استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تعقيدات الحرب الأوكرانية

الاثنين 7 مارس 2022 03:41 م

تعقيدات الحرب الأوكرانية

تعاني المساعي السياسية لوقف الحرب من حلقة مفقودة هي عدم المشاركة الأميركية أو الغربية فيها.

الأطراف الغربية، خاصة التي تشعر بتهديد روسي، أعدّت نفسها لأزمة طويلة ولمواكبة التطوّرات داخل أوكرانيا.

هناك طرفان معروفان في هذه الحرب لكنها تدور عملياً بين روسيا وحلف الناتو، والبعض يختزلها بمواجهة روسية أميركية عبر أوكرانيا (بالوكالة).

هناك متغيّرات ووقائع تتبلور، منها أن دخول أوكرانيا في حلف «الناتو» لم يعد وارداً، وأن العقوبات على روسيا ستكون موضع تجاذب طويل مع دول الغرب.

لن تستطيع أوكرانيا الحصول على ما تطالب به بهذه المرحلة كأنها تنكر الواقع الذي فرضه الغزو ولن تتمكن روسيا من إملاء شروطها (الحياد ونزع السلاح).

الأوضاع ستسوء كثيراً قبل أن تبدأ بالتحسّن والحلول، لكي تكون ثابتةً ودائمةً، لا بدّ أن تكون سلمية عبر التفاوض والتفاهم، أي أنها لا يمكن أن تكون عسكرية بحتة.

* * *

مرعب هذا الاقتراب من الخطر النووي في وقائع الحرب الأوكرانية، فقبل الحريق في منشأة زابوروجيا كان التلويح بالسلاح النووي قد أصبح قيد التداول، إمّا للتهديد بـ«الردع» من جانب روسيا أو بالتحوّط والجهوزية من الجانب الغربي.

ورغم أن كارثةً لم تقع، وأن المواجهة بالأسلحة النووية ما تزال مستبعدة، فإن الاحتمال يبقى عالياً لأن تتسرّب إشعاعات جرّاء إصابة مفاعلٍ ما خلال العمليات القتالية.

لذلك ينبغي عدم استسهال هذا النوع من التلاسن، خصوصاً مع الذهاب بالعقوبات إلى حدّها الأقصى، بما تعنيه من انعكاسات سيئة ستَظهَر تباعاً في الاقتصاد الروسي. وفي المقابل، من الضروري أن يُترجَم إبداء القلق الشديد والتحذير من الخطر بالسعي إلى توافق صلب على ضمان سلامة محطات الطاقة النووية حتى في زمن الحرب.

لكن اللحظة الدولية الراهنة تبدو، للأسف، بعيدةً عن التضامن المطلوب، مع أن الدول المعنية وافقت حديثاً على تعهدّات بتحييد الشأن النووي عن أي صراعات. ولا يثبّت هذه التعهّدات سوى العمل الدؤوب الهادف إلى وقف الحرب، تمهيداً لإنهائها، وبالتالي إبعاد شبحها باتفاقات سياسية.

دخل الطرفان الروسي والأوكراني في مفاوضات بدت أولاً بلا أفق، ثم دخلت في التفاصيل التقنية لآليات وقف إطلاق النار، فما يهم كييف أن يتوقّف التوغّل العسكري في أراضيها وأن تنسحب القوات الروسية إلى ما وراء الحدود، إلا أن موسكو تريد من هذا المفاوضات أن تلبي المطالب السياسية التي شنّت الحرب لتحقيقها.

بدهي أن أوكرانيا لن تستطيع الحصول على ما تطالب به في هذه المرحلة، وكأنها تنكر الواقع الذي فرضه الغزو. بدهي أيضاً أن روسيا لن تتمكّن من إملاء شروطها (الحياد ونزع السلاح) على حكومة أوكرانية قائمة تُراد إطاحتها وجيش لا يزال يحارب ويُراد تفكيكه، ثم إن هناك مقاومة رديفة لهذا الجيش قيد التنظيم والتطوير استعداداً لأزمة طويلة زمنياً.

ونظراً إلى التعقيدات لا بدّ من وسطاء، هذا ما أعلنه أحد مفاوضي كييف، وهذا ما توحي به أيضاً الاتصالات التي حرص الرئيس الروسي على إجرائها أو تلقيها من زعماء دوليين مختلفين، من الرئيسين الصيني والفرنسي وولي عهد أبوظبي والمستشار الألماني إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وهناك بالطبع أفكار ومبادرات يمكن تفعيلها في الوقت المناسب، لكن هناك أيضاً ضمانات يبحث عنها الطرفان وربما يصعب توفيرها في ظل حدّة الاستقطاب الحاصل.

ويبدو أن اقتناعاً عاماً تكوّن لدى مختلف الوسطاء بأن الأوضاع ستسوء كثيراً قبل أن تبدأ بالتحسّن، بموازاة اقتناع آخر أكثر عمقاً بأن الحلول، لكي تكون ثابتةً ودائمةً، لا بدّ أن تكون سلمية عبر التفاوض والتفاهم، أي أنها لا يمكن أن تكون عسكرية بحتة.

صحيح أن هناك طرفين معروفين في هذه الحرب، إلا أنها تدور عملياً بين روسيا وحلف الناتو، والبعض يختزلها بمواجهة روسية أميركية عبر أوكرانيا (بالوكالة). لذلك تعاني المساعي السياسية لوقف الحرب من حلقة مفقودة هي عدم المشاركة الأميركية أو الغربية فيها.

وقياساً إلى أزمات مماثلة، فإن الأطراف الغربية، خصوصاً تلك التي تشعر بتهديد روسي مباشر، أعدّت نفسها لأزمة طويلة ولمواكبة التطوّرات داخل أوكرانيا.

لكن، في الانتظار، هناك متغيّرات ووقائع تتبلور، منها أن دخول أوكرانيا في حلف «الناتو» لم يعد وارداً، وأن العقوبات على روسيا ستكون موضع تجاذب طويل مع دول الغرب.

* عبد الوهاب بدرخان كاتب صحفي لبناني

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا، روسيا، الناتو، أميركا، الغرب، العقوبات، السلاح النووي، التفاوض، الحياد، نزع السلاح،