاتصال بنظيره الروسي "فلاديمير بوتين".

وأضاف الرئيس الأمريكي أن "كل المؤشرات التي لدينا (تدل على) أنهم مستعدون لدخول أوكرانيا، لمهاجمتها".

وسبق أن حذر "بايدن" مرارًا من خطر اجتياح، لكنه كان يعلن في الوقت نفسه أن "بوتين" لم يتخذ قراره في هذا الشأن.

وكثفت واشنطن من التحذيرات بهذا الشأن منذ بضع ساعات، مؤكدة أن روسيا لا تسحب قواتها من الحدود الأوكرانية كما وعدت، بل تستمر على العكس بتعزيز انتشارها.

في غضون ذلك، جددت روسيا التأكيد، الخميس، أنها لا تخطط لاجتياح أوكرانيا، رغم نشر أكثر من 100 ألف جندي روسي عند حدودها؛ ما يثير مخاوف لدى الدول الغربية من عملية عسكرية وشيكة ضد كييف.