قصف مغربي وشاحنة «بين موريتانيا والصحراء»؟!

الجمعة 15 أبريل 2022 04:35 ص

قصف مغربي وشاحنة «بين موريتانيا والصحراء»؟!

الهدف الذي تعرض للقصف، كان قافلة شاحنات والحادثة حصلت «قرب الحدود» وأن القتلى كانوا ثلاثة.

قافلة هوجمت وقتل أشخاص لكنّ الجميع، على ما يبدو، يفضّل دفن الموتى في هدوء، ربما لأن تصعيد التوتّر بين بلدان المنطقة لن يكون من مصلحة أحد.

وسائل إعلام البوليساريو ذكرت «طائرة مسيّرة مغربية استهدفت فجر الأحد قافلة شاحنات قرب الحدود بين الصحراء الغربية موريتانيا، مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى».

وصف بيان الخارجية الجزائرية الحدث بـ«عمليات اغتيال موجهة باستعمال أسلحة حربية متطورة، من قبل المغرب خارج حدودها المعترف بها دوليا، ضد مدنيين أبرياء رعايا ثلاث دول في المنطقة».

* * *

اتهمت السلطات الجزائرية رسميا المغرب بالتورط في عملية قصف استهدفت مواطنين من ثلاث دول في منطقة بين موريتانيا والصحراء الغربية يوم الأحد الماضي، ووصف بيان وزارة الخارجية الجزائرية ما حصل بأنه «عمليات اغتيال موجهة باستعمال أسلحة حربية متطورة، من قبل المملكة المغربية، خارج حدودها المعترف بها دوليا، ضد مدنيين أبرياء رعايا ثلاث دول في المنطقة».

بعد هذا التصريح قدّم بعض المحللين في الإعلام الرسمي الجزائري تفسيرا إضافيا للمعلومات الآنفة بالحديث عن تورط إسرائيل في الجريمة، واعتبار المغرب «مجرّد أداة».

لم يفعل التصريح الرسمي الجزائري، والتحليلات التي تبعته، غير نشر جوّ من الغموض على الحادثة، حيث أنه لم يشرح سبب حصول عمليات الاغتيال "الموجهة"، وماهيّة الأسلحة الحربية "المتطورة"، ولا الجغرافيا الدقيقة للهجوم، ولا جنسيّة الضحايا الآخرين، كما أنه لم يقدّم حتى أسماء مواطنيها الذين أصيبوا.

وإذا أخذنا في الاعتبار أن هذا الحادث الثاني من نوعه، بعد إعلان الرئاسة الجزائرية في نوفمبر من العام الماضي عن هجوم مغربي أدى لمقتل ثلاثة مواطنين جزائريين، وتهديدها، حينها أن الهجوم "لن يمر من دون عقاب"، فإن الأمر في هذه المرة، إضافة إلى غموضه، لم يترافق مع تلك التهديدات الخطيرة التي اعتبرت إنذارا بإمكانية نشوب حرب بين البلدين الشقيقين.

لزمت موريتانيا الصمت حول الحادثة، لكن الضغط الإعلامي والشعبي دفع بها للاعتراف، على لسان الناطق باسم الحكومة، بأن ثلاثة من ضحايا القصف هم من مواطنيها، لكنّها أضافت، بدورها، عنصرا جديدا في الغموض، بالقول إن ما حصل كان حادثا، وأنه وقع خارج حدودها، مع التأكيد على أن موريتانيا «غير مستهدفة به»، وأنه جرى يوم الأحد الماضي.

لا يحتاج الأمر تكهنا كثيرا لمعرفة أن الطرف الثالث الذي تم إغفال اسمه في التصريح الجزائري، هو جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، والتي، بدورها، لم تعلّق على الحادث، لكن وسائل إعلام مقرّبة منها تحدثت عن «طائرة مسيّرة مغربية استهدفت فجر الأحد قافلة شاحنات قرب الحدود بين الصحراء الغربية موريتانيا، مما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى».

وبهذه المعلومات، إن تأكدت، تكون ثلاثة مجهولات في التصريح الجزائري قد تمّ حلّها: أولها أن الهدف الذي تعرض للقصف، كان قافلة شاحنات (وإن لم يُكشف عن طبيعة هذه الشاحنات أو جنسيات مالكيها)، وثانيها أن الحادثة حصلت «قرب الحدود» (وهو لا يجزم إن كان ذلك ضمن الحدود المغربية أم لا)، وثالثها أن القتلى كانوا ثلاثة.

تأكيد الوزير الموريتاني وفاة ثلاثة من مواطنيه، يفنّد عمليا المعلومة المذكورة في التصريح الجزائري عن أن ضحايا الهجوم كانوا من رعايا ثلاث دول، إلا إن كان المقصود بذلك عدد الجرحى وليس القتلى.

أوردت مصادر صحافية جزائرية أن القصف حصل في قرية عين بن تيلي، جنوب منطقة بير لحلو، على بعد مئات الأمتار من الحدود الفاصلة بين موريتانيا والمغرب، وهي منطقة يعتبرها المغرب جزءا من أراضيه.

ينشر حذر أطراف الحادثة من الدخول في التفاصيل الدقيقة جوا من الغموض.

نعلم أن قافلة هوجمت وأن أشخاصا قتلوا لكنّ الجميع، على ما يبدو، يفضّل دفن الموتى في هدوء، ربما لأن تصعيد التوتّر بين بلدان المنطقة لن يكون من مصلحة أحد.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

المغرب، موريتانيا، الصحراء الغربية، قصف مغربي، إسرائيل، البوليساريو،

ملك المغرب: ملف الصحراء هو معيار صداقتنا مع الدول