أعلنت شركة النفط السعودية العملاقة (أرامكو)، الخميس، عن استثمار جديد لها بقطاع الطاقة في الصين، وصفته بأنه حجر الزاوية في استراتيجيتها للتوسّع في آسيا.

وذكرت الشركة، التي تدير إنتاج النفط في أكبر بلد مصدر له في العالم، في بيان، أن استثمارها الجديد يتضمن تأسيس منشاة ضخمة تضم مصفاة ومجمع بتروكيماويات في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينج، شمال شرقي الصين.

وسيضم المجمع مصفاة بطاقة إنتاجية تبلغ 300 ألف برميل يوميًا، ووحدة تكسير إثيلين، تعد أساسًا بتروكيماويًا لتصنيع آلاف المنتجات اليومية، لتسهم في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة والمنتجات الكيميائية في الصين.

وأورد البيان أن المجمع المتكامل للتكرير والبتروكيماويات سيبدأ أعماله في عام 2024 كما هو متوقع، حيث سيتم فيه تحويل السوائل إلى كيميائيات عبر توريد أرامكو ما يصل إلى 210 آلاف برميل يوميًا من النفط الخام للمجمع.

وتعمل شركة "أرامكو هواجين" للبتروكيميائيات، وهي مشروع مشترك تم تأسيسه عام 2019 بين أرامكو السعودية وشركة مجموعة "شمال هواجين للصناعات الكيماوية"، على تطوير المشروع الاستثماري الجديد مع شركة "بانجين".

ويخضع المشروع لاستكمال توثيق المعاملات، والحصول على الموافقات اللازمة من الجهات التنظيمية المختصة وشروط الإغلاق.

وجاء الإعلان عن الاستثمار السعودي الجديد بعد يومين فقط من توقيع أرامكو، عبر شركة "أرامكو آسيا المحدودة" التابعة لها، على مذكرة تفاهم مع الشركة الصينية للبترول والكيميائيات (ساينوبك)، بشأن تعاون محتمل في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في الصين.

وقال النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة في أرامكو السعودية "محمد القحطاني"، عقب الإعلان عن الاستثمار الجديد، إن "الصين أحد أهم المحركين للطلب العالمي على الكيميائيات، وتُعد هذه الشراكة معلمًا رئيسًا آخر في رحلتنا معًا".

وكان ولي عهد السعودية، الأمير "محمد بن سلمان"، قد قال، في لقاء مطول مع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، قبل أيام، إن استثمارات بلاده في الصين تنمو هناك بسرعة كبيرة، وستتجاوز رقم نحو 100 مليار دولار الذي وصلته حالياً.

وتحتفظ السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، بمركزها كأكبر مورد للصين بشكل شبه دائم، وبما يقارب المليوني برميل يومياً من الخام.

وسبق أن أعلنت أرامكو أنها تعطي الأولوية لأمن طاقة الصين على مدى الخمسين عاما المقبلة، وتعمل في الوقت نفسه مع الجامعات والشركات الصينية في أنظمة وتقنيات وقود المحركات الأنظف لتحويل الخام إلى كيماويات، وتقليل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري من مصادر الطاقة الحالية.