استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا النقب المحتل؟

السبت 26 مارس 2022 11:10 ص

لماذا النقب المحتل؟

عملية بئر السبع الفدائية لم تأتِ من فراغ، بل نتاج للتصعيد الإسرائيلي، وفشل المسار السياسي الذي رسمه عباس منصور وتيار التطبيع العربي.

التطهير العرقي المتسارع والخطير سار بالتوازي مع تطبيع إسرائيلي يمتد من المحيط الى الخليج العربي، فهو يتغذى عليه ويكتسب زخمه منه!

التطبيع سلاح فتاك يشهره الاحتلال بوجه كل من يعمل على تجريم الاحتلال وعزله ومحاصرته وإدانته؛ ليتخذه ذريعة لتبرير جرائمه في فلسطين وخارجها.

مسارات التطبيع لم توقف الاستيطان أو القتل والتطهير العرقي أو توفر الأمن والاستقرار لأطراف عربية مطبعة مع الكيان وباتت أحد أبرز محركات ومغذيات المقاومة الفلسطينية بكامل تراب فلسطين، وهو تطور ينبئ بحقبة جديدة من المواجهة مع الاحتلال.

* * *

"سرية بارئيل" مليشيا يهودية مسلحة أقامها ناشط في حزب "عوتسماه يهوديت" (يمين متشدد)، الذي يمثله في البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" إيتمار بن غفير.

بارئيل كثفت نشاطها في النقب المحتل مؤخراً، وكانت آخر جرائمها محاولة حرق مواطن فلسطيني من مدينة رهط في النقب المحتل يوم أمس الاثنين.

ليست الحادثة الاولى لهذه المجموعة الارهابية الصهيونية في النقب، ولكنها الاكثر خطورة، إذ جاءت في وضح النهار بعد أيام قليلة من حادثة اغتيال والد ومعيل لطفلين في مدينة رهط على يد قوات المستعربين في النقب المحتل.

التصعيد الإسرائيلي وجهود التطهير العرقي لسكان النقب تجري على قدم وساق، تارة بحجة تشجير الأراضي، وأخرى بحجة عدم توافر التراخيص للبناء، وثالثة أكثر وضوحاً؛ يمثلها تنظيم بارئيل الارهابي للتطهير العرقي والتصفية الجسدية.

تصعيد يجعل من عملية الفدائي محمد أبو القيعان في بئر السبع اليوم الثلاثاء التي قتل فيها أربع من المستوطنين ردَّ فعل طبيعي في الظاهر؛ غير أنها في الباطن فعل تراكمي؛ يعكس فشل الاحتلال في تمرير سياساته ومخططاته في النقب المحتل.

فعملية بئر السبع جاءت في ظل بيئة سياسية وأمنية معقدة، حُرم فيها سكان النقب من تراخيص البناء، في حين منح الكنيست الاسرائيلي تراخيص بناء مدينتين لليهود الحريديم في النقب المحتل.. بيئة طورت نهج مقاوم بتأثير من تفاعل عاملين:

أولا: سياسيا، كَشَفَ العقم السياسي والاقتصادي لبرنامج منصور عباس ومن معه، بعد أن توجه للمشاركة بحكومة الائتلاف الاسرائيلي بزعامة (لبيد وبينيت وغانتس).

ذلك أن حكومة الائتلاف الحاكم تشرف على عمليات التطهير العرقي في النقب الذي يمثل أحد الخزانات الانتخابية لمنصور وجماعته؛ محولة خزان الانتخاب إلى خزان للمقاومة والمواجهة المسلحة والاحتجاجية مع الاحتلال.

ثانياً: أن التطهير العرقي المتسارع والخطير سار بالتوازي مع تطبيع اسرائيلي يمتد من المحيط الى الخليج العربي، فهو يتغذى عليه ويكتسب زخمه منه.

فالتطبيع سلاح فتاك يشهره الاحتلال في وجه كل من يعمل على تجريم الاحتلال وعزله ومحاصرته وإدانته؛ ليتخذه ذريعة لتبرير جرائمه في فلسطين وخارجها.

مفارقة أفضت - على نحو غير متوقع - إلى تغذية روح المقاومة وثقافتها لدى فلسطيني الداخل المحتل، كرد فعل على التهديد الذي بات وجوديا لفلسطيني الداخل.

العملية الفدائية في بئر السبع اليوم لم تأتِ من فراغ، بل نتاج للتصعيد الإسرائيلي، وفشل المسار السياسي الذي رسمه عباس منصور، ورسمه أيضاً تيار التطبيع العربي.

فهذه مسارات لم توقف الاستيطان الاحتلالي أو عمليات القتل والتطهير العرقي، ولم توفر الأمن والاستقرار للأطراف العربية المطبعة مع الكيان، بل باتت أحد أبرز المحركات والمغذيات للمقاومة الفلسطينية الآخذة في التمدد على كامل التراب الفلسطيني المحتل، وهو تطور ينبئ بحقبة جديدة من المواجهة مع الاحتلال.

* حازم عياد كاتب وباحث سياسي

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

فلسطين، الاحتلال، تطرف، عملية بئر السبع، مستوطنين، النقب، محمد أبو القيعان، التطبيع، التطهير العرقي،