قالت الرئاسة الروسية (الكرملين)، الأربعاء، إن محادثات السلام بين موسكو وكييف لا تتقدم بالسرعة ولا الحماس اللازمين، مشيرة إلى أن الرئيس "فلاديمير بوتين" هو من أصدر شخصيا قرار انسحاب القوات من العاصمة الأوكرانية كييف.
وقال المتحدث باسم الكرملين "دميتري بيسكوف"، في مؤتمر عبر الهاتف ردا على سؤال بخصوص توقعات عقد جولة أخرى من المفاوضات بين موسكو وكييف: "الشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أن العمل (فيما يتعلق بالمحادثات) مستمر".
وأضاف: "ما زال الطريق طويلا، العمل مستمر لكنه يستغرق وقتا أطول من اللازم".
وتتهم روسيا الغرب بعرقلة محادثات السلام مع أوكرانيا عن طريق إثارة "هيستريا" بخصوص اتهامات بارتكاب القوات الروسية جرائم حرب بعد انسحابها من منطقة كييف.
وتقول أوكرانيا والغرب إن هناك أدلة، تشمل صورا وشهادات شهود جمعتها وكالة "رويترز" وغيرها من المؤسسات الإعلامية، على أن روسيا ارتكبت جرائم حرب في بلدة بوتشا الأوكرانية. وتنفي موسكو هذا الاتهام وتصف هذه المزاعم بأنها "تزوير شنيع".
وفي سياق متصل، قال "بيسكوف" في تصريحات لقناة "إل سي أي" الفرنسية، إن "بوتين أمر بسحب قوات الجيش الروسي من مقاطعة كييف لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات كبادرة حسن نية".
وأضاف "بيسكوف": "بادرة حسن نية تخلق ظروف مواتية للمفاوضات مع كييف، يمكن خلالها اتخاذ قرارات جادة".
جاء ذلك بعد أيام من تصريح الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، بأنه بات "من الصعب جدا" التفاوض مع روسيا بعد ما جرى في مدينة بوتشا، قرب العاصمة كييف.
واتهم "زيلينسكي" وقادة دول عدة روسيا بارتكاب "جريمة حرب وإبادة" ضد مدنيين في بوتشا.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".