أعلنت السفارة الأمريكية في ليبيا، الأحد، أن قبائل التبو والعرب من مدينة مرزق جنوبي البلاد وقعت في تونس السبت "اتفاقية مصالحة وسلام".

وقبل عامين اندلعت اشتباكات بين التبو والعرب في مرزق استمرت ثمانية أشهر، ما تسبب بمقتل 109 أشخاص بحسب الأمم المتحدة، فيما أعلنت الحكومة آنذاك مرزق "مدينة منكوبة" بعد حرقها و تهجير سكانها من العرب.

وقالت السفارة الأمريكية، في بيان: "تفخر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بأنها يسّرت، من خلال نقابة المحامين الأمريكيين ومنظمة الوسطاء المحليين الجنوبيين، عملية حوار حول السلام والمصالحة في مرزق".

ونيابة عن السفير الأمريكي لدى ليبيا "ريتشارد نورلاند"، ألقى المدير القُطري للوكالة الأمريكية "دون بينيل" كلمة أمام الحضور "أعرب فيها عن دعم الولايات المتحدة لمزيد من الوساطة والمصالحة بين الليبيين، وفق البيان.

وهنأت السفارة "وفدي التبو والعرب الذين اختاروا السلام على الحرب، ووقعوا بالأمس في تونس العاصمة أمام مستشارة الأمين العام لدى ليبيا، ستيفاني ويليامز، اتفاقية مصالحة".

وهذه الاتفاقية، وفق السفارة، "تمهّد الطريق لعودة آمنة للنازحين، والعدالة الانتقالية، وأفضل الخدمات لأهل مرزق".

وأعربت عن استعداد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وشركائها لـ"دعم تنفيذ هذه الاتفاقية وبناء مرزق كمدينة يعمّها السلام والازدهار".

وهذه الوكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة، وهي مسؤولة في المقام الأول عن إدارة المساعدات الخارجية المقدمة للمدنيين.

والتبو من أصول غير عربية، ولهم عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم الخاصة، وهم يسكنون معظم مناطق جنوبي ليبيا ويمتد انتشارهم إلى الدول الإفريقية المجاورة، مثل تشاد والنيجر ومالي.

وتتعدد روايات عن أسباب الصراع بين العرب والتبو، منها تعديات ارتكبها مسلحون من التبو مدعومين بالتبو من تشاد والنيجر، ومنها قيام سكان من العرب في مرزق بإحراق شاب من التبو.

وثمة من يقول إن الصراع بدأ بشن مسلحين من التبو هجمات انتقامية ضد أهالي المدينة العرب، ردا على دعمهم لقوات الشرق، بقيادة "خليفة حفتر"، أثناء سيطرتها على المدينة قبل أن تنسحب منها قبل أيام من اندلاع القتال بين التبو والعرب.

ومنذ سنوات، يعاني البلد الغني بالنفط من انقسامات سياسية وصرعات مسلحة، ويأمل الليبيون في إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تساهم في إحلال السلام والاستقرار.