"فيسبوك" دكتاتور رقمي يطارد الفلسطينيين
رقيب فيسبوك الذي يراقب ما ننشر لا يقرأ بل هو آلة تطبق خوارزميات دون تدقيق في المحتوى وتطارد المصطلحات وليس النصوص والمضمون.
التطورات في فلسطين أدت بشركات مثل "فيسبوك" لتكميم أفواه النشطاء، وتحجب محتواهم، فأصبحت أشبه بـ"دكتاتور رقمي" وهذا ما يجب التصدي له.
أنشأ "فيسبوك" مركز عمليات خاص بدولة الاحتلال يضم موظفين يجيدون اللغة العربية لرصد المحتوى العربي وحذف المنشورات المؤيدة لفلسطين من "فيسبوك" و"تويتر"؛ لأنها تضمنت كلمات مثل "شهيد" و"مقاومة" ما يفعّل الخوارزميات.
* * *
عُدت من جديد إلى "فيسبوك" بعد تقييد حسابي للمرة المليون، كانت آخرها وقت الهروب الكبير من سجن "جلبوع"، بالطبع لم يقيد حسابي وحدي فقد قيدت حسابات كثيرين وكثيرات بعد الكتابة حول "عملية تل أبيب".
علينا أن نعرف أن الذي يراقب ما ننشر لا يقرأ، وهو آلي، ويطبق رقيب فيسبوك الخوارزميات دون تدقيق في المحتوى فهي تطارد المصطلحات وليس النصوص والكلمات.
الوعود السابقة التي أطلقتها إدارة "فيسبوك" بخصوص مراجعة التحيز ضد المحتوى العربي والفلسطيني لم تنفذ.
"الفيسبوك" يسير ضمن مجموعة من التعليمات والبرمجيات التي ينفذها الحاسب الآلي في المراقبة؛ فهو يحول كلمة شهيد إلى "إرهابي" والقدس والمسجد الأقصى إلى نوع من "الكراهية"، والمقاومة إلى "تحريض على العنف"، ويبدو أنه لم يعدل شيئا في هذا.
كشف بحث علمي لجامعة نيويورك، نشر أواخر العام الماضي، تفاصيل حملة يشنها الاحتلال ضد المحتوى العربي والفلسطيني على منصات التواصل عبر خوارزميات إلكترونية تقوم برصد المحتوى والإبلاغ عنه باعتباره "محتوى عنيفاً يجب إزالته"، وذلك عبر وحدات إلكترونية تقوم برصد كميات كبيرة من المحتوى المؤيد للفلسطينيين والتبليغ عنه.
البحث الذي أعده بول باريت وجوستين هندريكس وغرانت سيمز من جامعة نيويورك أوضح أن "فيسبوك" قامت بإنشاء مركز عمليات خاص في دولة الاحتلال، يضم موظفين يجيدون اللغة العربية لرصد المحتوى العربي، وأن معظم المنشورات المؤيدة للفلسطينيين تمت إزالتها وحذفها من قبل "فيسبوك" و"تويتر"؛ لأنها تضمنت كلمات مثل "شهيد" و"مقاومة" ما يؤدي إلى تشغيل الخوارزميات.
آدم شابيرو رئيس مكتب الاتصالات والإعلام بمنظمة "فرونت لاين ديفندرز" قال إن التطورات في فلسطين أدت بشركات مثل "فيسبوك" لأن تعكف على تكميم أفواه النشطاء، وتحجب محتواهم، فأصبحت أشبه بـ "دكتاتور رقمي" وهذا ما يجب التصدي له.
* علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
