استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الجزائر... عينٌ على ليبيا

الأربعاء 20 أبريل 2022 04:31 ص

الجزائر... عينٌ على ليبيا

قدماء الدبلوماسية الجزائرية كانوا يرددون في السابق مقولة ذات معنى: الأمن القومي للجزائر يبدأ من بنغازي وينتهي في باماكو.

رسالة واضحة من الجزائر باتجاه القاهرة برفض مساعيها لتثبيت حكومة باشاغا وتؤكدها زيارة الدبيبة الأخيرة إلى الجزائر.

ترغب القاهرة بفرض خيارات محددة للحل، فيما تميل الجزائر إلى الشرعية الدولية أكثر من الحسابات السياسية والإقليمية.

المسافة بين موقفي الجزائر ومصر بشأن أزمة ليبيا باعتبارهما أكبر الأطراف المعنية بها من دول جوار ليبيا بدأت تتباعد وتتباين بشكل كبير.

* * *

يظهر بوضوح أن المسافة بين الموقفين الجزائري والمصري بشأن الأزمة الليبية، باعتبارهما أكبر الأطراف المعنية بهذه الأزمة من دول جوار ليبيا، بدأت تتباعد وتتباين بشكل كبير، بسبب رغبة القاهرة في فرض خيارات محددة للحل، فيما تميل الجزائر إلى الشرعية الدولية أكثر من الحسابات السياسية والإقليمية.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قال في أحد حواراته التلفزيونية، إنه لن يحدث تطبيق أي حلّ سياسي في ليبيا من دون استشارة ومشاركة جزائرية، وإن أي محاولة لإقصاء الجزائر من إنفاذ الحلول في ليبيا سيكون مآلها الفشل.

والدبلوماسيون في الجزائر يعتبرون أن إقدام القاهرة على إنفاذ مشروع انقلاب حكومي، ولو عبر مجلس النواب الليبي، ومن دون توافق مع الأطراف الليبية والإقليمية المعنية بالأزمة بشكل مباشر، هو محاولة من القاهرة لتحييد الجزائر والقفز على المعطيات التي تغيرت في الفترة الأخيرة، في علاقة بعودة الجزائر إلى الملعب الإقليمي، خصوصاً في القضايا التي لها صلة مباشرة بأمنها القومي واستقرار المنطقة.

ثمّة اقتناع تام لدى سلطة القرار في الجزائر، بأن أي تقييم للموقف السياسي، يؤكد أن غياب الجزائر في الفترة ما قبل 2019 عن الساحة الليبية (لظروف داخلية معقدة تتعلق بارتباك صنع القرار بسبب مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة منذ عام 2013) وعن مدخلات الأزمة ومفاتيحها، لم يكن في صالح الجزائر مطلقاً.

كما لم يكن هذا الغياب عاملاً مساعداً على إحداث التوازن المطلوب في ليبيا لإنجاح مسارات الحل السياسي، ووضع كهذا أتاح لأطراف إقليمية، بكثير من الأنانية، محاولة فرض خيارات وأجندات قد لا تخدم استقرار المنطقة ولا ليبيا في حدّ ذاتها.

لقاء الرئيس تبون برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في قطر في فبراير الماضي، على هامش قمّة الغاز، كان السبب الرئيس في إلغاء قمّة ثلاثية كانت ستجمع الرئيس الجزائري والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الكويت (مع أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح)، بحسب ما تسرب في الإعلام يومها.

لقاء تبون بالدبيبة كان رسالة واضحة من الجزائر باتجاه القاهرة بشأن رفض مساعيها لتثبيت حكومة فتحي باشاغا. والزيارة الأخيرة للدبيبة إلى الجزائر، خصوصاً مع وفده الأمني، تحمل تأكيداً للرسالة السابقة، وتصب في السياق ذاته.

يتعين على مصر أن تفهم المعنى وتعيد الحسابات الإقليمية بشأن ليبيا، ومثلما للقاهرة مصالح حيوية، للجزائر مثلها وأكثر، سياسياً وأمنياً واقتصادياً، مع فارق أخلاقي يحكم الموقف الجزائري، ويتعلق بأولوية مصلحة الليبيين بالدرجة الأولى.

والحدة التي يتحدث بها المسؤولون في الجزائر بشأن ليبيا، والطريقة التي تدير بها الجزائر موقفها من الأزمة الليبية في الفترة الأخيرة، توحي فعلياً بأن هناك تغيراً كبيراً في محددات الدور الجزائري وإعادة قراءة أكثر صرامة للخريطة السياسية والأمنية المحيطة بالجزائر، ومراجعة التمركز الجزائري في أزمات المنطقة. ينطبق ذلك أيضاً على مالي وتونس، وعودة إلى مسافة أوسع للأمن القومي للبلاد.

قدماء الدبلوماسية الجزائرية كانوا يرددون في السابق مقولة ذات معنى: الأمن القومي للجزائر يبدأ من بنغازي وينتهي في باماكو.

* عثمان لحياني كاتب صحفي جزائري

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

الجزائر، ليبيا، عبد المجيد تبون، عبد الحميد الدبيبة، الأزمة الليبية، مصر، باشاغا، السيسي،