رمضان قديروف.. جندي بوتين المخلص

السبت 5 مارس 2022 11:55 ص

أعلن الزعيم الشيشاني "رمضان قديروف" في 25 فبراير/شباط الماضي أن المقاتلين الشيشان الموالين له يقاتلون إلى جانب جيش الروسي في أوكرانيا.

وقال "قديروف" في خطاب له إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" قد اتخذ "القرار الصائب وسننفذ أوامره مهما كانت الظروف" في إشارة إلى قرار "بوتين" غزو أوكرانيا.

ولا يعرف عدد المقاتلين الشيشان الذين تم نشرهم في أوكرانيا على وجه اليقين لكن بعض التقارير الصحفية تحدثت عن 10 آلاف مقاتل وقد سقط عدد منهم في المعارك هناك. وقد أقر "قديروف" بسقوط اثنين منهم فيما أشارت بعض التقارير إلى أن العدد أكبر من ذلك بكثير.

وكانت الحكومة الأوكرانية قد قالت إنها قضت على وحدة خاصة من المقاتلين الشيشان وصلت للعاصمة كييف بهدف اغتيال الرئيس الأوكراني "فلوديمير زيلينسكي".

وقد بثت قناة "روسيا اليوم" المقربة من الحكومة الروسية قبل يوم من اندلاع المعارك في أوكرانيا لقطات مصورة لحشود من المقاتلين الشيشان الذين تجمعوا في إحدى الساحات في العاصمة الشيشانية جروزني، وقالت إن هؤلاء ينتظرون أوامر الرئيس "بوتين" للتوجه إلى أوكرانيا.

ودعا "قديروف" في رسالة صوتية له في 27 فبراير/شباط الماضيالقيادة الروسية إلى تغيير تكتيك المعركة واستخدام المزيد من القوة في معارك أوكرانيا. وقال: "إن القوميين الأوكرانيين لا يفهون سوى لغة القوة وقد حان الوقت للتوقف عن مهادنة العدو ويجب البدء بعملية عسكرية واسعة ومن كافة الجهات في أوكرانيا. يجب أن نغير التكتيك الذي نتبعه معهم. يجب أن يعطي بوتين الأوامر المناسبة لكن نقضي على هؤلاء النازيين".

وفيما يلي نقدم لمحة عن الزعيم الشيشاني "رمضان قديروف" والدور الذي يقوم به.

يعتبر "قديروف" أحد أكثر الرجال إثارة للخوف في روسيا وصاحب نفوذ قوي في روسيا الاتحادية. فهو يد الكرملين القوية في بسط الأمن والاستقرار في الجمهورية القوقازية الشمالية منذ أكثر من عقد من الزمن لدرجة أن جمهورية الشيشان باتت أشبه بإقطاعية خاصة بـ"قديروف"، يحكمها دون منازع.

وتتهم المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان "قديروف" بارتكاب مجموعة من الانتهاكات، بما في ذلك الإخفاء القسري للمعارضين والتعذيب واضطهاد الشواذ جنسياً.

واتهمه معارضوه بتدبير عدة اغتيالات بعضها في أوروبا لكنه نفى تورطه.

في عام 2015 أشاد "قديروف" برجل أمن من أصول شيشانية متهم بقتل المعارض الروسي "بوريس نيمتسوف"، أحد أبرز مناوئي "بوتين".

وقال "قديروف" إن "زاور داداييف"، الضابط بوزارة الداخلية الروسية "مخلص لروسيا وعلى استعداد للتضحية بحياته من أجل الوطن الأم". وبعد يوم واحد من إشادته بـ"داداييف" حصل "قديروف" على وسام رفيع من "بوتين"، إذ نال وسام الشرف عن "الإنجازات في مجال العمل والأنشطة الاجتماعية المضنية والخدمة الطويلة بإخلاص".

الولاء للكرملين

وأعرب "قديروف" عن دعمه القوي للمتمردين الموالين لـ"بوتين" في شرق أوكرانيا ولضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وهو مدرج في قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي تستهدف المقربين من "بوتين".

في عام 2020 أغلق موقع "إنستجرام" صفحة "قديروف" حيث كان لديه أكثر من مليون ونصف متابع على الموقع بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليه.

يعتمد الرئيس بوتين على قديروف (إلى اليمين) لتعزيز القوة الروسية في الشيشان

وكان "فيسبوك" قد سبق وأغلق حسابه عام 2017.

مثل "بوتين" يحب "قديروف" الظهور بصورة رجل مفتول العضلات. كما يميل إلى الظهور وهو يحمل أسلحة ويدعم مسابقات فنون الدفاع عن النفس.

في عام 2007 عينه "بوتين" رئيسا للشيشان.

وكان والده "أحمد قديروف" الذي انتخب رئيساً في انتخابات شابتها مخالفات عام 2003 أُغتيل بعد بضعة أشهر في انفجار قنبلة.

ولدى "قديروف" ميليشيا خاصة قوية مرهوبة الجانب تسمى "قاديروفتسي"، وتتهم جماعات حقوق الإنسان هذه المليشيات بالتعذيب والخطف والاغتيالات في جمهورية الشيشان ذات الأغلبية المسلمة التي دمرتها الحرب في التسعينات من القرن الماضي.

في أوائل التسعينات انضم "رمضان" ووالده إلى المسلحين الذين كان يقاتلون القوات الروسية في حرب شيشان الأولى، لكنهما انتقلا إلى صف الموالين لموسكو في بداية حرب الشيشان الثانية عام 1999.

ويقول مراسل "بي بي سي" "مراد بطل الشيشاني" إن تعامله العنيف مع الإسلاميين المسلحين مفيدة لروسيا في مسعاها لتهدئة منطقة شمال القوقاز برمتها.

لكن التشدد الإسلامي بات أكثر حدة في الجمهوريات المجاورة للشيشان في الوقت الذي كان يحاول "بوتين" تعزيز قبضته في موسكو.

ازدراء المعارضين

أولئك الذين ينتقدون أوجه القصور الرسمية في الشيشان يتم عرضهم في بعض الأحيان بشكل مهين على التلفزيون المحلي الذي تسيطر عليه الدولة.

على سبيل المثال عندما اشتكى بعض الأطباء من نقص معدات الوقاية مع انتشار فيروس "كورونا" ظهر هؤلاء الأطباء على شاشة التلفزيون الشيشاني وهم يعترفون بأنهم كانوا مخطئين.

في عام 2018 التقى مراسل "بي بي سي" في روسيا "ستيف روزنبرج" بـ"قديروف"، وأثار معه الاتهامات الموجهة إليه بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، فرد بازدراء: "الكلب ينبح لكن القافلة تستمر بالسير. الذين يكتبون هذه الأشياء عني لا أعتبرهم بشراً".

يتذكر "روزنبرج" روح الدعابة التي يتمتع بها الرجل القوي منذ لقائهما الأول في عام 2005. وبينما كان "قديروف" يعزف على الجيتار قال له "روزنبرج": "أنا أعزف على آلة موسيقية أيضاً، أنا أعزف على البيانو".

فرد عليه "قديروف" مازحا: "إذن اعزف على البيانو الخاص بي، وإذا كان عزفك رديئاً فسأضعك في سجني".

العمل مع الصوفية

سار "قديروف" على خطا والده ويرعى الطريقة الصوفية الرئيسية في الشيشان وهي القادرية.

رمضان قديروف يتحدث في يوم الشباب الروسي 2012

وقال "الشيشاني": "كان أتباع الطريقة القادرية معادين لروسيا على الدوام لكنها تحولت للمرة الأولى في التاريخ إلى حليف لها ضد الإسلاميين".

أقام "قديروف" علاقة مباشرة مع الكرملين متجاوزاً مؤسسات الدولة البيروقراطية في روسيا، وهو ترتيب مناسب لكلا الجانبين.

وقد أتت العلاقة ثمارها حيث مولت روسيا إعادة بناء البنية التحتية في الشيشان، مثل شبكة الطرق الجديدة والمسجد العملاق في العاصمة جروزني.

عمليات القتل السابقة

يقول "سيروين مور"، خبير شمال القوقاز في جامعة برمنجهام في المملكة المتحدة، إن روابط "قديروف" بجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) تعود إلى عام 2000 على أقل تقدير وهو العام الذي أصبح فيه "بوتين" رئيساً لروسيا.

وقد لقيت الصحافية الاستقصائية البارزة التي أدانت أساليب "قديروف"، "آنا بوليتكوفسكايا" مصرعها بإطلاق النار عليها خارج شقتها في موسكو في عام 2006. وحكم على رجلين بالسجن مدى الحياة ولم يتم الكشف عن الجهة التي أمرت بقتلها.

في عام 2009 قُتلت المدافعة الروسية عن حقوق الإنسان، "ناتاليا إستيميروفا"، بالرصاص في شمال القوقاز وكانت من الأصوات البارزة التي عارضت أساليب "قديروف".

وقال "مور" لـ"بي بي سي" إن "قديروف" "بات أقرب ما يكون إلى زعيم طائفة دينية مثل بعض قادة الجمهوريات التي ظهرت في آسيا الوسطى عقب انهيار الاتحاد السوفييتي"، وبالتالي يعمل "عسكريون سابقون تحت إمرته ويقومون بأعمال تفيده والكثير من هذه الأعمال مريبة".

كما تعرض بعض رفاقه الذين اختلفوا معه للاغتيال في الخارج مثل مرافقه الشخصي السابق "عمر إسرائيلوف" في فيينا، و"سليم ياماداييف" في دبي.

المصدر | BBC

  كلمات مفتاحية

رمضان قديروف الزعيم الشيشاني روسيا بوتين أوكرانيا

ردا على غزو أوكرانيا.. الاتحاد الأوروبي يعلق عضويتي روسيا وبيلاروس بمجلس دول البلطيق

قديروف يعلن إرسال مسؤول عسكري وألف مقاتل شيشاني جدد لأوكرانيا

في مقطع ساخر.. قديروف يجبر "شبيه زيلينسكي" على الاستسلام

"قبل أن أُطرد".. رئيس الشيشان يلمح للتنحي عن منصبه