بالأسماء.. كيف أحكم بشار الأسد قبضته على قطاع الاتصالات بسوريا؟

الجمعة 25 مارس 2022 06:46 ص

قالت مجلة "إنتلجنس أونلاين" الفرنسية إن النظام السوري بات مسيطرا تماما على قطاع الاتصالات في البلاد، بعد إطلاق المشغل الجديد "وفا للاتصالات"، وذلك بعد فترة من تدهور القطاع بسبب الخلافات التي نشبت بين رئيس النظام "بشار الأسد" وابن عمه "رامي مخلوف"، قطب الاتصالات صاحب شركة "سيريتل".

وأضافت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن قطاع الاتصالات في سوريا يمر بمرحلة اضطراب، فعلى الرغم من إعلان مغادرتها البلاد في أغسطس/آب الماضي، إلا أن شركة "إم تي إن" الجنوب أفريقية بقيادة "رالف موبيتا"، والتي كانت المشغل الثاني للاتصالات بعد "سيريتل"، لم تكمل انسحابها بعد.

وفي الوقت نفسه، في 22 فبراير/شباط الماضي، أعلن وزير الاتصالات السوري "إياد الخطيب" عن الإطلاق الذي طال انتظاره لمشغل ثالث.

وقد قررت السلطات منح "وفا" الحق الحصري لإدخال شبكات الجيل الخامس "5G" بالبلاد.

المشغل الجديد "وفا"، يحظى بدعم السلطات، على عكس "إم تي إن" و"سيريتل"، اللتين كانتا تحت مراقبة صارمة من النظام السوري منذ سقوط رئيس الشركة الثانية "رامي مخلوف" من برجه العالي المحصن عام 2020، إثر الخلافات بينه وبين ابن عمه "بشار الأسد".

تم تشكيل الهيكل الأساسي لـ"وفا" للاتصالات بهدوء في سبتمبر/أيلول 2020، ومع ذلك، ونظرًا لاستمرار تدهور الأوضاع الأمنية، انتظرت حتى فبراير/شباط 2022 لاستكمال فريقها، بعد موافقة "منهل الجنيدي"، مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والبريد.

يبلغ رأس مال هذا المشغل الجديد 10 مليارات ليرة سورية (ما يقرب من 4 ملايين دولار)، ويجمع سبع شركات سورية، يبدو أنه تم إنشاؤها خصيصًا لإطلاق المشغل.

تشكل "ABC LLC و IBC Advanced و IBC Technology و IBC Telecom و Wafa Invest و Tele Space و You Tell" هذه المجموعة التي يقودها "غسان سابا"، نائب وزير الاتصالات والتكنولوجيا سابقًا من 2019 إلى 2021.

درس "سابا" في جامعة نانس في فرنسا عام 1996، وهو صديق مقرب لـ"الأسد"، وستتمثل مهمته في تعزيز وصول شبكة الهاتف المحمول على الأراضي السورية - التي تعاني من ضعف شديد حاليًا - والدفع لتحقيق هدف الاشتراك في الشبكة بما لا يقل عن 3 ملايين.

وأشارت "إنتلجنس أونلاين" إلى أن هذا المشغل الجديد "وفا" سيكون تحت سيطرة كاملة من السلطات السورية، مما سيسمح لها بالاحتفاظ بقبضتها على قطاع الاتصالات الرئيس.

وأوضح التقرير أن الملياردير "ياسر إبراهيم"، مساهم في شركات مرتبطة برجل الأعمال البارز "خالد الزبيدي"، هو المستثمر الرئيسي في شركة "You Tell" التي تمتلك "وفا" جزئياً.

وأخته "نسرين إبراهيم"، هي سيدة أعمال يقال إنها مقربة من السيدة الأولى القوية "أسماء الأسد".

تم تكليف "نسرين" في مايو/أيار 2021 بتوجيه عملية وضع فرع "إم تي إن" في سوريا تحت سلطة "TeleInvest"، القريبة من قصر دمشق.

وأكدت المجلة أن "وفا" تخطط لإطلاق عملياتها بشكل كامل في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وبحلول ذلك الوقت سيكون عليها أن تكون قد قدمت عرضًا مناسبًا للتنافس مع "إن تي إن" و"سيريتل" الراسختين حاليًا.

يذكر أن "وفا" لن تتمكن من الاستفادة من شبكتها الخاصة في الوقت الحالي، وليس لديها خيار سوى استخدام شبكة المشغلين الآخرين، حيث أمرت الحكومة السورية "إم تي إن" و "سيريتل" بإتاحة كافة أبراجهما بمختلف أنحاء البلاد لـ"وفا" كي تستخدمها أيضا.

وكانت تقارير سورية نشرتها وسائل إعلام معارضة لنظام دمشق، قالت إن غياب البنية التحتية الخاصة بالشركة المستحدثة وعدم كفاءتها لإطلاق الخدمة الجديدة كان واضحا، مشيرين إلى أن تمكينها من استخدام كافة  الإمكانات التابعة لشركتي "إن تي إن" و"سيريتل" يعني عدم تحمل الشركة الجديدة أي تكاليف مالية خلال العاميين القادمين على الأقل.

فيما تحدث آخرون عن أن مشروع القرار لا يعدو كونه تغييراً لإسم الشركات السابقة التي كان يترأسها رجل الأعمال "مخلوف"، إلى الملاك الجدد متمثلين في شركة "وفا"، والتي تعد تحت سيطرة كبيرة من "أسماء الأسد".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بشار الاسد النظام السوري وفا سيريتل قطاع الاتصالات السوري

رئيس النظام السوري يسن قانونا لسجن منتقدي الانهيار الاقتصادي