استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

خبراء أميركيون: هزيمة بوتين تتوقف على هذه الفرضية!

الثلاثاء 15 مارس 2022 06:07 ص

خبراء أميركيون: هزيمة بوتين تتوقف على هذه الفرضية

مخاوف من معضلة أوروبية في توفير بدائل للطاقة الروسية بعد انتهاء الحرب الأوكرانية.

يعتقد خبراء أن حرب بوتين على أوكرانيا أعطت دول الناتو شعورا بقوة المصالح المشتركة.

العقوبات تضغط على روسيا لتحقيق نصر سريع.. خبراء أميركيون يتحدثون عن سيناريوهات لأمد الحرب ومآلاتها

العقوبات الصارمة تضع بوتين بموقف صعب يحتاج فيه للانتصار بسرعة نظرا للتكلفة الكبيرة على شعبه وحلفائه. لكن بشرط أن يعمل الغرب وينسق معا.

إطالة أمد الحرب تعني مزيدا من الضغط على روسيا بالعقوبات الاقتصادية وأثرها على احتياطيها من النقد الأجنبي بجانب بحث أوروبي جاد عن بديل للطاقة.

* * *

واشنطن- مع دخول المعارك في أوكرانيا أسبوعها الثالث، واستمرار تقدم القوات الروسية من عدة محاور في محاولة للسيطرة على العاصمة كييف، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بشن حرب اقتصادية على بلاده، فيما وعد وزير خارجيته سيرغي لافروف بمواصلة العملية العسكرية.

ولم تؤدّ المباحثات، التي جمعت وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا، في مدينة أنطاليا جنوبي تركيا، إلى أي تقدم باتجاه وقف إطلاق النار، في الوقت الذي يستمر فيه ضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الغرب لفرض منطقة حظر طيران فوق بلاده أو مدّه بمقاتلات متقدمة.

في هذه السياق، حاورت الجزيرة نت خبيرين في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية، حول مآلات الحرب ونطاقها الزمني المتوقع، في الوقت الذي لم تتضح فيه بعد أهداف العملية العسكرية الروسية في جانبها العملي والعملياتي داخل الأراضي الأوكرانية.

نصر سريع لم يتحقق

ترى أستاذة العلاقات الدولية بجامعة ميسيسبي الأميركية سوزان هانا آلين أن "الروس توقعوا نصرا سريعا، وبعد الفشل المبدئي في حملتهم، يتحولون الآن إلى تكتيكات تركز على إرهاب المدنيين بدلا من مجرد محاولة هزيمة الجيش الأوكراني، أو الاستيلاء على المباني الحكومية".

وبحسب آلين -وهي متخصصة في الشؤون الأمنية والإستراتيجية- فإن القادة العسكريين الروس يجدون أنفسهم في موقف صعب بعدما كشفت خبرة الأسبوعين الماضيين أن توقعاتهم بشأن صعوبة المهمة في أوكرانيا غير صحيحة.

وتشير الخبيرة الأميركية إلى تقارير متزايدة تتحدث عن انخفاض الروح المعنوية بين الجنود الروس، فهم لم يكونوا مستعدين للمهام التي طلبت منهم، واعتقدوا أن الأوكرانيين سيكونون سعداء برؤيتهم، وكان الواقع عكس ذلك.

من جهته، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نورث كارولينا البروفيسور نافين بابات أن العقوبات الصارمة على روسيا تضع بوتين في موقف صعب يحتاج فيه إلى الانتصار بسرعة أو مواجهة النقص في السيولة النقدية. كما أنها تفرض تكاليف كبيرة على شعبه وعلى دائرة حلفائه.

ويعتقد الخبير في دراسات الحرب والسلام بابات أن ما يأمل فيه بوتين هو نزع سلاح أوكرانيا بسرعة وتنصيب حكومة موالية له، وهذا من شأنه أن ينهي الصراع بسرعة.

عودة الحياة لحلف الناتو

وترى الخبيرة الأميركية آلين أن الرئيس الروسي أساء قراءة قوة حلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO) بالنظر إلى واقعه الضعيف خلال سنوات حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث عرف الحلف الكثير من الشكوك حول مهامه وجدوى بقائه، لدرجة أن ترامب اعتبره من الماضي، في حين أشار إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالحلف "الميت سريريا".

وتوضح بقولها: من هنا جاءت تهديدات بوتين النووية مناسبة لهذه الطرح، وأضافت "من المفارقات أن هجوم بوتين على أوكرانيا أعطى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو شعورا بقوة المصالح المشتركة أكبر مما كان عليه الوضع قبل عقد من الزمن، وبدلا من تدمير النظام القائم في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فإن تصرفات بوتين قد تعزز الوضع الراهن على المدى الطويل".

وتقول أيضا "الواضح أن بوتين أساء تقدير مدى وحدة وقوة وصرامة الردود الأميركية والأوروبية على العملية العسكرية. وخلال سنوات حكم ترامب، طُرحت الكثير من الأسئلة حول أهمية الناتو، وقوة العلاقات بين دول الحلف، وقد أظهرت هذه الأزمة أن صانعي السياسات الأوروبيين والأميركيين لا يزال لديهم رؤى مماثلة ودرجة عالية من الاستعداد للعمل معا لمواجهة التهديدات المشتركة".

وتعتقد الخبيرة بالشؤون الأمنية أن بوتين قلل إلى حد كبير من استعداد نظيره الأميركي جو بايدن وقدرته على العمل مع القادة الأوروبيين، وقلل بنفس القدر من شأن استعداد وقدرة القادة الأوروبيين مثل المستشار الألماني أولاف شولتز، أو الرئيس الفرنسي، على العمل معا والتصرف بحزم.

وبشأن العقوبات المفروضة على موسكو، تضيف آلين أنه يمكن للعقوبات الغربية أن تحدّ من حجم الإجراءات التي قد تتخذها روسيا طالما بقي الغرب في حالة جيدة من التنسيق والعمل معا.

كما يرى بابات أن التعهد بفرض عقوبات لم يردع روسيا عن مهاجمة أوكرانيا، ورغم ذلك فإنه من المرجح أن يكون بوتين قد أساء تقدير موقف الأوروبيين، فالسوق الأوروبية هي الأكبر لصادراته من النفط والغاز التي تعتبر حاسمة للاقتصاد الروسي. كما اعتقد أنه سيتمكن من إجراء معاملات مع المصارف الأوروبية ومواصلة استخدام نظام سويفت للتحويلات المالية.

ومع انضمام الأوروبيين للجهود الأميركية في فرض العقوبات، وخاصة ألمانيا، والعمل معا لعزل المؤسسات المالية الروسية الكبرى "فهذا من شأنه أن يتسبب في خسارة كبيرة في الإيرادات المالية لموسكو، الأمر الذي سيجعل مواصلة عملياتها الحربية أمرا صعبا".

معضلة ما بعد انتهاء القتال

ويعتقد الخبيران أن الحرب وحّدت مواقف الدول الغربية تجاه إدانة العدوان الروسي، وفرضت عقوبات على موسكو، وقدمت الكثير من المساعدات لكييف.

وترى الخبيرة بالشؤون الأمنية أنه إذا ما بدأت دول حلف الناتو في تفضيل مصالحها الضيقة، وخاصة ما يتعلق بعلاقاتها في مجال الطاقة في روسيا، فإن تأثير العقوبات سيتضاءل.

لكن البروفسور بابات أوضح أنه بمجرد انتهاء الحرب ووقف القتال، سيواجه الأوروبيون وضعا حرجا بين استمرار الاعتماد على استيراد الطاقة من روسيا، وبين ضرورة العمل على إنشاء بنية تحتية جديدة مستقلة عن موسكو.

وفي مواجهة هذه البدائل، يعتقد الخبير الأميركي أن بوتين يقامر بأن الأوروبيين سيواصلون التعامل معه، ودليلا على ذلك فإنه لا توجد عقوبات أوروبية على قطاع النفط الروسي حتى الآن.

ومع ذلك، يضيف بابات أنه إذا استمرت الحرب لعدة أشهر وربما سنوات، فقد تبدأ الدول الأوروبية في البحث الجاد عن بديل لمصادر الطاقة الروسية، وستتسبب العقوبات في الضغط على موسكو، وهو ما سيؤثر على احتياطيات النقد الأجنبي الروسي من دولار أميركي ويورو أوروبي.

* محمد المنشاوي كاتب صحفي في الشأن الأميركي من واشنطن

المصدر | الجزيرة نت

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا، روسيا، بوتين، الطاقة، الاجتياح الروسي، أميركا، الناتو، العقوبات الاقتصادية، نصر سريع، النفط الروسي، الأوروبيون، النقد الأجنبي،