أثارت تصريحات أدلت بها "سلفادورا ماتيوس" مندوبة الحكومة الإسبانية في مدينة سبتة (تابعة لإدارة مدريد) عن الحاجة للعاملات المغربيات غضبا وانتقادات من الكثير من الحقوقيين والناشطين فى الرباط.

وقالت "ماتيوس" إن إغلاق الحدود بين سبتة والمدن الشمالية للمغرب، حال دون استقدام العاملات المغربيات للعمل في تنظيف المنازل.

وأضافت المسؤولة الإسبانية "أن العمل في المكتب، وتنظيف البيت في المساء مهمة صعبة، وهي من المهام التي تقوم بها عاملات البيوت القادمات من المغرب"

وتابعت: "تتطلع ربات البيوت في سبتة، وأنا منهن، إلى قدوم العاملات من المغرب"، مشيرة إلي أن عدد عاملات المنازل اللواتي اعتدن التنقل بين المغرب والجيب الإسباني يتجاوز 2000 امرأة.

وأثارت تصريحات "ماتيوس" حفيظة عدد من الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان في سبتة، الذين اعتبروها "عنصرية" و"مهينة للمرأة المغربية".

كما انتقدتها "سعاد أحمد"، وزيرة الرعاية والرفاه الاجتماعي في حكومة سبتة، قائلة إن "ضحايا قرار إغلاق الحدود هم العمال، وليس ربات البيوت اللواتي يبحثن عمن ينظف منازلهن"، بحسب ما نقلت صحيفة "إل باييس".

وتأتي تصريحات المسؤولة الإسبانية في وقت يستعد فيه رئيس الحكومة الإسبانية "بيدرو سانشيز" للقيام بزيارة رسمية إلى المغرب، الخميس، بدعوة من العاهل المغربي الملك "محمد السادس".

وتقع مدينة سبتة في أقصى شمال المغرب وهي تحت إدارة مدريد، وتعتبر الرباط أنها "ثغر محتل" من طرف إسبانيا التي أحاطتها بسياج من الأسلاك الشائكة بطول نحو 6 كلم.

ويرفض المغرب الاعتراف بشرعية الحكم الإسباني للمدينة، ويعتبرها جزء لا يتجزأ من أراضيه، ويطالب إسبانيا بإجراء مفاوضات مباشرة على أمل استرجاعها.

وشهدت سبتة في مايو/أيار الماضي، موجة هجرة غير مسبوقة، إثر توتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا على خلفية استضافة إسبانيا إبراهيم غالي زعيم جبهة "البوليساريو" بهوية مزيفة، للعلاج من فيروس كورونا.

وطيلة الفترة السابقة، سعت إسبانيا إلى إعادة العلاقات مع المغرب إلى سابق عهدها، لكن الرباط تدعو إلى مزيد من "الوضوح"، خاصة أن العلاقات بين البلدين معرضة باستمرار للتأثر السريع على وقع ملفات ذات حساسية مفرطة للجانبين، أبرزها ملف مدينتي سبتة ومليلية.