نيويورك تايمز: الصين عالقة في مأزق بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا

السبت 26 فبراير 2022 09:27 ص

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الصين في "مأزق وموقف محرج" بعد امتناعها عن التنديد بالعدوان الروسي على أوكرانيا وهو ما يتعارض مع ما تعلنه أن سيادة الدول "أمر مقدس".

ويقف نهج موسكو على نقيض صارخ من موقف السياسة الخارجية المعلنة للصين والقاضية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وانتهجت بكين مسارا دبلوماسيا حذرا في الأزمة ورفضت اعتبار العملية "غزوا"، كما لم تستنكر أعمال حليفتها الوثيقة روسيا.

وأثار موقف بكين غضب قادة أوروبا وزاد من إحباط واشنطن تجاه الصين. كما أدانت الدول الآسيوية والأفريقية المقربة تقليديا من بكين تصرفات روسيا. 

وأعرب الرئيس الصيني "شي جينبينج"، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، عن تأييده حل النزاع في أوكرانيا عبر المسار الدبلوماسي.

وأكد "جينبينج" في مكالمة هاتفية، الجمعة، أن "الوضع في شرق أوكرانيا شهد تغيّرات متسارعة.. (وأن) الصين تدعم روسيا وأوكرانيا في حل المسألة من خلال مفاوضات".

ونفذت القوات الروسية غزوا ضد أوكرانيا، شمل ضربات جوية وإرسال جنود إلى عمق أراضي هذا البلد، بعد أسابيع على فشل جهود دبلوماسية في ردع "بوتين" عن شن العملية العسكرية.

وأكد "جينبينج" في الاتصال الهاتفي مع "بوتين" على ضرورة "التخلي عن عقلية الحرب الباردة، وتعليق أهمية على المخاوف الأمنية المنطقية لجميع الدول واحترام تلك المخاوف، وتشكيل آلية أمنية أوروبية فاعلة ومستدامة من خلال المفاوضات".

التوازن بين روسيا وأوروبا

ومع تصاعد الأزمة، اضطرت الصين إلى تحقيق توازن بين علاقاتها القريبة مع روسيا ومصالحها الاقتصادية الكبيرة في أوروبا.

وقال "جينبينج" إن الصين "على استعداد للعمل مع جميع الأطراف في المجتمع الدولي للدعوة إلى مفهوم أمني مشترك وشامل ومتعاون ومستدام، وحماية النظام الدولي مع بقاء الأمم المتحدة في الصميم"، وفق النص الذي نشرته "سي سي تي في".

وقال المحلل السياسي "آدم ني"، إن "عدم الاتساق يضر بالصين على المدى الطويل".

وأضاف: "يقوض مبادئ السياسة الخارجية الصينية الراسخة، ويجعل من الصعب إبراز نفسها كقوة عظمى مسؤولة". 

وأكد أن الدول الأوروبية سترى هذه الموقف "ازدواجية وتواطؤا في العدوان الروسي، والذي من المحتمل أن يكون له تكاليف على بكين".

وشارك بعض الأكاديميين الصينيين مخاوفهم دعم الرئيس الصيني لـ"بوتين".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، تساءل بعض المستخدمين بشدة عن موقف الصين في ساحات الحرب في أوكرانيا من خلال مبدأها الراسخ بأن الدول يجب أن تدير مصيرها.

قال أحد الناشطين، الجمعة، على موقع "ويبو" الصيني: "أوكرانيا دولة مستقلة وذات سيادة، وإذا أرادت الانضمام إلى الناتو أو الاتحاد الأوروبي، فهذه حريتها ولا يحق لأي شخص آخر التدخل".

وأكد خبراء أن هذه الحرب ستعرض مليارات الدولارات الصينية للخطر.

وقال مؤلف كتاب "هواوي" "ديكستر روبرتس": "إذا استمر الغزو الروسي، فسيتم تعليق صفقة مدتها 3 سنوات من قبل شركة هواوي العملاقة للشبكات الصينية لتثبيت خدمات الجيل الرابع اللاسلكية في نظام مترو كييف، وستتباطأ الشحنات الزراعية الضخمة أسطورة الرأسمالية الصينية"، بحسب موقع "صوت أمريكا".

وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لأوكرانيا عام 2019، وفقًا للبيانات التي جمعتها شركة المحاماة الأوكرانية Crane IP.

ويقدر المحللون التجارة الثنائية، السبت، بين 10 و20 مليار دولار سنويًا.

وقال "روبرتس" إن الصين تبيع الآلات والسلع الاستهلاكية لأوكرانيا ولديها فائض تجاري إجمالي، واصفا التجارة الصينية بأنها "مهمة للغاية بالنسبة لأوكرانيا".

وتصدر أوكرانيا أيضًا سلعًا إلى الصين، مثل الذرة والشعير وزيت عباد الشمس. حيث يأتي حوالي ثلث الذرة في الصين من أوكرانيا.

المصدر | نيويورك تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين روسيا أوكرانيا

الصين تؤكد ضرورة الحفاظ على سيادة واستقلال أوكرانيا

تقرير استخباري: الصين طلبت من روسيا إرجاء غزو أوكرانيا حتى انتهاء الأولمبياد