مصادر مصرية: هكذا أنقذت وساطة القاهرة تحالف حكومة باشاغا

الأحد 6 مارس 2022 11:35 ص

كشفت مصادر مصرية مقربة من اللجنة الوطنية المعنية بالملف الليبي، التابعة لجهاز المخابرات العامة، تفاصيل تحركات مصرية جرت خلال الأيام الماضية، لـ"إنقاذ حكومة فتحي باشاغا" من التفتيت.

وذكرت المصادر أن التحالف، الذي ضم "باشاغا" ورئيس مجلس النواب "عقيلة صالح" وقائد ميليشيات شرق ليبيا اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، كان مهدداً بالانهيار خلال الأيام التي سبقت أداء الحكومة لليمين أمام مجلس النواب، بسبب الخلافات حول الحصص المتعلقة بالحقائب الوزارية، وتبعية حامليها لبعض الأطراف، وفقا لما أورده موقع "العربي الجديد".

وأوضحت أن "عقيلة صالح" كاد أن يعطل الأمر برمته بسبب تجاهل مرشحه لمنصب نائب رئيس الحكومة الممثل لشرقي ليبيا، واختيار "علي القطراني"، المحسوب على "حفتر".

وأشارت المصادر إلى أن رئيس مجلس النواب الليبي أبدى استياءه، خلال لقائه في القاهرة أخيراً رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء "عباس كامل"، بسبب عدم مراعاة ملاحظاته بشأن تشكيل الحكومة رغم دوره الكبير في إعلان "باشاغا" رئيسا لها، إضافة إلى "سيطرة حفتر الكاملة على مراكز قوة الحكومة من خلال نائبي رئيس الوزراء، واستحواذ تابعين له على وزارات الدفاع والمالية والعدل.

وقبل أداء حكومة "باشاغا" اليمين بيومين فقط، طلبت مصر عقد لقاء مع ممثلي "حفتر"، مشيرة إلى حضور كل من "صدام" و"بلقاسم"، نجلا "حفتر" للقاء، حيث التقيا في القاهرة باللواء "أيمن بديع"، رئيس اللجنة المصرية المعنية بالملف الليبي، في محاولة لإزالة الاحتقان وتفويت الفرصة أمام المحاولات الرامية لعرقلة تشكيل الحكومة، بحسب المصادر.

وخلال اللقاء، أبدى نجلا "حفتر" التمسك بموقف والدهما، الذي اشترط حيازة المناصب الخمسة وهي: نائبا رئيس الوزراء عن الجنوب والشرق، والحقائب السيادية الثلاث، من أجل مباركة الحكومة الجديدة.

وأفادت المصادر بأن مصر عاودت اتصالاتها مرة أخرى بـ"عقيلة صالح" لإقناعه بتقديم تنازلات، خصوصاً في ظل المخاوف من "حالة الاختراق التركية" لمعسكر الشرق الليبي أخيراً.

كما تواصلت مصر، في إطار مساعيها التي تأتي بالتنسيق مع فرنسا، مع قادة مجموعات عسكرية تتمتع بثقل في غرب ليبيا، في محاولة لتمكين "باشاغا" وحكومته من الاستحواذ على المقرات الحكومية في العاصمة طرابلس.

وبحسب المصادر، فإن اتصالاً "مؤمناً" جرى مع "هيثم التاجوري"، قائد كتيبة ثوار طرابلس، إحدى المجموعات المسلحة في العاصمة، التي تم تأمين دعمها لـ"باشاغا"، بهدف بحث مجموعة من الخطوات التي يمكن ترتيبها وإحداث خلخلة أمنية تكون مدخلاً لوصول رئيس الحكومة الجديدة إلى مقر رئاسة الحكومة، وتحريك مخاوف القوى الغربية من عودة الصراع المسلح مجدداً إلى الساحة الليبية.

وأمام الوساطة المصرية، تخلى رئيس مجلس النواب الليبي عن تمسكه بترشيح مدير مكتبه "عبدالله المصري" كنائب لرئيس الوزراء عن المنطقة الشرقية.

ونوهت المصادر إلى أن القاهرة لم تبد مخاوف من توسع نفوذ "حفتر" في حكومة "باشاغا"، لاعتقاد الدوائر المصرية المعنية بالملف الليبي أن تلك الخطوة بمثابة رمانة ميزان، لضمان ولاء "باشاغا" نفسه، وعدم تغيير موقفه لاحقاً، أو تبعيته إلى معسكر مناوئ للقاهرة، بحال حدوث أي تفاهمات في هذا الشأن.

كما أكدت المصادر أن سيطرة شرق ليبيا على الحكومة من خلال الاستحواذ على المناصب الهامة وعلى رأسها وزارة الدفاع بمثابة عنصر اطمئنان للقاهرة، التي تعتقد أن القوى الغربية ستضطر إلى الاعتراف بالحكومة المجازة من مجلس النواب.

وتسعى مصر لبناء تحالف قوي تضمن ولاءه في ليبيا، خصوصاً في ظل حالة التقارب التي حدثت أخيراً بين تركيا، التي تملك نفوذاً واسعاً في غربي ليبيا، والإمارات التي تملك تأثيرا على مكونات شرقي ليبيا، ما دفع أنقرة إلى تخفيض جهودها لتطبيع العلاقات مع القاهرة، بعدما كان الملف الليبي الأبرز على طاولة المفاوضات بين البلدين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ليبيا مصر القاهرة عباس كامل عقيلة صالح خليفة حفتر فتحي باشاغا