أثار المسلسل المصري "فاتن أمل حربي" لمؤلفه الكاتب الصحفي "إبراهيم عيسى"، جدلا صاخبا في البلاد، بعد تضمينه مشاهد تحمل إساءات للإسلام، وتطاولا على الشريعة الإسلامية.

ويناقش المسلسل قصة زوجة مطلقة تفقد حضانة أبنائها بعد زواجها الثاني، وتحاول استعادتها عبر القانون في قضية؛ إلا أن الكاتب أقحم الدين والفقه والتشريع الإسلامي في القضية، مشككا في الأحاديث النبوية، وداعيا إلى استبعادها كمصدر من مصادر التشريع.

ويثير مشهد توجه "فاتن" المطلقة، التي تقوم بدورها الممثلة "نيلي كريم"، إلى دار الإفتاء المصرية، انتقادات واسعة لـ"عيسى" واتهامات بمحاولة تشويه صورة رجل الدين.

وردا على سؤال حول مدى مشروعية فقدان المطلقة لحضانة أبنائها بمجرد زواجها، تسأل "فاتن": "هل ربنا قال كده (هذا) بنفسه؟.. أتحداك أن ربنا قال ذلك، الأمر لا يحتاج إلى دراسة، إن الله عادل ورحيم، ولا يمكن أن يحرم أمّا من أبنائها".

وفي المشهد الثاني، يرد ممثل الإفتاء، الشاب "يحيى" بأن الله لم يقل ذلك، وأن الفقهاء هم من قالوا بذلك، لترد بطلة المسلسل بأنها تريد كلام ربنا فقط، ولا تريد كلام الفقهاء والعلماء.

وفي حلقة أخرى، أثار "عيسى" جدلا آخر، حينما أقر تغيير نسب الأبناء ليكتبوا بأسماء أمهاتهم، وهو ما اعتبره البعض تشويها للأب، وتقويضا لقيم الأسرة.

وجاء في المشهد الأخير من الحلقة العاشرة حوار بين المعلمة في المدرسة وبطلة العمل فاتن "نيلي كريم"، حيث نبهت المدرسة لخطر انعكاس المشاكل العائلية على الأبناء، وقامت ابنة فاتن في العمل بتغيير نسب عائلتها على ورقة الامتحان ليصبح "نادين فاتن أمل حربي".

وقال معارضون، إن ما يقدمه "عيسى" يأتي بهدف تمهيد الرأي العام لتغيير قوانين الأحوال الشخصية بالمخالفة للشريعة الإسلامية، والتي لم يوافق على تغييرها شيخ الأزهر من قبل.

كذلك انتقد الداعية الأزهري "عبدالله رشدي"، المسلسل، مؤكدا أن هدف "عيسى" هو حصر الدين الإسلامي في القرآن الكريم فقط، بعيدا عن الأحاديث النبوية وتفسير النبي والصحابة للقرآن.

وطالب السيناريست المصري "أمير طعيمة"، بالاستعانة بالأزهر الشريف لمراجعة هذا العمل كما يتم الاستعانة بالمؤسسة العسكرية في الأعمال الدرامية العسكرية والمخابراتية.

وأضاف أن "الكوكايين والهيرويين والمخدرات عموما غير مذكورة لفظا في القرآن، فهل نبني أحكاما على عدم ذكرها صراحة".

وطالبت صفحة "تمرد ضد قانون الأسرة"، بسرعة وقف هذا العمل، متهمة إياه بأنه يمزق الحياه الأسرية بدلا من لم شملها.

ولم يتوقف المسلسل فقط عند قضايا الأم المعيلة أو المرأة المطلقة، لكنه ناقش قضية أثيرت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة غير بعيدة، وهي منع السيدات دون سن الـ40 من الإقامة في الفنادق بمفردهن.

ويتهم ناشطون "عيسى" المعروف بإثارته للجدل من حين لآخر، بتعمّد الربط بين الشريعة الإسلامية والحقوق المسلوبة من المرأة في حالة الطلاق بالإضافة إلى محاولات الكاتب الترسيخ لفكرة أن الشخص المتدين دائما ما يكون متشددا وغير متقبل الأفكار الأخرى.

وقبل أيام، أبدى "عيسى"، إعجابه بالبقرة، وجمالها، وأحقيتها في أن تكون شيئا مقدسا.

ومن آن لآخر يعرف عن "عيسى" إثارته الجدل بالحديث عن الصحابة والتشكيك في صحيح البخاري، وإنكار رحلة الإسراء والمعراج، وكثيرا ما تلاحقه دعاوى قضائية بازدراء الأديان.