أعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، المعلنة من جانب واحد "دينيس بوشيلين"، السبت، التعبئة العامة، في ظل تفاقم الوضع بمنطقة دونباس في أوكرانيا.
جاء ذلك على أثر قصف الجيش الأوكراني، صباح اليوم، قرية سخانكا، ضمن إقليم دونباس، بنيران مدفعية، شملت 16 قذيفة.
وقال "بوشيلين" في مقطع مصور بثته وكالة "سبوتنيك": "أحث أبناء الوطن الذين هم في الاحتياط على القدوم إلى المفوضيات العسكرية. لقد وقعت اليوم مرسوما بشأن التعبئة العامة".
كما اتهم "بوشيلين" القوات الأوكرانية باستخدام قذائف الهاون وقاذفات القنابل اليدوية والمنظومات الصاروخية المتنقلة.
وأضاف أن قوات الشرطة الشعبية في دونيستك "ترد على الهجمات الأوكرانية بإطلاق النار عليها".
وأفادت الوكالة الروسية بأن عملية إجلاء سكان دونيتسك قد بدأت، على خلفية تفاقم الوضع في دونباس.
وفي وقت سابق، أعلن "بوشيلين" تنظيم عملية إجلاء جماعي للنساء والأطفال وكبار السن من دونيتسك في إقليم دونباس إلى مقاطعة روستوف في روسيا.
وبدوره، وقع رئيس جمهورية لوجانسك، المعلنة من جانب واحد، "ليونيد باسيتشنيك"، السبت، مرسوما يقضي بإعلان التعبئة العامة ووضع جميع الأجهزة الأمنية في حالة التأهب القصوى، بغية "تهيئة الظروف الملائمة لصد العدوان على الجمهورية".
وبموجب هذا المرسوم تم حظر مغادرة أراضي لوجانسك على الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و55 عاما.
وكانت الجمهوريتان المعلنتان ذاتيا في دونباس قد أعلنتا، الجمعة، عن بدء إجلاء مواطنيهما (بالدرجة الأولى النساء والأطفال وكبار السن) إلى روسيا، مشيرتين إلى أن قوات الحكومة الأوكرانية أنهت استعداداتها لشن هجوم واسع جديد عليهما، وهو ما نفته كييف.
وفي السياق، أفادت تمثيلية دونيتسك في المركز المشترك لمراقبة وتنسيق نظام وقف إطلاق النار، بأن قذائف المدفعية الأوكرانية على قرية سخانكا من عيار 122 ملم المحظورة بموجب اتفاقيات وقف إطلاق النار في مينسك.
وقبل ذلك، صرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية "دميتري بيسكوف"، بأن "ما يجري في دونباس مقلق جدًا وقد يصبح خطرًا"، في إشارة إلى المواجهات المسلحة بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا، في شرق أوكرانيا.
بدورها، أكدت أوكرانيا رصدها انتهاكات لوقف إطلاق النار من قبل الانفصاليين شرقي البلاد صباح السبت.
ونقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر بالجيش الأوكراني أن "الانفصاليين الموالين لروسيا في دونباس خرقوا وقف إطلاق النار 78 مرة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة".
ويستهدف الانفصاليون الموالون لروسيا، شرقي أوكرانيا، بالدرجة الأولى إلى تحويل جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين إلى دولة نوفوروسيا أي (روسيا الجديدة).
ويتمتع هؤلاء الانفصاليون بمجموعة من المميزات الواسعة بداية من اعتراف موسكو بالشهادات حول منشأ البضائع الصادرة عن الأجهزة العاملة بالفعل في أراضي دونباس، التي تشمل دونيتسك ولوجانسك.
ولا تفرض السلطات الروسية قيوداً متعلقة بالاستيراد والتصدير في الجمهوريتين المعلنتين من جانب واحد، وتسمح بدخول البضائع منهما بشروط متساوية مع السلع الروسية.
وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية روسيا بالتحضير لهجوم عسكري ضد أوكرانيا، وهو ما نفته الأخيرة في مناسبات عدة، معتبرة، أن الاتهامات ذريعة لزيادة الحضور العسكري لحلف شمال الأطلسي "ناتو" على حدودها.
وأكدت موسكو مرارا أنه لا نية لها لشن أي عملية ضد أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة والغرض من هذه الادعاءات تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا، استعداداً لفرض عقوبات اقتصادية جديدة، وتبريراً لتوسع الناتو شرقاً، الأمر الذي يهدد الأمن القومي الروسي.
