إيكونوميست: هل ينجو التقارب التركي الروسي من الحرب في أوكرانيا؟

السبت 26 فبراير 2022 08:04 ص

تساءلت مجلة "إيكونوميست" البريطانية عن مدى صمود العلاقات التركية الروسية بعد غزو أوكرانيا.

وقالت المجلة في تقرير لها إن قلة من الدول تراقب الحرب التي تم نشر الأسلحة من أجلها مثل تركيا، التي تحرص حكومتها على استمرار التقارب مع روسيا.

وقبل الغزو الروسي، سعي الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إلى الوساطة بين الطرفين، ولكن عندما بدأت القنابل الروسية تسقط على أوكرانيا، وصفت وزارة الخارجية التركية الغزو بأنه "غير مقبول" و"انتهاك خطير للقانون الدولي".

وكانت تركيا قد شجبت بالفعل اعتراف روسيا بجيوب انفصالية في أوكرانيا.

وقالت المجلة إن الحرب الدائرة تعتبر بمثابة اختبار للعلاقة بين البلدين وربما قضت عليها.

وبحسب المجلة، فالأمر الذي يقلق "أردوغان" أكثر هو اقتصاد تركيا وحاجته لروسيا، فـ"أردوغان"، بحاجة للنقد الأجنبي من موسم السياحة المزدحم، وفي ظل ارتفاع أسعار الطاقة، لكن تصرفات روسيا في أوكرانيا يبدو أنها قد نسفت هذه التطلعات.

وشكل الروس والأوكرانيون أكثر من ربع الزوار الأجانب لتركيا العام الماضي. وفي هذا الصيف، من المفترض أن يظهر عدد أقل بكثير. كما أن العقوبات الغربية ضد روسيا، أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لتركيا ومصدر الغاز الرئيسي، ستوجه ضربة منفصلة للاقتصاد.

وتسببت الحرب بالفعل باهتزاز في الأسواق التركية. وفي 24 فبراير/شباط الجاري، كانت الليرة تتجه لأسوأ يوم لها هذا العام.

ولا تريد تركيا استعداء روسيا. والمرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك كان بعد إسقاط طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود مع سوريا عام 2015.

وكان الرد الروسي قويا ومزيجا من العقوبات والتهديدات، وتبع ذلك ذوبان الجليد في العلاقات وتميز بصفقات طاقة جديدة، والتعاون في سوريا، وشراء تركيا لنظام الدفاع الجوي "إس-400" من روسيا. وحاولت روسيا منذ ذلك الحين إبعاد تركيا عن الناتو، في حين أن تركيا المنبوذة من شركائها الغربيين، تتطلع إلى روسيا لتعزيز مصالحها الإقليمية.

واللافت للانتباه نجاة هذا التقارب من اغتيال سفير روسيا في تركيا إلى جانب حروب في ليبيا وسوريا وأذربيجان، حيث تصارع وكلاء تركيا ضد روسيا.

وتتعاون القوتان ما أمكن وتواجهان بعضهما البعض عند الضرورة، وإن لم يكن ذلك بشكل مباشر تقريبا.

علاقات تركيا بأوكرانيا

في المقابل، تعتبر تركيا أوكرانيا شريكا استراتيجيا وعارضت ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ودعمت خطط أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، وشاركت مخاوفها بشأن الحشد البحري الروسي في البحر الأسود.

كما باعت تركيا عشرات الطائرات المسلحة بدون طيار لأوكرانيا، ما أزعج "بوتين".

وفي وقت سابق من هذا العام، وقع "أردوغان" والرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" اتفاقية تعاون دفاعي جديدة.

وبحسب "ألبير كوسكون" من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، فإن الحرب ستجعل من الصعب على تركيا موازنة التزاماتها كعضو في الناتو وعلاقاتها الدافئة مع روسيا.

وساعد دعم تركيا لأوكرانيا الدولة بالفعل على تحسين أوراق اعتمادها الباهتة في حلف شمال الأطلسي. وأشاد الدبلوماسيون الأمريكيون، بموقفها من أوكرانيا.

ومن المفيد أن تركيا بدأت في إصلاح العلاقات مع الإمارات ومصر وإسرائيل، وكلهم حلفاء لأمريكا.

ومع ذلك، فإن لدى روسيا طرقا لتقليل دعم تركيا لأوكرانيا. ولا يتضح هذا في أي مكان كما هو الحال في إدلب، وهي محافظة في شمال شرق سوريا مكتظة بأكثر من 3 ملايين مدني وتسيطر عليها المعارضة المسلحة.

وقبل عامين، وافقت تركيا، الداعمة للمعارضة السورية، وروسيا، التي تدعم النظام السوري، على وقف إطلاق النار. أدى ذلك إلى وقف هجوم النظام الذي كان من شأنه أن يدفع المسلحون وملايين اللاجئين نحو الحدود التركية.

سلاح روسيا

وقال مسؤولون في أنقرة إنه منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، زادت انتهاكات وقف إطلاق النار. هذا ليس من قبيل الصدفة. وهم يعتقدون أن روسيا تقوم باستخدام اللاجئين كسلاح ضد تركيا.

يقول أحد المسؤولين: "ينظر الروس إلى إدلب على أنها نقطة ضعف لتركيا.. إنهم يرسلون رسالة مفادها أننا إذا فعلنا شيئا لا يحبونه [في أوكرانيا]، فيمكنهم جعل حياتنا صعبة".

وفي وقت سابق من هذا العام، قال "أردوغان" إن تركيا ستفعل كل ما أمكن كعضو في الناتو في حالة الغزو الروسي. ولكن من الناحية العملية، لا يوجد الكثير مما يمكن لتركيا تقديمه لأوكرانيا.

وقللت المجلة من جدوى أن تكون تركيا وسيطا محتملا بين روسيا وأوكرانيا، في الوقت الذي يريد فيه "أردوغان" أن يحافظ على علاقات حميمة مع روسيا، بحسب وصفها.

المصدر | إيكونوميست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا روسيا أوكرانيا أردوغان بوتين

حركة السفن .. كيف تستطيع تركيا توجيه دفة الحرب الروسية الأوكرانية؟

الرئيس الأوكراني ينفي دعوته للاستسلام وإلقاء السلاح: سندافع عن بلدنا

بايدن يأمر بتوجيه 350 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا

مصادر متطابقة: لا قرار تركي بإغلاق البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية الروسية